لا يختلف اثنان على أن بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الرمضانية لكرة القدم تعتبر فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الكروية وعودة الكثير من اللاعبين ممن ابتعدوا فترة وجيزة عن ممارسة لعبة كرة القدم في ملاعبنا المحلية. فمنذ انطلاقة البطولة عام 2007 ووصولاً إلى النسخة العاشرة التي اختتمت منافساتها قبل قرابة الشهر، استطاعت أن تمنح الكثير من اللاعبين الفرصة المثالية لإظهار قدراتهم الكروية وتدفعهم للتألق مع فرقهم خلال المنافسات.
استطاعت البطولة وهي تطفئ شمعتها العاشرة هذا العام، أن تخلق أجواء من الحماس والتشويق والإثارة في جميع مراحلها، وتعطي الفرصة للجميع أن يقدموا ما لديهم من إمكانيات وموهبة وأن يستعيد بعضهم تألقه، وهذا ما دفع فرق الأندية المحلية لمتابعة المنافسات ورصد أبرز اللاعبين المتميزين مع فرقهم، ليفتحوا بذلك لهؤلاء اللاعبين فرصة الانضمام للأندية ويكونوا متواجدين خلال المسابقات الكروية الرسمية.
سامي الحسيني يعد أحد أبرز الأسماء التي احتضنتهم بطولة ناصر الكروية، فقد كان لها الفضل في إعادة اكتشاف موهبته الكروية، بعد أن كان يحلم في بداياته بالحصول على فرصة ارتداء قميص فريق الرفاع الشرقي الأول. البطولة منحته دفعة قوية نحو إبراز قدراته ليصبح نجماً كروياً تتهافت عليه الأندية المحلية للتعاقد معه، حيث استطاع نادي البسيتين الظفر بتوقيع اللاعب الذي ساهم في حصول الفريق على أول لقب لمسابقة دوري الدرجة الأولى موسم 2012-2013، وساهم في وصول الفريق إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس جلالة الملك المفدى في ثلاث مناسبات. وقد منحه ذلك، ارتداء قميص المنتخب الوطني ليكون أحد عناصره الأساسية في العديد من البطولات.
وبالعودة لبطولة "ناصر 10"، ففور انتهاء المباراة النهائية بدأت الأندية المحلية بتحركاتها نحو فتح باب المفاوضات مع عدد من اللاعبين المتميزين. فاللاعب غانم جميل الحمد ظهر بصورة مميزة مع فريق صقور البحرين وأصبح محاطاً بالعديد من العروض أبرزها من نادي الشباب الذي بدوره تعاقد مع حارس فريق فندق قصر فرسان الحارس أحمد فلاح.
ونجح فريق النادي الأهلي من استعادة خدمات لاعبه السابق مهدي حميدان الذي تألق ونجح في إيصال فريقه الفخار للمباراة النهائية بهذه النسخة، فيما تعاقد فريق نادي الرفاع مع لاعب النوايف أحمد راشد بعد المستوى اللافت الذي ظهر به في هذه البطولة.
وعلى الرغم من أن اللاعب محمد سيد عدنان يعتبر من عناصر الخبرة وأحد نجوم الكرة البحرينية خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن تألقه بمنافسات بطولة "ناصر 10"، مهد له الطريق لارتداء قميص حامل لقب أغلى الكؤوس بالموسم الماضي فريق نادي المنامة، بعد أن أنهى ثلاثة مواسم حافلة بالإنجازات مع الكتيبة الحداوية.
وستبقى البطولة حاضنة لجميع المواهب الكروية واللاعبين المتميزين، لتحقيق الأهداف التي رسمها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة من خلال بطولة سموه الكروية، والتي ترتكز على الاستمرار في دعم الشباب البحريني الممارس لكرة القدم بهدف تطوير مستواه وقدراته، والسعي لتكون البطولة فرصة لتدعيم صفوف الأندية المحلية بالمواهب بهدف النهوض والارتقاء بالكرة البحرينية.