من كان ليظن أن الكلمات التالية ستكون يوماً ما واقعية: ذئاب ليستر في مواجهة أتلتيكو مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا؟؟! إن تجولت في شوارع ليستر فمعظم من ستقابلهم سيقولون لك أنهم مازالوا يواجهون صعوبة في تقبل فكرة وجود فريقهم في نفس المسابقة مع ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونخ وغيرهم من كبار القارة العجوز. ليستر، والتي لطالما كانت تعرف بسبب نجاحات فريقها الخاص بالرجبي «ليستر تايغرز بطل إنجلترا 10 مرات»، أصبحت اليوم أكبر قصة كروية في العالم ربما. وسكان المدينة أحبوا كل لحظة من هذه الرحلة المجنونة.«نحن هنا نتكلم عن دوري أبطال أوروبا وأتلتيكو ونقول أنه على اللاعبين الفوز لكن علينا أن لا ننسى أننا قبل عامين كنا ننظر إلى جدول ترتيب الشامبيونشيب لنرى الفرق التي سنواجهها في الموسم التالي، وثم نجحنا في البقاء في البريميرليغ بمعجزة» هكذا وصف أليكس ابن مدينة ليستر حالة جماهير ليستر سيتي والذين انتقلوا من أسفل ترتيب الدوري الإنجليزي إلى أعلى هرم الكرة الأوروبية في أقل من سنتين.لكن ناثان يقاطع صديقه أليكس مباشرةً ويؤكد «ولذلك يجب أن يبذلوا كل ما لديهم من جهد لأنه من الممكن أن تكون هذه أخر مرة نشارك فيها بدوري أبطال أوروبا!!!». نيك، سائق سيارة أجرة خمسيني يشجع ليستر منذ أن كان طفلاً، يقول إن لا شيء يمكن أن يغير تقديره للاعبي الجيل الحالي «لقد منحوني بعض من أفضل لحظات حياتي. ما عشته خلال الموسم الماضي لن أنساه طوال حياتي.لكن عندما تطرقت إلى موضوع خيانة اللاعبين لرانيري «أو كلاوديو كما يدعوه كل سكان المدينة» تغيرت نبرة نيك فجأة «لا يمكننا أن نجزم بأي شيء، الصحافة تقول إنهم خانوا مدربهم وهم يقولون إنهم لم يتكلموا مع الإدارة، فمن تريدني أن أصدق؟ المهم أننا جميعاً نعرف أن كلاوديو هو صاحب الفضل الأكبر فيما وصلنا إليه وحتى إن فزنا بدوري الأبطال فسيكون هذا بفضله كذلك».المدرب الإيطالي العجوز حجز لنفسه مكاناً خاصاً في قلوب سكان المدينة والذين صعقوا بخبر إقالته. الأيام القليلة التي تلت إقالة كلاوديو شهدت عدة تجمعات لجماهير ليستر للاعتراض على قرار الإدارة. أكبر هذه التجمعات حصلت قبل لقاء ليفربول وليستر، وخلالها التقيت بجورج، مالك بطاقة موسمية لعشرين سنة والذي قال لي «لقد نجحوا في تحويلنا من الفريق المفضل الثاني لكل إنجلترا إلى أكثر فريق مكروه في العالم بقرار واحد». هذه المشاعر السلبية مازالت موجودة حتى اليوم. ناثان يؤكد أن الإدارة كانت محظوظة بفوز الفريق في أول 5 مباريات.لكن ماذا عن الخصم؟ دومينيك، صاحب شركة مقاولات في ليستر، أخبرني أنه يعتبر أتلتيكو أسوأ خصم كان من الممكن أن تمنحه القرعة لليستر. «الطريقة التي فزنا بها بأغلب مبارياتنا كانت عن طريق استغلال المساحة خلف مدافعي الخصم، وما الذي يفعله سيميوني أفضل من أي مدرب في العالم؟ إغلاق المساحات!». أليكس يؤكد على كلام دومينيك ويقول إنه كان يتمنى مقابلة موناكو «إنهم بالتأكيد أفضل منا كمستوى، الفرق السبعة كلها أفضل منا، لكن موناكو الأقل خبرة بينهم وذلك كان سيصب في مصلحتنا. لكن أتلتيكو يعرفون تماماً كيف يتخطون هذه المباريات وستكون معجزة حقيقية إن تمكنا من هزيمتهم». لكن على ما يبدو فإن المعجزات هي شيء يحققه ليستر سيتي في نهاية كل موسم.جنون، إثارة، والكثير من الهتاف؛ هذا ما عاشته جماهير ليستر خلال العامين الماضين. متى سينتهي كل هذا؟ حسب المنطق: بعد نهاية مباراة الإياب أمام أتلتيكو. أما حسب نيك «لا تسألني هذا السؤال يا صديقي!!! دعني أحلم قليلاً بعد».
{{ article.visit_count }}
دعني أحلم قليلاً..! جماهير ليستر تعيش أكبر قصة كروية في العالم
أليكس: كنا على وشك الهبوط.. واليوم نحن سفراء إنجلترا جورج: إقالة رانييري جعلنا الفريق الأكثر كرهاً بالعالم كرة القدم خطفت هوس المدينة من رياضة الرجبي ناثان: تأهلنا إلى ربع النهائي لن يتكرر مرة أخرى