د.محمد السعدي
في مثل هذا اليوم قبل 30 عاماً بالتمام والكمال...عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً في مدينة نابولي..الشوارع مزدحمة بالسيارات التي صبغت بالأزرق الفاتح.. زرقة سماء المدينة ومياهها..البنايات الكبيرة التحفت الأزرق..المنازل خاوية...الأمهات بالآباء بالأطفال لم يتركوا أي عربة متحركة إلا وامتطوها مترقبين.
مدرجات ملعب السان باولو بطبقتية امتلأت عن بكرة أبيها مبكراً والصيحات والهتافات بدأت منذ ساعات...الكل مستعد لمباراة الجولة رقم 29 قبل الأخيرة من الكالتشيو بين نابولي وفيورنتينا حيث أخذ اوتافيو بيانتشي المدرب المغمور قبل ذلك اليوم مكانه مترقباً متلهفاً لنقطة واحدة كافية لتحقيق حلم المدينة التي تعيش أجمل أيامها الكروية.
كارنفالي بدأ الكارنفال بكرة ابتدأها وأنهاها هو في شباك الفيولا في الدقيقة 28 نابولي تكفيه النقطة لتجعل الفارق عن اليوفي الملاحق اربع نقاط وتهديه اسكوديتو بعد 61 عاماً من التأسيس.. فيورنتينا تعادل بعد عشر دقائق عن طريق الموهبة القادمة روبرتو باجيو من ضربة حرة... مع ذلك المباراة فيما بعد أخذت طابعاً أقرب للصبر الطويل الذي ينتظره الجميع نحو صافرة النهاية.
الثواني الأخيرة أخذت طابع الهستيريا مابين احتفالات هنا وأخرى هناك في السان باولو وأخرون ذرفوا دموع الفرح على فوز بلقب لا يصدق وعلى ذكريات لأشخاص رحلوا عن الدنيا دون أن يشاركوهم الفرحة.
أطلق الحكم بيرلويجي بايريتو صافرته وأصبح المنظر خلاباً.. السماء بالأرض بالبحر أصبحوا مشتركين بذات الألوان الزرقاء الفاتحة.. واحتفلت نابولي حتى الصباح
دهاء دييغو...قاد البارتينوبي للقب!
مدرب الفريق اوتافيو لعب في الدوري بشاكلة 4-3-1-2 والتي تواجد فيها كلاوديو غاريلا في المرمى وخط الدفاع من اليمين إلى اليسار برسكولوتي وتشيرو فيرارا واليساندرو رينيكا ومورينو فيريرو وامامهم في وسط الملعب فرانشيسكو رومينو وإلى يمينه فرناندو دي نابولي وإلى يساره سلفاتوري باجني وأمامهم خلف المهاجمين دييغو مارادونا كصانع للعب وقائد للفريق مع مهاجمي وهما برونو جيوردانو واندريا كرنفالي وفي البدلاء هناك كافاريلي وسولا ومورو ومارينو ودي فوسكو..
فيرلاينو..صانع ربيع مجد جنوب إيطاليا
بقيادة الرئيس كورادو فيرلاينو حفيد فرانشيسكو فرلاينو قاد الرئيس الذهبي لنابولي الفريق إلى صهوة المجد رغم الصعوبات التي رافقت فترة قيادته للنادي مع ابتعاد دينو زوف لكنه نجح في مواجهة وكسب التحدي في يوم تاريخي بإحضاره للمعجزة الأرجنتينية دييغو مارادونا لنابولي في ذلك الوقت.. ففي سنة 1984 ذهب هذا الرئيس إلى عمدة مدينة نابولي، فقال له لدي اقتراح بأن أجعل العالم يعرف مدينة نابولي المغمورة وقتها وأعدك بازدهار للاقتصاد الذي كان منهاراً آنذاك، تعجب العمدة من كلام الرئيس وقال له؛ هات ما لديك، فقال له كواردو فيرلاينو: ساعدني لأجلب مارادونا!! اجتمع مجلس العمدة وقرروا بعدها المغامرة ومساعدة نابولي بجلب مارادونا. وبسبعة ملايين دولار وهي صفقة خيالية في ذلك الوقت حضر مارادونا لفريق يقبع آنذاك في المرتبة 12 في الدوري حيث ارتفع اقتصاد مدينة نابولي بشكل خيالي بعدها.
ويعود الدور الأكبر لحضور نابولي مرتبطاً بشخص يدعى أنطونيو يوليانو، لاعب نابولي السابق الذي تحول للعمل كمدير رياضي فيه، ونجح نابولي كفريق يصارع للهروب من الهبوط في النجاح في جذب مارادونا بسبب المغامرة المالية الكبرى وساهمت أجواء الدوري الإيطالي الاقتصادية والإعلامية في جذبه حيث ساهمت الأجواء والأضواء في جذب أسماء لفريق مثل اودنيزي الذي جلب زيكو عام 1983 في صفقه جعلته ثاني أغلى لاعب في التاريخ.
{{ article.visit_count }}
في مثل هذا اليوم قبل 30 عاماً بالتمام والكمال...عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصراً في مدينة نابولي..الشوارع مزدحمة بالسيارات التي صبغت بالأزرق الفاتح.. زرقة سماء المدينة ومياهها..البنايات الكبيرة التحفت الأزرق..المنازل خاوية...الأمهات بالآباء بالأطفال لم يتركوا أي عربة متحركة إلا وامتطوها مترقبين.
مدرجات ملعب السان باولو بطبقتية امتلأت عن بكرة أبيها مبكراً والصيحات والهتافات بدأت منذ ساعات...الكل مستعد لمباراة الجولة رقم 29 قبل الأخيرة من الكالتشيو بين نابولي وفيورنتينا حيث أخذ اوتافيو بيانتشي المدرب المغمور قبل ذلك اليوم مكانه مترقباً متلهفاً لنقطة واحدة كافية لتحقيق حلم المدينة التي تعيش أجمل أيامها الكروية.
كارنفالي بدأ الكارنفال بكرة ابتدأها وأنهاها هو في شباك الفيولا في الدقيقة 28 نابولي تكفيه النقطة لتجعل الفارق عن اليوفي الملاحق اربع نقاط وتهديه اسكوديتو بعد 61 عاماً من التأسيس.. فيورنتينا تعادل بعد عشر دقائق عن طريق الموهبة القادمة روبرتو باجيو من ضربة حرة... مع ذلك المباراة فيما بعد أخذت طابعاً أقرب للصبر الطويل الذي ينتظره الجميع نحو صافرة النهاية.
الثواني الأخيرة أخذت طابع الهستيريا مابين احتفالات هنا وأخرى هناك في السان باولو وأخرون ذرفوا دموع الفرح على فوز بلقب لا يصدق وعلى ذكريات لأشخاص رحلوا عن الدنيا دون أن يشاركوهم الفرحة.
أطلق الحكم بيرلويجي بايريتو صافرته وأصبح المنظر خلاباً.. السماء بالأرض بالبحر أصبحوا مشتركين بذات الألوان الزرقاء الفاتحة.. واحتفلت نابولي حتى الصباح
دهاء دييغو...قاد البارتينوبي للقب!
مدرب الفريق اوتافيو لعب في الدوري بشاكلة 4-3-1-2 والتي تواجد فيها كلاوديو غاريلا في المرمى وخط الدفاع من اليمين إلى اليسار برسكولوتي وتشيرو فيرارا واليساندرو رينيكا ومورينو فيريرو وامامهم في وسط الملعب فرانشيسكو رومينو وإلى يمينه فرناندو دي نابولي وإلى يساره سلفاتوري باجني وأمامهم خلف المهاجمين دييغو مارادونا كصانع للعب وقائد للفريق مع مهاجمي وهما برونو جيوردانو واندريا كرنفالي وفي البدلاء هناك كافاريلي وسولا ومورو ومارينو ودي فوسكو..
فيرلاينو..صانع ربيع مجد جنوب إيطاليا
بقيادة الرئيس كورادو فيرلاينو حفيد فرانشيسكو فرلاينو قاد الرئيس الذهبي لنابولي الفريق إلى صهوة المجد رغم الصعوبات التي رافقت فترة قيادته للنادي مع ابتعاد دينو زوف لكنه نجح في مواجهة وكسب التحدي في يوم تاريخي بإحضاره للمعجزة الأرجنتينية دييغو مارادونا لنابولي في ذلك الوقت.. ففي سنة 1984 ذهب هذا الرئيس إلى عمدة مدينة نابولي، فقال له لدي اقتراح بأن أجعل العالم يعرف مدينة نابولي المغمورة وقتها وأعدك بازدهار للاقتصاد الذي كان منهاراً آنذاك، تعجب العمدة من كلام الرئيس وقال له؛ هات ما لديك، فقال له كواردو فيرلاينو: ساعدني لأجلب مارادونا!! اجتمع مجلس العمدة وقرروا بعدها المغامرة ومساعدة نابولي بجلب مارادونا. وبسبعة ملايين دولار وهي صفقة خيالية في ذلك الوقت حضر مارادونا لفريق يقبع آنذاك في المرتبة 12 في الدوري حيث ارتفع اقتصاد مدينة نابولي بشكل خيالي بعدها.
ويعود الدور الأكبر لحضور نابولي مرتبطاً بشخص يدعى أنطونيو يوليانو، لاعب نابولي السابق الذي تحول للعمل كمدير رياضي فيه، ونجح نابولي كفريق يصارع للهروب من الهبوط في النجاح في جذب مارادونا بسبب المغامرة المالية الكبرى وساهمت أجواء الدوري الإيطالي الاقتصادية والإعلامية في جذبه حيث ساهمت الأجواء والأضواء في جذب أسماء لفريق مثل اودنيزي الذي جلب زيكو عام 1983 في صفقه جعلته ثاني أغلى لاعب في التاريخ.