قد تكون ويمبلدون أعظم وأقدم البطولات الكبرى على صعيد رياضة التنس لكن نسخة 2017 لا يمكن اعتبارها من بين الأفضل على ملاعب نادي عموم إنجلترا. ورغم الإعجاب بالرقم القياسي لروجر فيدرر وتتويجه بالبطولة للمرة الثامنة والمستوى الواعد للإسبانية جاربين موجوروزا إلا أن المباراتين النهائيتين في منافسات الرجال والسيدات كانتا من طرف واحد وهو الأمر الذي لم تكن الجماهير تريده.
وفشلت المباراتان في تحقيق الإثارة والمتعة الجماهيرية المعتادة التي يتوقعها عشاق اللعبة. ويعتبر سعر 155 جنيهاً إسترلينياً (203.08 دولار) الخاصة بتذكرة المباراة النهائية لفردي السيدات و190 جنيهاً (248.94 دولار) لنهائي الرجال عادلاً في مجال صناعة الترفية حاليا لكل المباراة النهائية في المسابقتين حققت بالكاد المتعة التي تعادل قيمة التذاكر.
وخلال المباراة النهائية للرجال أمس الأحد خسر مارين شيليتش منافس فيدرر بنتيجة 6-3 و 6-1 و6-4 وتلقى العلاج مرتين خلال وبعدها قال إنه كان يعاني من إصابة. وقبلها بيوم واحد خسرت فينوس وليامز، التي كانت تسعى للقبها السادس في ويمبلدون، بمجموعتين متتاليتين أمام موجوروزا التي حسمت المجموعة الثانية بنتيجة 6-صفر.
وساد الانطباع بأن فينوس فقدت قوتها وحماسها حتى لو رفضت وبشكل مثير للاعجاب تبرير خسارتها وسلب حق منافستها في الانتصار. وكان هذا الامر مخيبا لآمال الذين انتظروا تتويج اللاعبة البالغ عمرها 37 عاما وصمودها أمام واحدة من ألمع المواهب الشابة.
واستمتعت الجماهير بانتصار بريطاني العام الماضي بفوز آندي موراي بلقبه الثاني في ويمبلدون لكن هذا العام لم يكن هناك ما يسمى "الهوس بموراي" وبدا الأمر مختلف تماما. وحامت الشكوك حول اللياقة البدنية للاعب البريطاني بعد خروجه من الدور الأول لبطولة كوينز على الملاعب العشبية في إطار الاستعداد لويمبلدون.
وكافح موراي خلال ويمبلدون لكنه بدا متألما للغاية خسارته أمام سام كويري في دور الثمانية وخسر اخر مجموعتين في أقل من 47 دقيقة. وربما حملت هيمنة الجيل الأكبر سنا من اللاعبين، ببلوغ سبعة تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاما الاسبوع الثاني من البطولة، المزيد من الألم والإصابات في ظل موسم شاق عرقل مسيرة الكثير من اللاعبين.
وتعرض لاعب آخر بين الأربعة الكبار وهو الصربي نوفاك ديوكوفيتش للإصابة في مرفقه أجبرته على الانسحاب من مباراته في دور الثمانية أمام التشيكي توماس برديتش.
وشعرت الجماهير التي شاهدت خسارة رفائيل نادال في الدور الرابع أمام جيل مولر من لوكسمبورج بحزن حقيقي لهزيمة اللاعب الاسباني في مباراة من خمس مجموعات. وشهدت منافسات السيدات العديد من المباريات الممتعة منها فوز المرشحة المحلية جوهانا كونتا على الكرواتية دونا فيكيتش في الدور الثاني قبل أن تتفوق كذلك على الرومانية سيمونا هاليب في دور الثمانية.
ومثلت انتفاضة موجوروزا أمام المصنفة الأولى أنجليكه كيربر في الدور الرابع مباراة رفيعة المستوى أثبتت خلالها اللاعبة الإسبانية قدرتها على مواصلة مسيرتها نحو اللقب. وخاضت اللاعبة الاسبانية مواجهة سهلة في قبل النهائي أمام السلوفاكية ماجدالينا ريباريكوفا بينما لم تستطع كونتا تجاوز عقبة فينوس. ويظهر هذا كله أن هناك الكثير من الأمور التي كانت مفتقدة في تلك البطولة.