أكد المحاضر الدولي الكندي "د.نيكولا بيرمان" المتخصص في التدريبات الفيزيولوجية أن مرحلة الاستشفاء تعتبر من أهم العوامل المؤثرة في تحسين أداء اللاعبين في المنافسات الرياضية، محذراً من شدة الأحمال التدريبية التي قد تؤدي إلى انحدار المستوى والتعرض للإصابات.

جاء ذلك خلال ندوة "الاستشفاء ومعاودة النشاط" التي نظمها مركز التدريب والتطوير الرياضي التابع للجنة الأولمبية البحرينية مساء الأربعاء بقاعة المحاضرات بإستاد البحرين الوطني بحضور الأمين العام للجنة الأولمبية عبدالرحمن صادق عسكر، ومدير دائرة الاتحادات الرياضية باللجنة الأولمبية هشام البلوشي، وعميد كلية التربية الرياضية والعلاج الطبيعي بجامعة البحرين د.صادق العلوي وبمشاركة 110 من الأطقم الفنية والرياضيين العاملين في الأندية والاتحادات الرياضية والمهتمين بعلم التدريب الرياضي.

وتحدث "نيكولا بيرمان" في المواضيع التي تتعلق بمبادئ التدريب والمراقبة والملاحظة وتدريبات القوة واستراتيجيات الاستشفاء، والتدريب في الأجواء الحارة، حيث أكد بأن التدريب عبارة عن جهد يؤثر على الأجهزة الوظيفية الحيوية في الجسم وتلك الأجهزة تفقد الطاقة متى ما كان هناك حمل تدريبي زائد، وبالتالي يجب أن تكون هناك فترة راحة للاستشفاء ليعود الجسم إلى حالته الطبيعية، مضيفاً "الإجهاد والإعياء يعني هبوط مستوى الأداء البدني وطاقة اللاعب، وإذا أتقن المدرب الأسس الصحيحة لعملية الاستشفاء الملائم قبل المباريات فإن ذلك سيؤدي إلى تصاعد مستوى اللاعب، وإذا لم نراعِ فترة الاستشفاء المثالية فإن ذلك سيؤدي إلى انحدار المستوى".

وتابع "معظم اللاعبين في العالم غير محترفين، فهم يعانون من ضغوط العمل والمسؤوليات الأسرية وباقي الضغوطات الأخرى، وهي أمور يجب أن توضع في حسبان المدرب، ففي بعض الأحيان الجهد القليل يعطي نتائج أفضل، وبالتالي ينبغي أن يكون هناك حمل تدريبي مقنن، حيث أن شدة الحمل التدريبي تؤدي في أحيان كثيرة إلى انحدار المستوى والتعرض للإصابات، والاستشفاء بكل بساطة يعني إعادة تعبئة اللاعب بالطاقة ليتمكن من الأداء بشكل أفضل في المنافسات".

وأكد "نيكولا بيرمان" أن الاستشفاء والنوم والتغذية من أهم العوامل المؤثرة في تطور أداء اللاعب وليس نوعية التدريب فقط، منوهاً إلى أهمية التركيز على العوامل الذهنية والاجتماعية الأخرى لما لها من تأثير مباشر على مستوى اللاعب.

وأوضح "نيكولا بيرمان" بأن الإجهاد هو إحساس بالتعب، وهناك دلائل وظواهر بدنية ومعرفية تظهر في العضلات تعكس تعرض اللاعب للإرهاق والإعياء وربما تصيبه بالمرض بالإضافة إلى هبوط المستوى البدني، لافتاً النظر في الوقت ذاته إلى أهمية مراعاة الاستجابة الفردية لكل لاعب ومراقبة حالات الإعياء.

كما لفت إلى أهمية تدريبات التقوية البدنية باستخدام الأوزان في الصالات الرياضية لرفع مستوى تطور اللاعبين خصوصاً في رياضات ألعاب القوى والدراجات الهوائية والسباحة، وأشار إلى ضرورة التدرج في استخدام الأوزان، فكلما كانت العضلات أقوى كلما كان هناك اقتصاد في بذل الطاقة وسرعة في الحركة، مشيرا كذلك إلى ضرورة إجراء تمارين الإطالة بعد التدريب لما لها من أثر إيجابي في مرونة المفاصل والعضلات.

وتطرق "نيكولا بيرمان" إلى موضوع المساج الذي يلجأ إليه معظم الرياضيين، موضحاً "من الناحية العلمية فإن التأثير الفسيولوجي للمساج مشكوك في نتائجه الإيجابية، ولكن ما دام اللاعب يشعر بالراحة وهو أمر مرتبط بتحسين الحالة الذهنية للاعب فإن المساج يشكل أمراً إيجابيا رغم أن الأبحاث العلمية لم تتوصل إلى نتائج إيجابية تتعلق بوظائف الجسد وهنا نقصد المساج بعد ممارسة النشاط الرياضي فقط وليس بصورة عامة".

وتحدث عن بعض الإرشادات والنصائح الخاصة بالتدريب في الأجواء الحارة، مشيراً إلى أهمية تأقلم اللاعبين مع تلك الأجواء قبل خوض المنافسات الرياضية لمدة أسبوعين على الأقل، وأن يتدرب اللاعبون في الأجواء الحارة لمدة 60 دقيقة يومياً على أن يستهلك اللاعبون كميات كبيرة من السوائل التي تحتوي على الصوديوم والكربوهيدرات.

بعد ذلك، فتح المجال أمام المشاركين بتوجيه الأسئلة للمحاضر "نيكولا بيرمان" وأدار الندوة مدير مركز التدريب والتطوير نبيل طه والذي قام كذلك بعملية الترجمة للمشاركين، وفي نهاية الندوة قام الأمين العام عبدالرحمن عسكر بتقديم درع تذكاري للمحاضر تقديراً لمشاركته في هذه الندوة فيما تم توزيع شهادات خاصة لجميع المشاركين في الندوة.