أحمد التميمي
باتت الجولات الصيفية لكبار أندية أوروبا لكرة القدم، تقليداً ثابتاً في كل عام يهدف للترويج للفرق وشعارات الأندية، وتحقيق إيرادات عالية تغطي الإنفاق في الميركاتو الصيفي. أصبحت تلك الجولات ذات شعبية كبيرة جداً في بعض الدول، تفوق فيها شعبية نجوم الموسيقى والغناء. وتستهدف تلك الأندية بشكل أساسي، الأسواق الناشئة والكبيرة الحجم كالصين، والأسواق ذات رؤوس الأموال الضخمة والقدرة الشرائية العالية كالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والصين. و لعل أبرز ما يجعل الجولات الصيفية في أمريكا جولات ناجحة، هي القوانين الصارمة لحفظ الملكية الفكرية ومنع بيع القمصان المقلدة للأندية، مما يضمن للنادي عائدات مرتفعة نسبياً. الجدير بالذكر أن بعض الأندية، كإيفرتون الانجليزي مثلاً، بدأت البحث عن أسواق جديدة للترويج لفرقها، كتنزانيا وكينيا! وقد برزت أهمية هذه المباريات بعد مباراة ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي في الجولة الصيفية بأمريكا عام 2014، والتي حضرها اكثر من 109 آلاف مشجع!
ومن أهداف الجولات الصيفية أيضاً، كسب أجيال جديدة من المشجعين الذين لا يملكون أي انتماء لأي نادٍ حتى الآن، وتطوير العلاقات مع المشجعين الحاليين وتحويلها إلى علاقات مستدامة.
على الجانب الفني، يطمح المدربون في هذه الجولات لتقييم اللاعبين الجدد واللاعبين الصاعدين، وللتركيز على الجوانب النفسية والمعنوية على وجه الخصوص. إلا أن كثير من المحللين، يرون أن هذه الجولات ذات تأثير سلبي على الأندية من النواحي الفنية على وجه الخصوص، لأن المباريات في غالبها هي مباريات استعراضية وتفتقر لطابع المنافسة، فالأهم –بالنسبة لإدارات الأندية- في هذه الجولات، هي الدعاية وليست المباراة نفسها.
ولعل أبرز التأثيرات السلبية لتلك الجولات، هي الإرهاق الشديد الذي يصيب اللاعبين جراء السفر من مغارب الأرض إلى مشارقها، فأندية أوروبا تبدأ جولاتها في أمريكا وتنهيها في الصين وأستراليا. إذ أن الأندية الإنجليزية وحدها تقطع ما مجموعه 274 ألف كيلومتر في الجولة الصيفية، فنادي آرسنال الإنجليزي يتصدر الأندية من ناحية المسافة المقطوعة بـ27 ألف كيلو متر، يليه مانشستر يونايتد بـ23 ألف كيلومتر، بعدهما كل من مانشستر سيتي، وتشيلسي وليفربول بأكثر من 22 ألف كيلومتر.
وتفيد تقارير صحفية أن برشلونة لم يقم بأي جولة خارج أوروبا الصيف الماضي بطلب من نجوم الفريق، وبالفعل فوتت إدارة البارسا على نفسها حصد ملايين إضافية إرضاء لـ ليونيل ميسي وبقية الزملاء، والذين طالبوها بتجنب السفر لمسافات بعيدة خشية إرهاق أكبر وعدم التعافي بشكل جيد، بعدما بدأت عطلة بعضهم متأخرة بسبب المشاركة في «كوبا أميركا» أو كأس أمم أوروبا (أورو 2016)، وبالتالي رغم أن الكلمة الأخيرة بخصوص الجولات الصيفية هي للإدارة والممولين، إلا أن الأمر قد يختلف عند فرق لديها نجوم مؤثرين.
تجزم مصادر إعلامية في بريطانيا أن جوزي مورينيو ليس سعيداً بمخطط إدارة مانشستر يونايتد بلعب 6 لقاءات ودية هذا الصيف، علما أن المدرب البرتغالي سبق وصرح أن عدداً من مشاكل تشيلسي فريقه السابق في 2015 بعد نيل لقب الدوري كانت بسبب برمجة الصيف المكثفة، لكن مورينيو يدرك أنه عليه التأقلم مع خيار برمجة سفريات طويلة مع فريق مثل «الشياطين الحمر».
ويعد آرسين فينغر مدرب آرسنال من المعارضين للقيام بجولات صيفية إلى مناطق بعيدة جدا، لكن ما بيده حيلة بما أن الجوانب التجارية والتسويقية تحتم عليه ذلك، كما سبق وصرح سام ألاردايس مدرب المنتخب الإنجليزي السابق، والذي يملك تجارب عديدة مع فرق «البريميرليغ»: «الذهاب إلى أرجاء عدة في العالم، التحليق نحو مناطق مثل أمريكا ليس الطريقة المناسبة لأي فريق للتحضير للموسم الموالي، البقاء في أوروبا يمكنك من إبقاء اللاعبين في أفضل لياقة ممكنة».
{{ article.visit_count }}
باتت الجولات الصيفية لكبار أندية أوروبا لكرة القدم، تقليداً ثابتاً في كل عام يهدف للترويج للفرق وشعارات الأندية، وتحقيق إيرادات عالية تغطي الإنفاق في الميركاتو الصيفي. أصبحت تلك الجولات ذات شعبية كبيرة جداً في بعض الدول، تفوق فيها شعبية نجوم الموسيقى والغناء. وتستهدف تلك الأندية بشكل أساسي، الأسواق الناشئة والكبيرة الحجم كالصين، والأسواق ذات رؤوس الأموال الضخمة والقدرة الشرائية العالية كالولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والصين. و لعل أبرز ما يجعل الجولات الصيفية في أمريكا جولات ناجحة، هي القوانين الصارمة لحفظ الملكية الفكرية ومنع بيع القمصان المقلدة للأندية، مما يضمن للنادي عائدات مرتفعة نسبياً. الجدير بالذكر أن بعض الأندية، كإيفرتون الانجليزي مثلاً، بدأت البحث عن أسواق جديدة للترويج لفرقها، كتنزانيا وكينيا! وقد برزت أهمية هذه المباريات بعد مباراة ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الانجليزي في الجولة الصيفية بأمريكا عام 2014، والتي حضرها اكثر من 109 آلاف مشجع!
ومن أهداف الجولات الصيفية أيضاً، كسب أجيال جديدة من المشجعين الذين لا يملكون أي انتماء لأي نادٍ حتى الآن، وتطوير العلاقات مع المشجعين الحاليين وتحويلها إلى علاقات مستدامة.
على الجانب الفني، يطمح المدربون في هذه الجولات لتقييم اللاعبين الجدد واللاعبين الصاعدين، وللتركيز على الجوانب النفسية والمعنوية على وجه الخصوص. إلا أن كثير من المحللين، يرون أن هذه الجولات ذات تأثير سلبي على الأندية من النواحي الفنية على وجه الخصوص، لأن المباريات في غالبها هي مباريات استعراضية وتفتقر لطابع المنافسة، فالأهم –بالنسبة لإدارات الأندية- في هذه الجولات، هي الدعاية وليست المباراة نفسها.
ولعل أبرز التأثيرات السلبية لتلك الجولات، هي الإرهاق الشديد الذي يصيب اللاعبين جراء السفر من مغارب الأرض إلى مشارقها، فأندية أوروبا تبدأ جولاتها في أمريكا وتنهيها في الصين وأستراليا. إذ أن الأندية الإنجليزية وحدها تقطع ما مجموعه 274 ألف كيلومتر في الجولة الصيفية، فنادي آرسنال الإنجليزي يتصدر الأندية من ناحية المسافة المقطوعة بـ27 ألف كيلو متر، يليه مانشستر يونايتد بـ23 ألف كيلومتر، بعدهما كل من مانشستر سيتي، وتشيلسي وليفربول بأكثر من 22 ألف كيلومتر.
وتفيد تقارير صحفية أن برشلونة لم يقم بأي جولة خارج أوروبا الصيف الماضي بطلب من نجوم الفريق، وبالفعل فوتت إدارة البارسا على نفسها حصد ملايين إضافية إرضاء لـ ليونيل ميسي وبقية الزملاء، والذين طالبوها بتجنب السفر لمسافات بعيدة خشية إرهاق أكبر وعدم التعافي بشكل جيد، بعدما بدأت عطلة بعضهم متأخرة بسبب المشاركة في «كوبا أميركا» أو كأس أمم أوروبا (أورو 2016)، وبالتالي رغم أن الكلمة الأخيرة بخصوص الجولات الصيفية هي للإدارة والممولين، إلا أن الأمر قد يختلف عند فرق لديها نجوم مؤثرين.
تجزم مصادر إعلامية في بريطانيا أن جوزي مورينيو ليس سعيداً بمخطط إدارة مانشستر يونايتد بلعب 6 لقاءات ودية هذا الصيف، علما أن المدرب البرتغالي سبق وصرح أن عدداً من مشاكل تشيلسي فريقه السابق في 2015 بعد نيل لقب الدوري كانت بسبب برمجة الصيف المكثفة، لكن مورينيو يدرك أنه عليه التأقلم مع خيار برمجة سفريات طويلة مع فريق مثل «الشياطين الحمر».
ويعد آرسين فينغر مدرب آرسنال من المعارضين للقيام بجولات صيفية إلى مناطق بعيدة جدا، لكن ما بيده حيلة بما أن الجوانب التجارية والتسويقية تحتم عليه ذلك، كما سبق وصرح سام ألاردايس مدرب المنتخب الإنجليزي السابق، والذي يملك تجارب عديدة مع فرق «البريميرليغ»: «الذهاب إلى أرجاء عدة في العالم، التحليق نحو مناطق مثل أمريكا ليس الطريقة المناسبة لأي فريق للتحضير للموسم الموالي، البقاء في أوروبا يمكنك من إبقاء اللاعبين في أفضل لياقة ممكنة».