المحرر الرياضي: نجح الاتحاد البحريني لكرة القدم بقيادة رئيسه الشيخ علي بن خليفة آل خليفة في صناعة جيل كروي واعد عبر إسناده مهمة ولادة منتخبنا الوطني للشباب إلى المدرب البحريني المحترف عبدالعزيز عبدو، والذي عاد للمملكة بعد غياب 11 سنة سلك فيها مهمة التدريب الاحترافي في الشقيقة قطر..
تلك الخطوة كانت بداية ممتازة لتصحيح المسار بعد سنوات وجدت الكرة البحرينية نفسها ضائعة من حيث عدم الاستقرار من جهة ومن إيجاد المدرب الذي يستطيع كسب ثقة اللاعبين في أنفسهم قبل ثقة الجماهير..
ولعل مؤشرات العمل الناجح ظهرت مبكراً في المدرب عبدو وجهازه الفني الذي يتكون من 5 أفراد كل له مهامه المتخصصة، تلك المؤشرات هي عدم التدخل في عمل المدرب وفرض أسماء معينة عليه حسب ما كان مسبقاً مع عدة منتخبات وطنية، بجانب أن المدرب عبدو وجهازه الفني وضعوا خارطة طريق ( برنامج عمل زمني ) واضحة ودقيقة. بدأت بمرحلة اكتشاف اللاعبين وانتهاء بصناعة توليفة الفريق..
الأهم من ذلك أن اتحاد الكرة كان يعلم أن هذا المنتخب سيكون نواة للمنتخب الأول بالمستقبل وخصوصاً تصفيات كأس العالم 2022 التي ستقام في دولة قطر، إذا ما علمنا أن المنتخب الأول الحالي ودع تصفيات مونديال روسيا 2018 مبكراً لأسباب معروفة تم ذكرها مسبقاً..
ما يعني أن جيل منتخب الشباب هو مشروع دولة وليس مشروع لمرحلة زمنية معينة ( منتخب مناسبات)، ولنا أن نشاهد التجربة الإماراتية المتميزة عبر المدرب مهدي علي والذي تدرج مع المنتخبات السنية حتى وصل الآن مع المنتخب الأول بعد صولات وجولات من التألق، لكن ذلك لم يأت بين ليلة وضحاها، بل فترة تعاقد وصلت الآن إلى 10 سنوات، علماً بأن مهدي يقود المنتخب الأول منذ 2013 وهي السنة التي توجت بها الإمارات بكأس الخليج العربي التي أقيمت بالمملكة، وسبق ذلك التتويج بكأس آسيا للشباب والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 ليجد الفريق الإماراتي مديحاً خاصاً من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعبارة شهيرة ( كلنا ثقة بالمدرب الإماراتي لصناعة أمجاد الكرة الإماراتية، هم لايقلون شأناً عن المدرب الأجنبي..) ناهيك عن الدعم المباشر الذي يلقاه ( الأبيض ) من رئيس مجلس الوزراء الإماراتي من معسكر ومباريات قوية..
.. هذه التجربة المتميزة بإمكانها أن تتحقق على أرض الواقع لدينا، فاتحاد الكرة وجد بدوره دعماً كبيراً من رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والذي وجه لتوفير كل الرعاية والدعم لجيل منتخب الشباب.
ويعلم كثيرون أن النظرة الثاقبة لسمو الشيخ ناصر دائماً ما تكون في محلها، فعندما يتابع سموه كل صغيرة وكبيرة بالمنتخب، لإيمان سموه بأن مملكة البحرين تسير على النهج الإماراتي نفسه وهو ما يعطينا تفسيراً واضحاً بأن ( منتخب الشباب ) سيعيد البسمة للجماهير البحرينية وسيعيدها مراراً وتكراراً للمدرجات، فمن ينسى منتخب البحرين في تصفيات 2002 و2006 و2010، حيث «طرقنا باب المونديال» وهي عبارة شهيرة قالها جلالة الملك المفدى للاعبين بعد استقباله لهم في قصره العامر في اليوم الثاني من الخسارة أمام ترينيداد وتوباغو..
نثق كثيراً بأن الأيام الجميلة ستعود وستكون أجمل لثقتنا الكثيرة في ربان الرياضة البحرينية وقلبها النابض سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ولكن العمل كما يردد سموه في المحافل والمناسبات يحتاج إلى تخطيط ومثابرة وعزيمة، فالوصول إلى القمة شعارنا الذي نعيش لأجله، وإن الخسارة لا تعني نهاية المطاف بل أفضل حافز لتعويض ما سبق..
هذه الرسالة التي يجب إيصالها إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيسه المتميز بأن الحفاظ على المنتخب الوطني للشباب ( الجهاز الفني والإداري واللاعبون ) ضرورة قصوى، والتدرج معه بالمنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول.. فعدم التأهل إلى كأس العالم للشباب لا يعني نهاية المطاف، بل استمرار لرحلة واعدة في المستقبل القريب، لأن قطف الثمار الحقيقي يكون في المنتخب الأول وليس الفئات السنية..
لا يختلف اثنان على أن المدرب عبدو وجهازه الفني صنعوا منتخباً عصرياً ( يلعب كرة صح )، فلم نشاهد التشتيت في خط الدفاع والغوغائية في الوسط والرعونة في الهجوم، والأهم من ذلك وجدنا اللاعبين متحدين يرددون النشيد الوطني بصوت واحد للفانيلة التي يرتدونها وعلم المملكة الذي يزين صدورهم..
قبل سنتين من الآن من كان يتصور بأن البحرين التي غابت سنوات عديدة عن خوض نهائيات بطولات آسيا للناشئين والشباب، أن تعود بقوة عبر منتخب قوي يملك لاعبين بمواصفات يتمناها أي مدرب، وبأداء مقنع أعاد الحيوية للمدرجات شيئاً فشيئاً من جهة وبإشادة محللي القنوات الخليجية..
ذلك لم يكن لولا جهود رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والجندي المجهول ومدير المنتخب الشيخ خالد بن سلمان آل خليفة، حيث عملا مع الجهاز الفني وبإشراف مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على عمل المعسكرات والبطولات مع منتخبات قوية ومعروفة عالمياً كإسبانيا ومالي والمكسيك، وليس بأن يخوض مع منتخبات ضعيفة كالفلبين وبنغلاديش..إلخ هذا الدعم استثمره المدرب عبدو خير استثمار بأن وضع الأركان الأساسية للفريق، حيث أصبح من أقوى المنتخبات بالقارة بوصوله إلى المربع الذهبي للبطولة الآسيوية الأخيرة تحت 19 عاماً.. بل هناك منتخبات أوروبية ولاتينية تطلب مباريات ودية ضد أحمر الشباب..
إقالة «عبدو» ستعيدنا إلى نقطة الصفر.. ولا زلنا نعتمد على النتائج الوقتية
أبدى المدرب الوطني القدير والمحلل الكروي غازي الماجد أسفه على تفكيك المنتخب الوطني للشباب بعد إقالة المدرب البحريني المحترف عبدالعزيز عبدو وجهازه الفني بعد سنتين ماضيتين قدموا خلالهما عملاً ممتازاً بشهادة الجميع، حيث كنا نشاهد بوادر لمنتخب الحلم البحريني..
وقال إن موضوع تفكيك المنتخب سيهدم جميع العمل التي قام بها «عبدو» مع الفريق، حيث كلف ذلك مبالغ مالية كبيرة على غرار أن المنتخب كان يسير وفق منهجية نموذجية من حيث الإعداد والمشاركة في البطولات الدولية ( الودية – الرسمية ) ناهيك عن المباريات الودية، وتابع أن اتحادنا الكروي لم يطبق الإستراتيجية التي أعلنها مسبقاً من أن المنتخب (مواليد 97) سيكون هدفه الرئيسي الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 بالدوحة، بيد أن عدم التأهل إلى مونديال كوريا الجنوبية للشباب قد نسف كل شيء، بل وكشف أن كرتنا لا زلت تسير على النتائج الوقتية لا الأهداف بعيدة المدى..
ونوه الماجد بأن إقالة الجهاز الفني للأحمر الشاب سيعني أن اتحادنا سيبدأ العمل من الصفر مجدداً، وهو أمر صعب جداً..
وأشار إلى أن المدرب عبدو تمكن من صناعة توليفة منسجمة بين اللاعبين، وكان من الأفضل مواصلة مشواره مع الفريق، متطرقاً إلى النموذج الألماني الفريد، إذ أن المانشافت الفائز بكأس العالم 2014، هو ثمار توليفة فريق بدأ من منتخب الناشئين ثم الشباب والأولمبي ثم المنتخب الأول، لكن المهم أن الاتحاد الألماني لم يقلْ المدرب لوف بعد الخسارة أو عدم التأهل إلى الأدوار الإقصائية لكأس أوروبا أو العالم لفئة الشباب أو الناشئين، وإنما كان هدفه الأساسي المنتخب الأول، ومثل هذه الإستراتيجيات مفقودة في أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية.
الحردان: سنة ونصف مع عبدو تعادل 10 سنوات.. وعشنا أجواء احترافية حقيقية
أكد قائد المنتخب الوطني للشباب محمد الحردان أنه وزملاءه لاعبي المنتخب عاشوا أجواء احترافية حقيقية لم تكن موجودة حتى مع المنتخب الوطني الأول عام 2004 «الجيل الذهبي» حسب تعبيره. كاشفاً أن السنة ونصف السنة التي قضاها في فترة المدرب عبدالعزيز عبدو تعادل 10 سنوات، وذلك يكشف حسن اختيار الاتحاد بقيادة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة للجهاز الفني من جهة، وبالعمل الإداري المتقن للشيخ خالد بن سلمان آل خليفة.
وقال دينامو خط الوسط إن الجهازين الفني والإداري للمنتخب قدما أنموذجاً يكاد يكون فريداً من نوعه على مستوى كرة القدم البحرينية، مؤكداً أن إقالة المدرب عبدو نزل عليه واللاعبين كالصدمة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق، حيث كان الجميع يتطلع مع «المدرب عبدو» لمواصلة المشوار حتى المنتخب الأول.. وأشار أنه سيفتقد كل اللحظات الجميلة والمؤثرة والعمل الدؤوب مع الجهاز الفني، وكيف أن أصبح لاعباً يمتلك الثقة العالية في النفس وهي سمة جميع لاعبي الأحمر الشاب، وتابع أن ذلك لم يأت من فراغ، بل وفق منظومة عصرية تعتمد على احترام قميص المنتخب والانضباط والروح القتالية. وشدد الحردان على الدور الكبير والفضل بعد المولى القدير في المستوى الذي قدمه المدرب عبدالعزيز عبدو مع اللاعبين إذ صنع توليفة فريق نتباهى الآن به أمام عمالقة الكرة الآسيوية وليس الخليجية. وذكر الحردان أن الفريق أصبح في فترة «عبدو» يمتلك مميزات كثيرة وهي قدرته على التكيف على مواجهة أي فريق أو مدرسة كروية سواء أكان منتخباً أوروبياً أو لاتينياً أو أفريقياً..
ويرى الحردان أنه وزملاءه اللاعبين سيجدون صعوبة كبيرة في التغلب على رحيل المدرب المحترف عبدالعزيز عبدو، مؤكداً أنها خسارة كبيرة لا تعوض كونه المدرب الذي وضع أركان منتخب الشباب سواء من اختيار عناصر اللاعبين التي تكون حسب وجهة نظره بلا عواطف أو انتماءات أو حتى الانضباط داخل وخارج الملعب، ولكن سنحاول التغلب على رحيل مدربنا بتكاتف زملائه اللاعبين لخدمة البحرين أولاً وأخيراً.
خالد بن سلمان مرشحاً فوق
العادة لتولي رئاسة المنتخبات
بات في حكم المؤكد أن يتولى الشيخ خالد بن سلمان آل خليفة مهمة رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد البحريني لكرة القدم خلال الفترة القادمة، وأشارت المصادر إلى أن الشيخ خالد والذي سيدخل معترك الانتخابات من جهة نادي الرفاع يحظى بقبول وإجماع واسع من الأندية أعضاء الجمعية العمومية، وذلك نظير جهوده الكبيرة مع المنتخب الوطني للشباب عندما تولى منصب مدير المنتخب لمدة سنتين تقريباً قبل أن يقدم استقالته الشهر الماضي.
وتشير المصادر إلى أن الشيخ خالد سيكون أكبر المكاسب الجديدة لاتحاد الكرة في حال فوزه المتوقع بعضوية مجلس الإدارة، إذ سيتولى منصب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الفنية والمنتخبات، بينما يبدو أن مرشح المحرق صالح البلوشي أقوى المرشحين لتولي منصب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الإدارية والمالية في حال فوزه ودخوله بيت الكرة البحرينية.
ويرى مراقبون أن تولي الشيخ خالد ( لجنة المنتخبات ) سيكون أمراً إيجابياً لحد بعيد، إذ من شأن ذلك عودة الإستراتيجيات والتخطيط في عمل اللجنة، وبالتالي سينعكس على أداء ومستوى ومشاركات المنتخبات الوطنية خصوصاً المنتخب الأولمبي .
تلك الخطوة كانت بداية ممتازة لتصحيح المسار بعد سنوات وجدت الكرة البحرينية نفسها ضائعة من حيث عدم الاستقرار من جهة ومن إيجاد المدرب الذي يستطيع كسب ثقة اللاعبين في أنفسهم قبل ثقة الجماهير..
ولعل مؤشرات العمل الناجح ظهرت مبكراً في المدرب عبدو وجهازه الفني الذي يتكون من 5 أفراد كل له مهامه المتخصصة، تلك المؤشرات هي عدم التدخل في عمل المدرب وفرض أسماء معينة عليه حسب ما كان مسبقاً مع عدة منتخبات وطنية، بجانب أن المدرب عبدو وجهازه الفني وضعوا خارطة طريق ( برنامج عمل زمني ) واضحة ودقيقة. بدأت بمرحلة اكتشاف اللاعبين وانتهاء بصناعة توليفة الفريق..
الأهم من ذلك أن اتحاد الكرة كان يعلم أن هذا المنتخب سيكون نواة للمنتخب الأول بالمستقبل وخصوصاً تصفيات كأس العالم 2022 التي ستقام في دولة قطر، إذا ما علمنا أن المنتخب الأول الحالي ودع تصفيات مونديال روسيا 2018 مبكراً لأسباب معروفة تم ذكرها مسبقاً..
ما يعني أن جيل منتخب الشباب هو مشروع دولة وليس مشروع لمرحلة زمنية معينة ( منتخب مناسبات)، ولنا أن نشاهد التجربة الإماراتية المتميزة عبر المدرب مهدي علي والذي تدرج مع المنتخبات السنية حتى وصل الآن مع المنتخب الأول بعد صولات وجولات من التألق، لكن ذلك لم يأت بين ليلة وضحاها، بل فترة تعاقد وصلت الآن إلى 10 سنوات، علماً بأن مهدي يقود المنتخب الأول منذ 2013 وهي السنة التي توجت بها الإمارات بكأس الخليج العربي التي أقيمت بالمملكة، وسبق ذلك التتويج بكأس آسيا للشباب والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 ليجد الفريق الإماراتي مديحاً خاصاً من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعبارة شهيرة ( كلنا ثقة بالمدرب الإماراتي لصناعة أمجاد الكرة الإماراتية، هم لايقلون شأناً عن المدرب الأجنبي..) ناهيك عن الدعم المباشر الذي يلقاه ( الأبيض ) من رئيس مجلس الوزراء الإماراتي من معسكر ومباريات قوية..
.. هذه التجربة المتميزة بإمكانها أن تتحقق على أرض الواقع لدينا، فاتحاد الكرة وجد بدوره دعماً كبيراً من رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والذي وجه لتوفير كل الرعاية والدعم لجيل منتخب الشباب.
ويعلم كثيرون أن النظرة الثاقبة لسمو الشيخ ناصر دائماً ما تكون في محلها، فعندما يتابع سموه كل صغيرة وكبيرة بالمنتخب، لإيمان سموه بأن مملكة البحرين تسير على النهج الإماراتي نفسه وهو ما يعطينا تفسيراً واضحاً بأن ( منتخب الشباب ) سيعيد البسمة للجماهير البحرينية وسيعيدها مراراً وتكراراً للمدرجات، فمن ينسى منتخب البحرين في تصفيات 2002 و2006 و2010، حيث «طرقنا باب المونديال» وهي عبارة شهيرة قالها جلالة الملك المفدى للاعبين بعد استقباله لهم في قصره العامر في اليوم الثاني من الخسارة أمام ترينيداد وتوباغو..
نثق كثيراً بأن الأيام الجميلة ستعود وستكون أجمل لثقتنا الكثيرة في ربان الرياضة البحرينية وقلبها النابض سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ولكن العمل كما يردد سموه في المحافل والمناسبات يحتاج إلى تخطيط ومثابرة وعزيمة، فالوصول إلى القمة شعارنا الذي نعيش لأجله، وإن الخسارة لا تعني نهاية المطاف بل أفضل حافز لتعويض ما سبق..
هذه الرسالة التي يجب إيصالها إلى الاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيسه المتميز بأن الحفاظ على المنتخب الوطني للشباب ( الجهاز الفني والإداري واللاعبون ) ضرورة قصوى، والتدرج معه بالمنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول.. فعدم التأهل إلى كأس العالم للشباب لا يعني نهاية المطاف، بل استمرار لرحلة واعدة في المستقبل القريب، لأن قطف الثمار الحقيقي يكون في المنتخب الأول وليس الفئات السنية..
لا يختلف اثنان على أن المدرب عبدو وجهازه الفني صنعوا منتخباً عصرياً ( يلعب كرة صح )، فلم نشاهد التشتيت في خط الدفاع والغوغائية في الوسط والرعونة في الهجوم، والأهم من ذلك وجدنا اللاعبين متحدين يرددون النشيد الوطني بصوت واحد للفانيلة التي يرتدونها وعلم المملكة الذي يزين صدورهم..
قبل سنتين من الآن من كان يتصور بأن البحرين التي غابت سنوات عديدة عن خوض نهائيات بطولات آسيا للناشئين والشباب، أن تعود بقوة عبر منتخب قوي يملك لاعبين بمواصفات يتمناها أي مدرب، وبأداء مقنع أعاد الحيوية للمدرجات شيئاً فشيئاً من جهة وبإشادة محللي القنوات الخليجية..
ذلك لم يكن لولا جهود رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والجندي المجهول ومدير المنتخب الشيخ خالد بن سلمان آل خليفة، حيث عملا مع الجهاز الفني وبإشراف مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على عمل المعسكرات والبطولات مع منتخبات قوية ومعروفة عالمياً كإسبانيا ومالي والمكسيك، وليس بأن يخوض مع منتخبات ضعيفة كالفلبين وبنغلاديش..إلخ هذا الدعم استثمره المدرب عبدو خير استثمار بأن وضع الأركان الأساسية للفريق، حيث أصبح من أقوى المنتخبات بالقارة بوصوله إلى المربع الذهبي للبطولة الآسيوية الأخيرة تحت 19 عاماً.. بل هناك منتخبات أوروبية ولاتينية تطلب مباريات ودية ضد أحمر الشباب..
إقالة «عبدو» ستعيدنا إلى نقطة الصفر.. ولا زلنا نعتمد على النتائج الوقتية
أبدى المدرب الوطني القدير والمحلل الكروي غازي الماجد أسفه على تفكيك المنتخب الوطني للشباب بعد إقالة المدرب البحريني المحترف عبدالعزيز عبدو وجهازه الفني بعد سنتين ماضيتين قدموا خلالهما عملاً ممتازاً بشهادة الجميع، حيث كنا نشاهد بوادر لمنتخب الحلم البحريني..
وقال إن موضوع تفكيك المنتخب سيهدم جميع العمل التي قام بها «عبدو» مع الفريق، حيث كلف ذلك مبالغ مالية كبيرة على غرار أن المنتخب كان يسير وفق منهجية نموذجية من حيث الإعداد والمشاركة في البطولات الدولية ( الودية – الرسمية ) ناهيك عن المباريات الودية، وتابع أن اتحادنا الكروي لم يطبق الإستراتيجية التي أعلنها مسبقاً من أن المنتخب (مواليد 97) سيكون هدفه الرئيسي الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 بالدوحة، بيد أن عدم التأهل إلى مونديال كوريا الجنوبية للشباب قد نسف كل شيء، بل وكشف أن كرتنا لا زلت تسير على النتائج الوقتية لا الأهداف بعيدة المدى..
ونوه الماجد بأن إقالة الجهاز الفني للأحمر الشاب سيعني أن اتحادنا سيبدأ العمل من الصفر مجدداً، وهو أمر صعب جداً..
وأشار إلى أن المدرب عبدو تمكن من صناعة توليفة منسجمة بين اللاعبين، وكان من الأفضل مواصلة مشواره مع الفريق، متطرقاً إلى النموذج الألماني الفريد، إذ أن المانشافت الفائز بكأس العالم 2014، هو ثمار توليفة فريق بدأ من منتخب الناشئين ثم الشباب والأولمبي ثم المنتخب الأول، لكن المهم أن الاتحاد الألماني لم يقلْ المدرب لوف بعد الخسارة أو عدم التأهل إلى الأدوار الإقصائية لكأس أوروبا أو العالم لفئة الشباب أو الناشئين، وإنما كان هدفه الأساسي المنتخب الأول، ومثل هذه الإستراتيجيات مفقودة في أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية.
الحردان: سنة ونصف مع عبدو تعادل 10 سنوات.. وعشنا أجواء احترافية حقيقية
أكد قائد المنتخب الوطني للشباب محمد الحردان أنه وزملاءه لاعبي المنتخب عاشوا أجواء احترافية حقيقية لم تكن موجودة حتى مع المنتخب الوطني الأول عام 2004 «الجيل الذهبي» حسب تعبيره. كاشفاً أن السنة ونصف السنة التي قضاها في فترة المدرب عبدالعزيز عبدو تعادل 10 سنوات، وذلك يكشف حسن اختيار الاتحاد بقيادة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة للجهاز الفني من جهة، وبالعمل الإداري المتقن للشيخ خالد بن سلمان آل خليفة.
وقال دينامو خط الوسط إن الجهازين الفني والإداري للمنتخب قدما أنموذجاً يكاد يكون فريداً من نوعه على مستوى كرة القدم البحرينية، مؤكداً أن إقالة المدرب عبدو نزل عليه واللاعبين كالصدمة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق، حيث كان الجميع يتطلع مع «المدرب عبدو» لمواصلة المشوار حتى المنتخب الأول.. وأشار أنه سيفتقد كل اللحظات الجميلة والمؤثرة والعمل الدؤوب مع الجهاز الفني، وكيف أن أصبح لاعباً يمتلك الثقة العالية في النفس وهي سمة جميع لاعبي الأحمر الشاب، وتابع أن ذلك لم يأت من فراغ، بل وفق منظومة عصرية تعتمد على احترام قميص المنتخب والانضباط والروح القتالية. وشدد الحردان على الدور الكبير والفضل بعد المولى القدير في المستوى الذي قدمه المدرب عبدالعزيز عبدو مع اللاعبين إذ صنع توليفة فريق نتباهى الآن به أمام عمالقة الكرة الآسيوية وليس الخليجية. وذكر الحردان أن الفريق أصبح في فترة «عبدو» يمتلك مميزات كثيرة وهي قدرته على التكيف على مواجهة أي فريق أو مدرسة كروية سواء أكان منتخباً أوروبياً أو لاتينياً أو أفريقياً..
ويرى الحردان أنه وزملاءه اللاعبين سيجدون صعوبة كبيرة في التغلب على رحيل المدرب المحترف عبدالعزيز عبدو، مؤكداً أنها خسارة كبيرة لا تعوض كونه المدرب الذي وضع أركان منتخب الشباب سواء من اختيار عناصر اللاعبين التي تكون حسب وجهة نظره بلا عواطف أو انتماءات أو حتى الانضباط داخل وخارج الملعب، ولكن سنحاول التغلب على رحيل مدربنا بتكاتف زملائه اللاعبين لخدمة البحرين أولاً وأخيراً.
خالد بن سلمان مرشحاً فوق
العادة لتولي رئاسة المنتخبات
بات في حكم المؤكد أن يتولى الشيخ خالد بن سلمان آل خليفة مهمة رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد البحريني لكرة القدم خلال الفترة القادمة، وأشارت المصادر إلى أن الشيخ خالد والذي سيدخل معترك الانتخابات من جهة نادي الرفاع يحظى بقبول وإجماع واسع من الأندية أعضاء الجمعية العمومية، وذلك نظير جهوده الكبيرة مع المنتخب الوطني للشباب عندما تولى منصب مدير المنتخب لمدة سنتين تقريباً قبل أن يقدم استقالته الشهر الماضي.
وتشير المصادر إلى أن الشيخ خالد سيكون أكبر المكاسب الجديدة لاتحاد الكرة في حال فوزه المتوقع بعضوية مجلس الإدارة، إذ سيتولى منصب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الفنية والمنتخبات، بينما يبدو أن مرشح المحرق صالح البلوشي أقوى المرشحين لتولي منصب نائب رئيس الاتحاد للشؤون الإدارية والمالية في حال فوزه ودخوله بيت الكرة البحرينية.
ويرى مراقبون أن تولي الشيخ خالد ( لجنة المنتخبات ) سيكون أمراً إيجابياً لحد بعيد، إذ من شأن ذلك عودة الإستراتيجيات والتخطيط في عمل اللجنة، وبالتالي سينعكس على أداء ومستوى ومشاركات المنتخبات الوطنية خصوصاً المنتخب الأولمبي .