كل الأوصاف كل الحروف، والكلمات رغم بلاغتها وحسن صياغتها ظلت عاجزة عن كتابة سطور مقال يعطي لميسي حقه، لتبقى الطريقة الأفضل لتقديره تحملها كلمات جوارديولا. لا تحاول الكتابة عنه، لا تحاول وصفه. فقط شاهده يلعب.

ما يفسد متعنا بميسي هي المقارنات، نحن جيل محظوظ أن نعاصر زمن هذا الأسطورة، ما يفعله في عالم الساحرة المستديرة إعجاز كروي إذا لم تستطع تقـدير روعته، لا تخدش روعته. جمال ما يفعله ميسي في براعته الفنية، والتقنية الراقية، وليس بأرقامه القياسية، وتحدياته مع التاريخ.

جيلنا محظوظ لأنه يعاصر أحد أساطير اللعبة، كما كانت الأجيال التي سبقتنا محظوظة بعيش زمن بيليه، و مارادونا.

يوهان كرويف بعد كأس العالم 2010، قال: «عشاق كرة القدم عليهم الرضى أن كل حقبة تملك أبطالها، لا أحد منهم يجب اعتباره أقل من الآخر».

ميسي ليس للمقارنة، ميسي لا يصلح إلا للمشاهدة، مشاهدة روعته، نظرته، حسن توقعه، حماسه، تضحيته، و تواضعه، و قسوته على خصومه.

للكيفية التي يرفع بها الكرة فوق حراس المرمى و كأن قدمه وتد من الرمال، للطريقة التي يراوغ بها في المساحات الضيقة، والكرة تلتصق بقدمه كما يلتصق الإلكترون بالذرة.

استمتعوا بميسي كما هو، لا تقارنوه بأحد، لتدركوا حلاوة ما يقوم به، وكم نحن جيل محظوظ به، لأننا لن نرى لاعب آخر مثله.