شعور لا يصدق ذلك الذي عاشه اللاعب ماركو روس بعد تأهل فريقه فرانكفورت إلى نهائي كأس ألمانيا. التأهل في حد ذاته ليس هو السبب الوحيد لفرحة روس الكبيرة، وإنما تمكنه في غضون عام من التغلب على مرض السرطان الذي أصيب به واللعب مع فريقه في نهائي كأس ألمانيا. وهو أمر لم يكن اللاعب قبل بضعة أشهر قادراً حتى على تصوره.

ساهم روس بشكل فعال في تأهل فريقه لنهائي كأس ألمانيا، حيث نجح في تسجيل الركلة الترجيحية الخامسة لفريقه. ومجرد تحمل اللاعب مسؤولية تسديد الركلة الترجيحية وفي مباراة حاسمة مثل نصف نهائي كأس ألمانيا يظهر قوة شخصية وعزيمة هذا اللاعب الذي هزم مرض السرطان وعاد ليصنع الأفراح مع فريقه فرانكفورت.

«الأمر يشبه الخرافة» والابتسامة تعلو محياه «ما ينقص الآن هو أن يسجل هدفاً بضربة رأسية في المباراة النهائية. ما حصل لروس هو بكل تأكيد رسالة لمجموعة من الناس».

اختبار المنشطات كشف المرض!

في 18 من شهر مايو 2016 خضع اللاعب روس لاختبار المنشطات بعد مباراة فريقه أمام دارمشتات في الدوري الألماني لكرة القدم وأثبتت التحليلات ارتفاع قيم الدم في جسمه لكن ليس بسبب المنشطات ولكن بسبب السرطان، حيث تم بعد ذلك تشخيص إصابته بسرطان الخصية. ليخضع بعدها لعملية جراحية وللعلاج الطبيعي.

ولم يكتف فريق فرانكفورت بتقديم الدعم النفسي لروس في تلك الفترة الصعبة، بل عمد إلى تجديد عقده الذي كان يفترض أن ينتهي في الموسم السابق، حتى 2019. وعلقت إدارة النادي وقتها على ذلك بالقول «نعلم علاقتنا بماركو، وكان لزاماً علينا أن نمدد عقده»، واصفة اللاعب بأنه «محترف نموذجي».

واليوم يرد روس الدين لفريقه مقدماً بذلك مثالاً حياً للإصرار والعزيمة والتشبث بالأمل، وأيضاً من خلال مساهمته في تحقيق التأهل لملاقاة دورتموند في نهائي كأس ألمانيا، ويدلل على أنّ التشبث بالأمل يصنع الحياة في أقسى الظروف. ففي غضون أقل عام انتقل روس من مصارعة مرض السرطان الفتاك بين أروقة المستشفيات إلى المنافسة على لقب كأس ألمانيا فوق أرضية الملاعب.