روان ضاهر

أصبح من المألوف أن نقرأ على معظم المنتجات والسلع عبارة «صُنع في الصين» حيث باتت هذه الدولة العملاقة تكتسح الأسواق العالمية في كافة الصناعات و المجالات منها القطاع الرياضي.

فمنذ سنوات ليست بالبعيدة بدأت الصين أولى خطواتها الإستثمارية في الرياضة الشعبية الأولى في العالم «كرة القدم» من خلال استقطابها لأسماء كبيرة من مدربين و لاعبين ليساهموا معاً في تطوير اللعبة في البلاد و المنافسة على مستوى القارة الصفراء، وهذا ما حدث بالفعل في تجربة المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي عندما قاد نادي غوانغزهو الصيني للقب دوري أبطال آسيا في عام 2013.

التوقيع مع الأسماء الكبيرة لم يقتصر فقط على اللاعبين الذين قاربوا على الاعتزال بل ضمّ أيضا أسماء ما تزال في أوج عطائها الكروي أمثال أوسكار و هلك و كارلوس تيفيز و راميريز و جيرفينهو و جون أوبي ميكيل و ألكسندر باتو و ديمبا با و غيرهم الكثير.

و لم يكتف الصينيون بهذا القدر بل أرادوا التوسع و التوغل في القارة العجوز من خلال امتلاك أو شراء حصص في الأندية الأوروبية الكبيرة على رأسها قطبي مدينة ميلانو الإيطالية و أندية مانشستر سيتي ، أستون فيلا ، ويست بروميتش ، ولفرهامبتون ، بيرمنغهام سيتي الإنجليزية و أندية فرنسية هي نيس وليون وسوشو وأوكسير بالإضافة إلى أندية أتلتيكو مدريد و إسبانيول وغرناطة من إسبانيا و غيرها من أندية قارة اوروبا.

و لكن يبقى السؤال الأهم هل ثورة الصين في عالم كرة القدم ستتمخض عنها نتائج مرضية؟ و كيف نتأكد من جودة السلع المكتوب عليها عبارة «صنع في الصين» قبل شرائها؟ الأيام وحدها كفيلة بأن تجيب على هذه الأسئلة.. أما نحن كمراقبين لهذه اللعبة فكل ما نستطيع فعله هو التفاؤل بما هو قادم و بأن التزام الصينيين لتحقيق النجاح في هذا المجال آتٍ و بعقد طويل الأمد.