قيل إن الصينيين هم أول من مارس كرة القدم في العالم وهي بلد المليار نسمة، بينما لم يكن لها تأثير على خارطة كرة القدم في الماضي ولكنها اليوم أضحت عملاقاً صامتاً لا يستهان به في مجال الاستثمار في هذه الرياضة حيث استقطبت الأندية الصينية العديد من المدربين واللاعبين الكبار الذين كانوا ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية وكذلك تم الاستحواذ وامتلاك العديد من الأندية العريقة في أوروبا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يريده الصينيون من كرة القدم ...
الرئيس الصيني والنهوض بكرة القدم ..
أصبحت كرة القدم على رأس أولويات السلطة الصينية والمتمثلة في رئيسها (شي جين بينغ) من أجل النهوض بكرة القدم في ظل سعي الصين للانتشار عالمياً في شتى المجالات ويتطلع لجعل الصين قوة عظمى في كرة القدم. وتسعى الصين للاستفادة من التجارب السابقة للبلدان المجاورة لها التي اهتمت بالجانب الاحترافي فقط دون الاهتمام بالقاعدة والتي هي أساس نجاح لكل رياضة حول العالم، حيث أطلقت حملات توعية للمواطنين على تشجيع أبنائهم لممارسة كرة القدم بصورة احترافية بجانب تعليمهم الأكاديمي وسعت كذلك لتغيير الثقافة السائدة وهي تعليم الأبناء حرفة عوضاً عن ممارسة الرياضة عامة وكرة القدم خاصة وتعتزم الصين إنشاء مايقارب 50 ألف مدرسة كروية خلال الــ 10 سنوات المقبلة.
الشركة الصينية (ليدمان)
أبرمت الشركة الصينية (ليدمان) المتخصصة بإنتاج المصابيح الكهربائية LED عقد رعاية مع الدوري البرتغالي للدرجة الثانية والذي يعتبر دوري غير مربح اقتصادياً في المقابل وضعت الشركة شرطاً لاتمام التعاقد وهو وجود لاعب صيني واحد في التشكيل الأساسي للفرق الـ 10 الكبرى المشاركة في الدوري لضمان المشاركة وكسب الأحتكاك وهو ما سيعود بالفائدة على الكرة الصينية.
(السوبر ليج)
انطلق السوبر ليج في عام 2004م وفاز بأول نسخة منه نادي شنتشن جيانليباو ويضم الدوري الصيني 16 فريقا ولتسليط الضوء على الدوري الصيني من قبل وسائل الأعلام العالمية قامت الأندية الصينية بأستقطاب الأسماء الكبيرة اللامعة سواء من اللاعبين الذين هم على مشارف الأعتزال مثل روبينيو وديديه دروغبا ونيكولاس أنيلكا أو من اللاعبين الذين ما زالوا في قمة عطاءهم وهم كارلوس تيفيز والذي يتقاضي اعلى أجر في العالم ويتفوق على رونالدو وميسى والذي يقدر راتبه بـ 40 مليون دولار سنوياً .وتحتل الأندية الصينية المركز الخامس من حيث الأنفاق وراء كل من انجلترا والمانيا واسبانيا وإيطاليا وتفوقت على فرنسا وروسيا ووصل حجم الأنفاق للأندية الصينية إلى أكثر من 450 مليون دولار العام الماضي ويعتبر البرازيلي أوسكار نجم تشيلسي سابقاً هو الأغلى في تاريخ الدوري الصيني وآسيا حيث بلغت صفقته حوالي 60 مليون يورو . ولم يقتصر ذلك على اللاعبين فقط حيث استقطب السوبر ليج مدربين عالميين مثل مارتشيلو ليبي ولويس فليبي سكولاري ومانويل بليغريني وأندريه فيليش بواش. وفيما يلي قائمة لإبرز 5 صفقات أبرمتها الأندية الصينية :
1. (أوسكار) من تشلسي إلى شنغهاي بقيمة 60 مليون يورو
2. (هالك ) من زينت إلى شنغهاي بقيمة 46.1 مليون يورو
3. (أليكس تيكسيرا) من شختار إلى جيانغسو سونينغ بقيمة 36.4 مليون يورو
4. (جاكسون مارتينز) من اتلتيكو مدريد إلى غوانغجو أيفرغراند بقيمة 31 مليون يورو
5. (راميريز) من تشلسي إلى جيانغسو سونينغ بقيمة 25 مليون يورو
لم يقتصر التوسع المالي للصين على المستوى الداخلي فقط بل انتقل خارجياً من والذي استهدف القارة الأوروبية حيث امتلكت مجموعة ساننيغ ما يقارب 67% من اسهم نادي أنتر ميلان وكذلك الحال بالنسبة لنادي أيسي ميلان الذي استحوذ عليه مستثمرون صينييون ولم يقتصر ذلك على إيطاليا فقط بل انتقل إلى إسبانيا وإنجلترا وفرنسا وهذا ما سيعطي الصينيون صوتاً مسموعاً داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمكن الاستفادة منه عندما تنوي الصين الترشح لاستضافة كأس العالم في 2030م . استعراض صورة الاستثمار في الأندية الأوروبية. كل السبل متوفرة للارتقاء بالكرة الصينية إلى أعلى المستويات ولتكون قوة لا يستهان بها عالمياً لكن متى ما تم الاهتمام بالناشئة وإعطائهم الفرصة للبروز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي كما هو مخطط له من قبل الدولة.