يوسف ألبي
عندما يتعلق الأمر بالمواهب الكروية في أوروبا فلا يمكن أن ننسى «مصنع تفريخ» اللاعبين في القارة العجوز وهي هولندا، التي كانت تعد مركز المواهب الرئيسي في أوروبا، ومزود الدوريات الكبرى باللاعبين الرائعين، والذين لن تنساهم الذاكرة الكروية.
فعلى مر التاريخ قدمت الكرة الهولندية نجوماً على أعلى طراز، ففي السبعينات قدمت الأسطورة كرويف، نيسكنز، آري هان، رود كرول، جوني ريب، الذين خسروا بسوء حظ كبير نهائي مونديالي (1974 - 1978)، وفي الثمانينات استمر إنتاج اللاعبين ومن أبرز أسماء تلك الحقبة، الثلاثي التاريخي ريكارد، خوليت، فان باستن، إضافة إلى كومان الذين قادوا «الطواحين» لأول وآخر لقب في تاريخ الكرة الهولندية، وهو الظفر بكأس الأمم الأوروبية (1988)، وفي التسعينات واصلت الكرة الهولندية إنجاب النجوم مثل بيركهامب، دافيدز، سيدورف، التوأمان فرانك ورونالد ديبور، كلويفرت، كوكو الذين قدموا كل شيء في عالم كرة القدم ولكن لم يحققوا أي إنجازٍ يذكر، ومروراً بالجيل الأخير، روبين، شنايدر، وفان بيرسي، فان برونكهورست الذين خسروا نهائي مونديال (2010) من الماتدور الإسباني.
ولكن في الفترة الأخيرة انقلب الحال رأساً على عقب، فقد أصبحنا قلة ما نشاهد نجوماً هولنديين على غرار سلفهم، فأندية أياكس وأيندهوفن وفينورد الفرق التي صالت وجالت وحققت ألقاباً عدة في أوروبا، وقدمت مدارس ومواهب يتغنى بها العالم حتى يومنا هذا، تلك الأندية وأكاديمياتها في الوقت الراهن أصبحت فقيرة في إنجاب اللاعبين المميزين، لذلك يجب على هولندا أن تغير طريقة إدارتها لأكاديمياتها والتي أثبتت تخلفها في الفترة الأخيرة عن الدول الأوروبية الأخرى كألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا ومن بعدهم البرتغال الذين يملكون وفرة المواهب الشابة سواء داخل دورياتهم أو خارجها.
سبب تألق الكرة الهولندية في السابق هو اشتهارها بلعب «الكرة الشاملة» الأكثر إمتاعاً في العالم، وهو أسلوب كروي يتيح للجميع المشاركة في اللعب وتبادل الأدوار، وغيرها من الأمور التكتيكية. هذا الأسلوب نجح بشكل كبير في بروز اللاعبين الهولنديين سابقاً، ولكن في الآونة الأخيرة استغنت هولندا عن سياسة الكرة الشاملة، وتسبب ذلك في اختفاء النجوم والأسماء الرنانة.
كل تلك المعطيات أثرت بشكل ملحوظ في مردود الأندية الهولندية التي ابتعدت وبشكل كبير عن المنافسة في البطولات الأوروبية، بالإضافة إلى المنتخب الذي فقد بريقه وأصبح لا يهابه أحد في السنوات الثلاث الماضية، حيث غاب عن يورو (2016)، كما يواجه خطر الغياب عن المونديال الروسي، وتراجعه كثيراً في التصنيف العالمي.
الحلول تكمن في تغيير عمل الإدارة في الأكاديميات والرقي بها للأفضل، وتطوير مستوى الدوري الهولندي، واستقطاب أفضل اللاعبين المحترفين لتطوير مستوى اللاعب المحلي، بالإضافة إلى الاهتمام بالفئات السنية لتوليد النجوم، كما يجب على الأندية والمنتخب استرجاع الأسلوب المعروف وهو «الكرة الشاملة» الذي حققوا من خلاله أفضل النتائج والإنجازات، كل هذه الحلول إذا استعان بها القائمون على الكرة الهولندية، ستعود معها أمجاد «الطواحين» مرة أخرى.
{{ article.visit_count }}
عندما يتعلق الأمر بالمواهب الكروية في أوروبا فلا يمكن أن ننسى «مصنع تفريخ» اللاعبين في القارة العجوز وهي هولندا، التي كانت تعد مركز المواهب الرئيسي في أوروبا، ومزود الدوريات الكبرى باللاعبين الرائعين، والذين لن تنساهم الذاكرة الكروية.
فعلى مر التاريخ قدمت الكرة الهولندية نجوماً على أعلى طراز، ففي السبعينات قدمت الأسطورة كرويف، نيسكنز، آري هان، رود كرول، جوني ريب، الذين خسروا بسوء حظ كبير نهائي مونديالي (1974 - 1978)، وفي الثمانينات استمر إنتاج اللاعبين ومن أبرز أسماء تلك الحقبة، الثلاثي التاريخي ريكارد، خوليت، فان باستن، إضافة إلى كومان الذين قادوا «الطواحين» لأول وآخر لقب في تاريخ الكرة الهولندية، وهو الظفر بكأس الأمم الأوروبية (1988)، وفي التسعينات واصلت الكرة الهولندية إنجاب النجوم مثل بيركهامب، دافيدز، سيدورف، التوأمان فرانك ورونالد ديبور، كلويفرت، كوكو الذين قدموا كل شيء في عالم كرة القدم ولكن لم يحققوا أي إنجازٍ يذكر، ومروراً بالجيل الأخير، روبين، شنايدر، وفان بيرسي، فان برونكهورست الذين خسروا نهائي مونديال (2010) من الماتدور الإسباني.
ولكن في الفترة الأخيرة انقلب الحال رأساً على عقب، فقد أصبحنا قلة ما نشاهد نجوماً هولنديين على غرار سلفهم، فأندية أياكس وأيندهوفن وفينورد الفرق التي صالت وجالت وحققت ألقاباً عدة في أوروبا، وقدمت مدارس ومواهب يتغنى بها العالم حتى يومنا هذا، تلك الأندية وأكاديمياتها في الوقت الراهن أصبحت فقيرة في إنجاب اللاعبين المميزين، لذلك يجب على هولندا أن تغير طريقة إدارتها لأكاديمياتها والتي أثبتت تخلفها في الفترة الأخيرة عن الدول الأوروبية الأخرى كألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا ومن بعدهم البرتغال الذين يملكون وفرة المواهب الشابة سواء داخل دورياتهم أو خارجها.
سبب تألق الكرة الهولندية في السابق هو اشتهارها بلعب «الكرة الشاملة» الأكثر إمتاعاً في العالم، وهو أسلوب كروي يتيح للجميع المشاركة في اللعب وتبادل الأدوار، وغيرها من الأمور التكتيكية. هذا الأسلوب نجح بشكل كبير في بروز اللاعبين الهولنديين سابقاً، ولكن في الآونة الأخيرة استغنت هولندا عن سياسة الكرة الشاملة، وتسبب ذلك في اختفاء النجوم والأسماء الرنانة.
كل تلك المعطيات أثرت بشكل ملحوظ في مردود الأندية الهولندية التي ابتعدت وبشكل كبير عن المنافسة في البطولات الأوروبية، بالإضافة إلى المنتخب الذي فقد بريقه وأصبح لا يهابه أحد في السنوات الثلاث الماضية، حيث غاب عن يورو (2016)، كما يواجه خطر الغياب عن المونديال الروسي، وتراجعه كثيراً في التصنيف العالمي.
الحلول تكمن في تغيير عمل الإدارة في الأكاديميات والرقي بها للأفضل، وتطوير مستوى الدوري الهولندي، واستقطاب أفضل اللاعبين المحترفين لتطوير مستوى اللاعب المحلي، بالإضافة إلى الاهتمام بالفئات السنية لتوليد النجوم، كما يجب على الأندية والمنتخب استرجاع الأسلوب المعروف وهو «الكرة الشاملة» الذي حققوا من خلاله أفضل النتائج والإنجازات، كل هذه الحلول إذا استعان بها القائمون على الكرة الهولندية، ستعود معها أمجاد «الطواحين» مرة أخرى.