تستضيف حلبة البحرين الدولية "موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط" بدءً من الجمعة الـ 14 وحتى الـ16 من إبريل الجاري الجولة الثالثة لبطولة العالم للفورمولا وان لموسم 2017 الذي ينطلق هذا العام بشكل جديد سواء في تقنية السباق أو في الفعاليات الترفيهية والغنائية أو السباقات المساندة لتؤكد مملكة البحرين من جديد وللمرة الـ13 ريادتها وموقعها المتفرد على الخريطة العالمية، ولتواصل سلسلة النجاح المبهر الذي سجلته في غضون السنوات الماضية من استضافتها لجولات بطولة العالم للفورمولا وان.
ولا شك أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا دعم القيادة الحكيمة للسباق التي وفرت كل الإمكانات له مع مشاركة العديد من الجهات الرسمية في رعاية السباق، ومنها: وزارة الداخلية التي قامت بدور كبير في تسهيل منح التأشيرات لزوار البحرين من مختلف دول العالم، وفتحت إدارة الجنسية والجوازات أبوابها يومي عطلتها الأسبوعية لتلبية الحاجة المتزايدة للراغبين في حضور فعاليات السباق، كما تشارك في تأمين السباق وفي انسيابية حركة المرور إلى مقر حلبة البحرين الدولية، خاصة بعد أن أعلنت الإدارة المختصة ترتيبات مرورية إضافية لتحقيق كامل المرونة وسهولة الحركة في المنطقة المحيطة بالحلبة والطرق المؤدية إليها.
ومن جهتها، تضطلع وزارة الخارجية من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، وكذلك وزارات الأشغال والبلديات وشؤون الإعلام والصحة التي قامت بتجهيز ما يقارب من 11 سيارة إسعاف حديثة للحالات الحرجة وما يقارب من 190 موظفاً موزعين بين طواقم إدارية وطبية وهيئة الثقافة وغيرها من الوزارات والهيئات، بأدوار مشهودة لخروج السباق بأبهى صورة ممكنة، ولتعريف العالم بحضارة وتراث البحرين الأصيل، ونقل الصورة الصحيحة الجميلة للمملكة باعتبارها أرضا للتسامح والتلاقي والمودة، ونموذجا للتعايش والإخاء بين أبناء الثقافات والأديان المختلفة الذين يعيشون جنبا إلى جنب مع كل أبناء أهل هذه البلد الطيبة دون أي إحساس بالفوارق أو التمييز.
ويقام سباق جائزة البحرين الكبرى هذا العام ليلا بنظام الأضواء الكاشفة، وذلك للسنة الرابعة على التوالي، وهو ما يميز حلبة البحرين الدولية عن غيرها بالتأكيد. كما ينطلق السباق بأكبر تغييرات في تاريخ رياضة السيارات، وتشمل حجم الإطارات وحجم هيكل السيارة والكثير من التغييرات الإضافية التي تهدف لزيادة سرعة السيارة في اللفة الواحدة بمقدار خمسة ثواني على الأقل مما يجعل السباق أكثر إثارة وجذبا لعشاق رياضة المحركات.
وتستضيف حلبة البحرين الدولية عددا من السباقات المساندة على الصعيدين العالمي والإقليمي مع تنظيم كل من الجولة الأولى والافتتاحية من بطولة سباقات الفورمولا 2، والجولة الختامية من بطولة كأس تحدي البورش جي تي 3 الشرق الأوسط، وقد أوكل الاتحاد البحريني للسيارات مهمة إدارة سباق الفورمولا وان إلى عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس نادي المارشالز عضو لجنة سباقات الحلبات التابعة للاتحاد الدولي للسيارات البحريني فايز رمزي فايز، كما أوكلت مهمة مساعد مدير السباق للفورمولا وان، الفورمولا 2 والـ تي سي آر لمدير الاتحاد عضو لجنة المحكمين والمتطوعين عبدالعزيز الذوادي، وإدارة سباق كأس تحدي البورش جي تي 3 الشرق الأوسط للبحريني نواف المالود، وهي دلالة تؤكد قدرة الكوادر الوطنية على إدارة مثل هذه الفعاليات الرياضية المهمة لما تتميز به من جاهزية وما تتمتع به من ثقة لدى الدوائر المختصة.
وفي خارج مضمار السباق، سيكون هناك الكثير من الترفيه العائلي الموجود في قرية الفورمولا وان، حيث إقامة الأنشطة الموجهة للأطفال، فضلا عن المهرجانات الكرنفالية والألعاب، والعروض المسرحية والموسيقية. وتقام هذه الفعاليات تحت شعار "عيشها ويانا" الذي أطلق على سباق هذا العام حرصا من حلبة البحرين الدولية على أن تقدم عروضًا غنائية واستعراضية مبهرة لم يشاهدها الجمهور من قبل.
ومن أبرز الفعاليات الترفيهية المصاحبة للسباق وتستضيفها قرية الفورمولا: عالم الديناصورات، وسيشمل المعرض 24 مجسما لديناصورات بما فيها ديناصور تي ـ ريكس الشهير، و10 حيوانات من العصر الجليدي، حيث سيكون هناك عروض تفاعلية وكرحلة لا مثيل لها عبر العصور القديمة لرؤية تلك الحيوانات العملاقة بشكل واقعي.. هذا إلى جانب منطقة تفاعلية مثيرة للحماس كمنطقة التقاط الصور التذكارية وفعالية الديناصورات العازفة، وغيرها منة فعاليات الترفيه المعدة لكل أفراد الأسرة، وليعيشوا جميعا تجربة حية وفريدة من نوعها.
وستجوب قرية الفورمولا وان الترفيهية الواقعة خلف المدرج الرئيسي العديد من الفرق المتجولة التي ستتجول وتبهر الجماهير بأجمل العروض المسلية والمنوعة القادمة من مختلف دول العالم. ويشار في هذا الشأن إلى إمكانية أن يستمتع الجمهور الحاضر للسباق بعروض موكب السيرك العالمي القادم من نيس في فرنسا، حيث جاب هذا الموكب جميع أنحاء أوربا وآسيا بقاطراته الملونة وأزياء الفرقة الرائعة، وستجوب فرقة موكب السيرك العالمي قرية الفورمولا وان وسيتمتع الجماهير بعرضهم المتنقل.
وستذهل عروض سيرك دي سترادا، السيرك البهلواني المتنوع القادم من هولندا، حيث يجمع بين الأداء المضحك والبهلواني ويخلق تفاعل كبير مع جماهير السباق في المنطقة الترفيهية، وزار عرض سيرك دي سترادا كلا من فرنسا، ألمانيا وهولندا وبالطبع سيستمتع الجماهير بعروض هذا السيرك المضحكة.
كما ستجوب فرقة المهرجين الكوميديين العمالقة قرية الفورمولا وان وستجذب عروضهم الجماهير، وهي تعد فرصة مثالية لالتقاط الصور التذكارية معهم، وقد زارت هذه الفرقة جميع أنحاء أوربا وأمريكا. هذا إلى جانب سينمارو ويوكي القادمين من اليابان حيث ستبهر عروضهم الفنية الجماهير ويرتدي الفنانان ملابس يابانية تقليدية مميزة وجابوا جنوب شرق آسيا وبريطانيا وأمريكا وأوروبا ليصلوا للبحرين لعرضهم الفني المميز.
وهناك عروض بيت الأشباح الذي تملأ ممراته وحوش الزومبي والأشباح والمخلوقات المخيفة والمرعبة، وهو بيت مسكون مرعب ومثير في آن واحد، وسيستمتع زوار الفورمولا وان بهذه التجربة، وسيكون متاحا للجميع من 12 عاما وأكثر. وستقدم أيضا عروضا بهلوانية مثيرة كعروض القفز والدوران من منصات عالية وبعدها النزول في الماء، كما سيستخدم في عروض بعض الفرق اللهب والكثير من الخدع المثيرة.
ويتوقع المسئولون حضور أكثر من 100 ألف شخص خلال أيام السباق الثلاثة، سواء من قبل الوافدين الخليجيين والعرب والأجانب من مختلف الجنسيات نظراً لسهولة إصدار تأشيرات الدخول إبان فترة الحدث، أو من المواطنين الذين أصبحوا يستهوون متابعة هذه الرياضة الشيقة وحضور منافساتها الرائعة.
ولا شك فقد أخذت حلبة البحرين شهرة عالمية كبيرة بعد إقامة أول تجارب خلال موسم (2017) في البحرين بدلاً من برشلونة الإسبانية لنقل تجارب الشتاء إلى الأجواء الدافئة في الشرق الأوسط، وهذه شهادة جديدة لحلبة البحرين الدولية، شهادة لها قيمتها الكبرى وفوائدها في التعريف بالمملكة ونمو السياحة.
وسبق هذا الإنجاز إنجاز آخر، حيث نالت مملكة البحرين شرف تنظيم سباق الفورمولا وان الذي أقيم في عاصمة أذربيجان باكو الجولة العاشرة من بطولة العالم للفورمولا وان في 17 يوليو2016، وجاء فوز البحرين بتنظيم هذا السباق بعد منافسة قوية بينها وبين كل من بريطانيا وأستراليا والإمارات إلى جانب كل من روسيا والهند والمجر، وذلك لما تتمتع به البحرين من خبرة رائدة وكبيرة في مجال تنظيم السباقات العالمية والدولية والقارية، والسمعة التي كسبها الاتحاد البحريني للسيارات خلال تنظيم سباق الفورمولا وان الأول بالهند عام 2011 وسباق الفورمولا وان بالإمارات عام 2009 وسباقات أخرى كسباق التحمل 6 ساعات.
كما أن البحرين تعتبر مركزا تدريبيا معتمدا لطب رياضة السيارات إلى جانب مركز آخر في ألمانيا وهو المركز الوحيد في المنطقة. ولا شك أن هذا الأمر وغيره مما سبق الإشارة إليه تعد كلها مؤهلات جعلت الأفضلية والريادة للبحرين في تنظيم سباقات الفورمولا وان ليس فقط بالمملكة، ولكن في عيرها من الدول أيضا بفضل ما حققه الاتحاد البحريني للسيارات ومحكمي الاتحاد من تميز وكفاءة وجاهزية.
وتتعدد المكاسب والفوائد التي عادت ويمكن أن تعود على البحرين من جراء استضافة وتنظيم سباقات الفورمولا وان، فعلى المستوى الاقتصادي: يتزايد المردود المالي من الحلبة عامًا بعد عام بفضل الجهود الترويجية التي تقوم بها المملكة وبفضل إقامة السباق ليلا للموسم الثالث. وتستفيد كافة القطاعات من السباق وعلى وجه الخصوص الفنادق والمطاعم والنوادي والمجمعات التجارية وسواق الأجرة، وقد استعدت هذه القطاعات جيدا لاستقبال موسم السباق الجديد متفائلة بما حققته المملكة من نجاح في استضافتها للسباقات الماضية.
ويساعد إقامة السباق في الترويج عالميًا لمملكة البحرين وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ والنهضة المباركة التي حققها جلالة الملك في سنوات قليلة، ومستوى التقدم فيها على المستويات كافة، وهذا أمر يكون له مردوده الكبير على البحرين في الحاضر والمستقبل.
إن مملكة البحرين أثبتت أنها بلد رائد في مجال تنظيم سباقات السيارات، وتتمتع بمكانة مرموقة في هذا المضمار من خلال ما قدمته طوال السنوات الماضية وما أحرزته من جوائز عالمية في مجال التنظيم، وهذا ليس بغريب على أبنائها.
ويتجدد في الغد موعد عالمي آخر لإثبات القدرات والكفاءات البحرينية في إنجاح سباق الفورمولا وان في ظل توقعات بحضور جماهيري مكثف ومتابعة الملايين في العالم، وهو تحد ستنجح فيه مملكة البحرين بمشيئة الله بفضل رعاية قيادتها الحكيمة للسباق والدعم الجماهيري الكبير.