ميونيخ - مجدى حسونة
يوليان ناجلزمان المدرب الظاهرة صاحب 29 ربيعاً، يقود هوفنهايم للمشاركة باحدى المنافسات القارية الموسم المقبل لأول مرة في تاريخ النادي الألماني، مثال يقتدى به كشاب مكافح آمن بقدراته وحقق مايصبو إليه في بيئة تؤمن بدور الشباب وإمكانياتهم في بناء مجتمع راق، متطور ومواكب للعصرنة، وتوج ناجلزمان بلقب أفضل مدير فني عام 2016 من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم، ليسطر المدرب الألماني تاريخه بسطور من ذهب، واستطاع المدرب الشاب بالمنافسة مع فريقه على الصعود إلى دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الرابع من جدول ترتيب الدوري الألماني، في واحدة من أكبر مفاجآت هذا الموسم.
وصنع ناجلزمان من خلال فكره التكتيكي إنجازاً ملموساً مع الفريق وكان للنتائج الإيجابية خلال الفترة الأخيرة تأثير واضح على ثقة اللاعبين في قدرتهم على الفوز، أمام جميع فرق البوندسليغا، وكان لتلك السياسة دور في أن يصبح ناجلزمان ضمن نخبة المدربين بألمانيا، ومع ذلك، ربما يكون الاختبار الأكثر صعوبة لهوفنهايم في الموسم المقبل، حيث يخوضه بدون سيبستيان رودي ونيكلاس شول اللذين وقعا لبايرن ميونيخ، كما أنه سيواجه جدول مباريات أكثر ازدحاماً بمشاركته الأوروبية. والجدير بالذكر أن نادى هوفنهايم مدَّد تعاقده مع المدرب يوليان ناجلزمان، وهو أصغر مدرب سناً في تاريخ الدوري الألماني لكرة القدم، ليستمر الارتباط بين الطرفين حتى 2021.
حلم انتهى قبل أن يبدأ
بدأ اللعب مع فريق الناشئين تحت 17 عاماً في نادي ميونيخ 1860 بمركز المدافع، وانتقل عام 2006 إلى نادي أوغسبورغ، لكن الإصابة حرمته من كرة القدم، لينهى مسيرته والاعتزال في سن العشرين عاماً، بعد تعرضه للإصابة، قام توماس توخيل، المدير الفني لفريق أوغسبورغ وقتها، بتعيينه في طاقمه الفني كمحلل لأداء الخصوم.
جنة بافاريا أم تجربة هوفنهايم؟
قرر ناجلزمان خوض تجربة التدريب، من خلال تدريبه لفريق تحت 17 سنة بنادي ميونخ 1860، وبعد تقديم أداء ملفت للأنظار مع ميونيخ، تولى مهمة تدريب فريق تحت 16 عاماً بنادي هوفنهايم في عام 2011، ثم تم تعيينه كمدرب مساعد في الفريق الأول خلفاً لماركوس بابل، ليصبح أصغر مدرب مساعد في تاريخ البوندسليغا وهو لم يتخطَّ الـ 25 من عمره،
وحافظ ناجلزمان على منصبه كمدرب مساعد، بالرغم من تغيير 3 مدربين، قبل أن يتلقى عرضاً من نادي بايرن ميونيخ لتدريب فريق تحت 23 سنة، إلا أنه رفض هذا العرض ليتولى تدريب فريق هوفنهايم تحت 19 سنة، ليحقق معه بطولة الدوري عام 2014.
وفي فبراير من عام 2016، أتيحت الفرصة الأكبر للمدرب الشاب، بتدريب الفريق الأول لهوفنهايم، بعد تعرض هوب ستيفينز مدرب الفريق لوعكة الصحية، الأمر الذي وصفته الصحف الألمانية بالجنون أو المزحة، لصراع الفريق على الهبوط حينها، قبل أن يحرج ناجلزمان الجميع، لينقذ الفريق من الهبوط، وهو في سن الـ 28 عاماً.
عاشق جوارديولا
يرى جوليان في بيب جوارديولا مصدراً للإلهام. ما فعله مع برشلونة لم يمكن عادياً أبداً وأتيحت له الفرصة لمراقبته عن كثب في 3 سنوات قضاها مدرباً لبايرن ميونيخ، مثلما يفعل بيب. فإن ناجلزمان يعتمد على الضغط العالي ومباغتة الخصوم والاستحواذ على الكرة الذي جعل هوفنهايم يقدم كرة ممتعة ذكرت جماهير هوفنهايم بما فعله رالف رانجنيك مع الفريق في 2008 وتم وصف طريقة رانجمان بأنها تجمع بين روعة الماضي وإشراق الحاضر.
ويحب ناجلزمان مهاجمة الخصوم بالقرب من مرماهم لأن طريق المرمى يصبح أقصر إذا استحوذت على الكرة في مناطق الخصم، بالإضافة لإعجابه بطريقة لعب فياريال وكيفية تطويرهم للاعبين الشباب، كما أحب برشلونة وأرسنال وما فعله معهم أرسين فينجر.
ويركز كثيراً على طريقة لعب فريقه عندما لا تكون الكرة في حوزته لكنه لن يشجع لاعبيه على فقدان الكرة بالطبع، في كرة القدم اليوم أنت بحاجة للتفكير في حلول عندما تكون الكرة بحوزتك وعندما لا تكون.
وتعتمد خطتة على 10 أمتار فقط هي الفرق بين 4-4-2 و4-2-3-1، لن ترى فريقاً ينتظم بهذا الشكل في الملعب سوى عند صافرة البداية وربما 7 أو 8 مرات طوال المباراة، 30% من التدريب يعتمد على التكتيك، الـ70% الباقية هي مهارات اجتماعية. كل لاعب له طريقة معينة لتحفيزه ويجب أن تصل لها بشكل معين. جودة اللاعبين الذين تملكهم قد تضمن لك أن تظهر بشكل مميز إذا كان تكتيكك جيداً لكن هذا لن يحدث إلا إذا تم إعدادهم نفسياً بشكل جيد قبلها.
المدير الفني الشاب لهوفنهايم عليه أن ينظم وقته بشكل جيد ويقسمه ما بين مهام عمله كمدرب ودراسته، فناجلزمان حتى الآن لم يحصل على رخصة التدريب النهائية ولن يحدث ذلك قبل مارس القادم لكنه حصل على استثناء من الاتحاد الألماني لكرة القدم ليدرب هوفنهايم حتى حصوله عليها، لكنه حصل بالفعل على بكالوريوس في العلوم الرياضية، كما حصل على الرخصة التدريبية فئة A بدرجة امتياز.
أخيراً بقى القول إن ناجلزمان ربما يكون هو الشيء الكبير القادم في ألمانيا. الجميع يترقب وينتظر ما الخطوة القادمة لنجم التدريب الشاب. بايرن ميونيخ؟ منتخب ألمانيا؟ ربما أبعد من ذلك فطموحه لن يتوقف ولا يسعنا سوى الانتظار.
قالوا عن ناجلزمان:
قال يواخيم لوف، مدرب المنتخب الألماني إذا استمر يوليان ناجلزمان على هذا النهج، فأنا واثق من أنه سيصبح مدرباً عظيماً وأضاف ربما يكون راغباً في تدريب فريق آخر في ألمانيا، أو خارجها في يوم ما. وربما يصبح مدرباً للمنتخب في يوم ما. إنه يتمتع بقدرات جيدة، أصنفه بمستوى عال؛ لأن هوفنهايم تغير تماماً تحت قيادته. إنه يتمتع بالخبرة والعلاقة الجيدة مع اللاعبين.
«يهتم بالتفاصيل في كل شيء. لا تتوقع منه أقل من الكمال» - مدرب فيردر بريمن فيكتور سكربينيك.
«قياساً على مهارته كمدرب فإن هوفنهايم سيصبح أقل من مستواه بكثير في وقت ليس ببعيد، ربما سيحظى بمقابلة أخرى مع بايرن ميونيخ» – هوب ستيفينز.
صغر سن ناجلزمان لم يكن عائقاً له في السيطرة على غرفة الملابس أو اللاعبين أبداً. في هوفنهايم هو الخامس في ترتيب الأعمار بعد القائد بنيامين شفيجلر والمهاجم المخضرم كيفين كوراني والحارس ألكساندر شتولز ولاعب الوسط يوجين بولانسكي.
«ليس قريباً منا في التفكير فقط لكنه يستطيع إقناعنا بكل ما يريد بفضل معرفته وشخصيته القيادية وخفة ظله أثناء التدريبات» – شفيجلر عن مدربه.
{{ article.visit_count }}
يوليان ناجلزمان المدرب الظاهرة صاحب 29 ربيعاً، يقود هوفنهايم للمشاركة باحدى المنافسات القارية الموسم المقبل لأول مرة في تاريخ النادي الألماني، مثال يقتدى به كشاب مكافح آمن بقدراته وحقق مايصبو إليه في بيئة تؤمن بدور الشباب وإمكانياتهم في بناء مجتمع راق، متطور ومواكب للعصرنة، وتوج ناجلزمان بلقب أفضل مدير فني عام 2016 من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم، ليسطر المدرب الألماني تاريخه بسطور من ذهب، واستطاع المدرب الشاب بالمنافسة مع فريقه على الصعود إلى دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الرابع من جدول ترتيب الدوري الألماني، في واحدة من أكبر مفاجآت هذا الموسم.
وصنع ناجلزمان من خلال فكره التكتيكي إنجازاً ملموساً مع الفريق وكان للنتائج الإيجابية خلال الفترة الأخيرة تأثير واضح على ثقة اللاعبين في قدرتهم على الفوز، أمام جميع فرق البوندسليغا، وكان لتلك السياسة دور في أن يصبح ناجلزمان ضمن نخبة المدربين بألمانيا، ومع ذلك، ربما يكون الاختبار الأكثر صعوبة لهوفنهايم في الموسم المقبل، حيث يخوضه بدون سيبستيان رودي ونيكلاس شول اللذين وقعا لبايرن ميونيخ، كما أنه سيواجه جدول مباريات أكثر ازدحاماً بمشاركته الأوروبية. والجدير بالذكر أن نادى هوفنهايم مدَّد تعاقده مع المدرب يوليان ناجلزمان، وهو أصغر مدرب سناً في تاريخ الدوري الألماني لكرة القدم، ليستمر الارتباط بين الطرفين حتى 2021.
حلم انتهى قبل أن يبدأ
بدأ اللعب مع فريق الناشئين تحت 17 عاماً في نادي ميونيخ 1860 بمركز المدافع، وانتقل عام 2006 إلى نادي أوغسبورغ، لكن الإصابة حرمته من كرة القدم، لينهى مسيرته والاعتزال في سن العشرين عاماً، بعد تعرضه للإصابة، قام توماس توخيل، المدير الفني لفريق أوغسبورغ وقتها، بتعيينه في طاقمه الفني كمحلل لأداء الخصوم.
جنة بافاريا أم تجربة هوفنهايم؟
قرر ناجلزمان خوض تجربة التدريب، من خلال تدريبه لفريق تحت 17 سنة بنادي ميونخ 1860، وبعد تقديم أداء ملفت للأنظار مع ميونيخ، تولى مهمة تدريب فريق تحت 16 عاماً بنادي هوفنهايم في عام 2011، ثم تم تعيينه كمدرب مساعد في الفريق الأول خلفاً لماركوس بابل، ليصبح أصغر مدرب مساعد في تاريخ البوندسليغا وهو لم يتخطَّ الـ 25 من عمره،
وحافظ ناجلزمان على منصبه كمدرب مساعد، بالرغم من تغيير 3 مدربين، قبل أن يتلقى عرضاً من نادي بايرن ميونيخ لتدريب فريق تحت 23 سنة، إلا أنه رفض هذا العرض ليتولى تدريب فريق هوفنهايم تحت 19 سنة، ليحقق معه بطولة الدوري عام 2014.
وفي فبراير من عام 2016، أتيحت الفرصة الأكبر للمدرب الشاب، بتدريب الفريق الأول لهوفنهايم، بعد تعرض هوب ستيفينز مدرب الفريق لوعكة الصحية، الأمر الذي وصفته الصحف الألمانية بالجنون أو المزحة، لصراع الفريق على الهبوط حينها، قبل أن يحرج ناجلزمان الجميع، لينقذ الفريق من الهبوط، وهو في سن الـ 28 عاماً.
عاشق جوارديولا
يرى جوليان في بيب جوارديولا مصدراً للإلهام. ما فعله مع برشلونة لم يمكن عادياً أبداً وأتيحت له الفرصة لمراقبته عن كثب في 3 سنوات قضاها مدرباً لبايرن ميونيخ، مثلما يفعل بيب. فإن ناجلزمان يعتمد على الضغط العالي ومباغتة الخصوم والاستحواذ على الكرة الذي جعل هوفنهايم يقدم كرة ممتعة ذكرت جماهير هوفنهايم بما فعله رالف رانجنيك مع الفريق في 2008 وتم وصف طريقة رانجمان بأنها تجمع بين روعة الماضي وإشراق الحاضر.
ويحب ناجلزمان مهاجمة الخصوم بالقرب من مرماهم لأن طريق المرمى يصبح أقصر إذا استحوذت على الكرة في مناطق الخصم، بالإضافة لإعجابه بطريقة لعب فياريال وكيفية تطويرهم للاعبين الشباب، كما أحب برشلونة وأرسنال وما فعله معهم أرسين فينجر.
ويركز كثيراً على طريقة لعب فريقه عندما لا تكون الكرة في حوزته لكنه لن يشجع لاعبيه على فقدان الكرة بالطبع، في كرة القدم اليوم أنت بحاجة للتفكير في حلول عندما تكون الكرة بحوزتك وعندما لا تكون.
وتعتمد خطتة على 10 أمتار فقط هي الفرق بين 4-4-2 و4-2-3-1، لن ترى فريقاً ينتظم بهذا الشكل في الملعب سوى عند صافرة البداية وربما 7 أو 8 مرات طوال المباراة، 30% من التدريب يعتمد على التكتيك، الـ70% الباقية هي مهارات اجتماعية. كل لاعب له طريقة معينة لتحفيزه ويجب أن تصل لها بشكل معين. جودة اللاعبين الذين تملكهم قد تضمن لك أن تظهر بشكل مميز إذا كان تكتيكك جيداً لكن هذا لن يحدث إلا إذا تم إعدادهم نفسياً بشكل جيد قبلها.
المدير الفني الشاب لهوفنهايم عليه أن ينظم وقته بشكل جيد ويقسمه ما بين مهام عمله كمدرب ودراسته، فناجلزمان حتى الآن لم يحصل على رخصة التدريب النهائية ولن يحدث ذلك قبل مارس القادم لكنه حصل على استثناء من الاتحاد الألماني لكرة القدم ليدرب هوفنهايم حتى حصوله عليها، لكنه حصل بالفعل على بكالوريوس في العلوم الرياضية، كما حصل على الرخصة التدريبية فئة A بدرجة امتياز.
أخيراً بقى القول إن ناجلزمان ربما يكون هو الشيء الكبير القادم في ألمانيا. الجميع يترقب وينتظر ما الخطوة القادمة لنجم التدريب الشاب. بايرن ميونيخ؟ منتخب ألمانيا؟ ربما أبعد من ذلك فطموحه لن يتوقف ولا يسعنا سوى الانتظار.
قالوا عن ناجلزمان:
قال يواخيم لوف، مدرب المنتخب الألماني إذا استمر يوليان ناجلزمان على هذا النهج، فأنا واثق من أنه سيصبح مدرباً عظيماً وأضاف ربما يكون راغباً في تدريب فريق آخر في ألمانيا، أو خارجها في يوم ما. وربما يصبح مدرباً للمنتخب في يوم ما. إنه يتمتع بقدرات جيدة، أصنفه بمستوى عال؛ لأن هوفنهايم تغير تماماً تحت قيادته. إنه يتمتع بالخبرة والعلاقة الجيدة مع اللاعبين.
«يهتم بالتفاصيل في كل شيء. لا تتوقع منه أقل من الكمال» - مدرب فيردر بريمن فيكتور سكربينيك.
«قياساً على مهارته كمدرب فإن هوفنهايم سيصبح أقل من مستواه بكثير في وقت ليس ببعيد، ربما سيحظى بمقابلة أخرى مع بايرن ميونيخ» – هوب ستيفينز.
صغر سن ناجلزمان لم يكن عائقاً له في السيطرة على غرفة الملابس أو اللاعبين أبداً. في هوفنهايم هو الخامس في ترتيب الأعمار بعد القائد بنيامين شفيجلر والمهاجم المخضرم كيفين كوراني والحارس ألكساندر شتولز ولاعب الوسط يوجين بولانسكي.
«ليس قريباً منا في التفكير فقط لكنه يستطيع إقناعنا بكل ما يريد بفضل معرفته وشخصيته القيادية وخفة ظله أثناء التدريبات» – شفيجلر عن مدربه.