مع ما يتردد حول تقدم الدول المقاطعة للدوحة بطلب للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، بسبب دعم الدولة الخليجية للإرهاب، تزايدت التساؤلات بشأن إمكانية إقدام الاتحاد على مثل هذه الخطوة.
وتحدثت تقارير عن خطاب جماعي قدمته دول عدة، منها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إلى الفيفا، يطلبون به استبعاد قطر من التنظيم استناداً إلى المادة 85 من ميثاق الاتحاد، التي تتيح سحب ملفات التنظيم من دول حال وجود "ظروف طارئة".
ولم تشهد كأس العالم في تاريخها سابقة تم فيها تغيير مكان البطولة بعد إسناد التنظيم إلا مرة واحدة، كانت بطلب من البلد المضيف، أما الاتحاد الدولي لكرة القدم فلم يسبق له أن ألغى استضافة دولة للمنافسات.
والبطولة التي نقلت من بلد إلى بلد كانت مونديال 1986، الذي كان مقررا في كولومبيا لكنه أقيم في المكسيك، وتوج منتخب الأرجنتين بطلا له بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا.
ففي يونيو 1974 وقع اختيار الفيفا على كولومبيا لاستضافة البطولة، لكن في نوفمبر 1982، وقبل الموعد المحدد بأربع سنوات، قالت الحكومة الكولومبية إنها لن تكون قادرة على تنظيم الحدث وفق متطلبات الفيفا لأسباب مادية.
وكان على الاتحاد الدولي أن يجد بديلا سريعا لديه القدرة والإمكانات على استضافة المونديال، واختار المكسيك في مايو 1983، بعد منافسة مع ملف مشترك لكندا والولايات المتحدة، علماً أن الأخيرة نالت هذا الشرف عام 1994.
إلا أن إمكانية تنظيم المكسيك للمونديال كانت محل شك، بعد زلزال مدمر ضرب البلاد في سبتمبر 1985، قبل 8 أشهر على انطلاقة الحدث الكروي الأكبر على مستوى العالم.
لكن لحسن حظ المكسيك والفيفا، فإن الملاعب التي كانت مقررة لاستضافة المباريات لم تتأثر بالكارثة الطبيعية، وأقيمت البطولة في زمانها ومكانها المحددين، وحققت نجاحاً كبيراً.