يوسف ألبي

الجميع يعلم أو يقول إن هذا المدرب لا يصلح لتدريب المنتخب، أو هذا المدرب لا يصلح لتدريب النادي، فهناك بعض المدربين يرفض تدريب الأندية، والبعض الآخر يرفض تدريب المنتخبات ونجد أن هناك فوارق كثيرة بين تدريب المنتخبات والأندية لأسباب عديدة تكون كافية للجزم على ذلك في تدريب المنتخبات. يواجه المدرب الكثير من الصعوبات التي قد لا يواجهها مطلقاً حين يكون على رأس القيادة الفنية للأندية، ففي بطولات المنتخبات تكون البطولات معدودة أي كأس العالم وهو كل أربع سنوات، والكأس القارية لأي قارة وتقريباً كل أربع سنوات أيضاً، والجميع يعلم مدى صعوبة تلك البطولات، بالإضافة إلى صعوبة تفريغ جميع اللاعبين خلال فترة الاستعدادات لإحدى البطولات أو في المباريات الودية نظراً لإصاباتهم أو انشغالهم مع الأندية، كما أن المنتخب يكون الاختيار من دولة كاملة أو عدة دوريات، وليس مثل الفريق الذي يجد المدرب اللاعبين مجهزين على طبق من ذهب وليس عليه سوى وضع الخطط التكتيكية.

وفي حال افتقاد المدرب لمركز معين مع المنتخب، فإن من الصعوبة أو المستحيل تعويضه بلاعب يجيد المركز ذاته بعكس الأندية التي إذا كان هناك خانة فارغة أو نقطة ضعف أو إصابة لاعب معين، فإن المدرب حتماً سيجلب أي لاعب من أي دولة وبأي مبلغ كان لسد تلك الخانة، كما إن تدريب المنتخب لا يمكن للمدرب إلا الاقتناع بالأمر الواقع كما يقال، أي إنه إذا كان منتخبك ضعيفاً فمن المستحيل أن تجلب له لاعبين على مستوى عال، بعكس النادي تماماً وأكبر دليل هو نادي تشلسي ومانشستر ستي الإنجليزيين، وباريس سان جيرمان الفرنسي، والسبب الأخير والأهم هو أن مدرب المنتخب إذا لعب على سبيل المثال تصفيات كأس العالم وخسر مباراة أو مباراتين، أو إذا خرج من بطولة كبرى، فهو حتماً سيقال، على عكس مدرب النادي الذي لو بدأ الدوري وخسر مباراة أو اثنتين فلا ضير في ذلك؛ لأن الدوري طويل، كما أن الموسم فيه أربع أو خمس بطولات وإذا لم تحقق دوري الأبطال فالدوري كفيل بأن يبقيك على رأس الهرم، وإذا لم تحقق الدوري فالكأس هي الأخرى موجودة للتعويض. هذه المعطيات والأسباب تؤكد أن تدريب المنتخبات أصعب بمراحل كثيرة من تدريب الأندية.