مانشستر - أحمد عطا
تشهد كرة القدم تحولات كبيرة منذ عدة سنوات.. لم يعد شكل اللعبة كما كان حيث بات المال هو المحرك الأساسي لها. ورغم أن هذا الأمر لا يؤرق كثيرين فهم مازالوا يهتمون باللعبة أياً كان شكلها إلا أن هذا لم يكن حال بضعة آلاف من الأشخاص المحبين لكرة القدم في مدينة مانشستر الإنجليزية.
FC United of Manchester.. اسم قد يبدو غريباً على مسمع البعض وربما قد يختلط الأمر على آخرين إن كان هذا هو الاسم الكامل لنادي مانشستر يونايتد الشهير، لكن الحقيقة أنه يخص نادياً آخر وإن كان ارتبطت نشأته بشكل مباشر بالشياطين الحمر.
التقينا مع رئيس النادي «سام مولوك» والذي حكى لنا كيف بدأت قصة النادي وعلاقته بالسياق العام لكرة القدم الحالية وذلك بين شوطي مباراة الفريق مع كيدرمينستر في دوري الدرجة السادسة الإنجليزية وذلك على ملعب الفريق الحالي الملقب ببرود هارست بارك وهي المباراة التي شهدت الخسارة الثالثة على التوالي للفريق بنتيجة 2-1.
extra sport: سام.. البعض في العالم العربي يسمع عن قصة نشأة النادي لكن كثيرين لا يعلمون تفاصيلها.. هل لك أن تطلعنا على كيفية نشأته؟
سام: حسناً، لقد بدأ الأمر كله في عام 2005 عندما استحوذت عائلة جليزر على فريقنا المفضل مانشستر يونايتد وحولت النادي لبيزنس كبير.. فكرة النادي كانت بسيطة وهي أن ينشأ FC United of Manchester عن طريق الجماهير وللجماهير حيث يمكن للأموال أن يتم ضخها عن طريق الجماهير ثم يتم توزيعها على المساهمين فيه ولا تذهب لأشخاص من الأغنياء كعائلة جليزر أو غيرهم.
extra: في الحقيقة تبدو فكرة مبتكرة وجميلة وحالمة.. هل هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر؟
سام: في الواقع فإن نادي ويمبلدون efc نشأ بهذه الطريقة أيضاً بعدما تمرد مشجعوه على ناديهم الأصلي ويمبلدون fc بسبب قرار الإدارة بنقله لمكان آخر وتغيير اسمه لـ»ميلتون كينز» فقاموا بإنشاء ناديهم الخاص.
في الواقع لقد أحببنا أن نحافظ على روح كرة القدم ومجتمع كرة القدم الحقيقي، حيث نحافظ فيها على ترابط المشجعين وارتباطهم بالنادي بشكل أكبر وعدم استخدامهم فقط لأغراض مالية.
extra: في أي درجة تلعبون حالياً؟
سام: نلعب حالياً في الدرجة السادسة أي أننا صعدنا 4 درجات منذ أن بدأنا من الدرجة العاشرة بمعدل يقترب من صعود لدرجة أعلى كل عامين.
extra: هذا شيء عظيم، لكن ماذا عن طموحكم القادم؟
سام: بالطبع نحن طموحون للاستمرار في التحسن طوال الوقت داخل الملعب، لكن ما نهتم به حقاً هو ما هو خارج الملعب حيث الجماهير وهذا التقارب المجتمعي بين كل الجماهير.
extra: دعني أشيد بهذا الأمر.. لاحظت معرفة الكثير من الجماهير ببعضهم، لكنك رئيس النادي وبالتالي تمتلك طموحاً خاصاً بما يحدث داخل الملعب كذلك.
سام: بالطبع هذا صحيح.. نحاول التحسن بشكل مستمر لكن كما أخبرتك.. كرة القدم تلعب هنا لـ20 يوماً (يقصد 20 مباراة على أرض ملعبهم) بينما الاهتمام بما يحدث في غير ذلك مهم كذلك.
extra: بالحديث عن المال، كيف تمولون النادي؟ لقد دفعت 10 باوند للدخول لأرض الملعب لمشاهدة المباراة بينما من المفاجئ أن أرى نادياً في الدرجة السادسة يتمتع بكل هذه الإعلانات على أرض الملعب في حين لا أرى معلن على قميص النادي؟
سام: نعم، نحن لا نمتلك معلناً على قميص النادي وربما هذا يناسبنا أكثر لأنه فيه الكثير من التجارة.
extra: لقد أعجبتني الفكرة حقاً، وكذلك أعجبتني إحدى اللافتات التي تقول «مشجعون وليسوا زبائن» في دلالة على مشاركة الجماهير في كل شيء وليسوا فقط كدافعي أموال للنادي.
extra .. دعنا نسألك سؤالاً أخيراً.. إن تخيلنا -وأنا آمل ذلك حقاً- أنكم نجحتم في الوصول للبريميرليغ يوماً ما، كيف يمكنكم المحافظة على مبادئكم هذه مع كل هذه المتطلبات المالية التي ينبغي عليكم دفعها للاعبين وغيرهم وبدون تحويل أنفسكم إلى نادٍ تجاري جديد؟
سام: إن نظرنا إلى إسبانيا مثلاً فسنجد وأن برشلونة وريال مدريد مازالوا أندية يمتلكها المشجعين وليس شخصاً واحداً كما هو الحال في إنجلترا، وكذلك الحال مع بايرن ميونيخ وأندية ألمانيا التي يمكن اعتبارها مثالاً واضحاً لهذا الأمر.
extra: نعم حقاً، فهناك لا يمكن لأحد أن يمتلك النادي وحده ويقرر بشأنهم لأنه ممنوع على أي شخص امتلاك نسبة 51% أو أكثر من النادي.
سام: صحيح، وبالحديث عن المشجعين فسأكون سعيداً بأي شخص من العالم العربي يريد المساهمة في الأمر وسأسهل له كل الأمور ليكون جزءاً من مجتمع FC United of Manchester حيث نلتقي من أجل الهدف الرئيس لكرة القدم.
في النهاية ودعنا «سام» وتذكرنا جيداً كلمة الهدف الرئيس لكرة القدم حيث جلسنا مع بعض الأصدقاء من مشجعي النادي عقب المباراة، فرغم خسارتها إلا أنهم ظلوا مع بعضهم البعض لساعات طويلة يتحاورون في المطاعم والمقاهي خلف الملعب حيث أخبرونا بأن أهم ما يحبونه في النادي هو أنه يساعدهم دائماً على الالتقاء كل أسبوع وأنه من الجميل دائماً أن يكون لديهم قاسم مشترك وهو النادي الذي يعتبرونه بمثابة طفلهم الصغير الذي ينمو بمرور الوقت.
{{ article.visit_count }}
تشهد كرة القدم تحولات كبيرة منذ عدة سنوات.. لم يعد شكل اللعبة كما كان حيث بات المال هو المحرك الأساسي لها. ورغم أن هذا الأمر لا يؤرق كثيرين فهم مازالوا يهتمون باللعبة أياً كان شكلها إلا أن هذا لم يكن حال بضعة آلاف من الأشخاص المحبين لكرة القدم في مدينة مانشستر الإنجليزية.
FC United of Manchester.. اسم قد يبدو غريباً على مسمع البعض وربما قد يختلط الأمر على آخرين إن كان هذا هو الاسم الكامل لنادي مانشستر يونايتد الشهير، لكن الحقيقة أنه يخص نادياً آخر وإن كان ارتبطت نشأته بشكل مباشر بالشياطين الحمر.
التقينا مع رئيس النادي «سام مولوك» والذي حكى لنا كيف بدأت قصة النادي وعلاقته بالسياق العام لكرة القدم الحالية وذلك بين شوطي مباراة الفريق مع كيدرمينستر في دوري الدرجة السادسة الإنجليزية وذلك على ملعب الفريق الحالي الملقب ببرود هارست بارك وهي المباراة التي شهدت الخسارة الثالثة على التوالي للفريق بنتيجة 2-1.
extra sport: سام.. البعض في العالم العربي يسمع عن قصة نشأة النادي لكن كثيرين لا يعلمون تفاصيلها.. هل لك أن تطلعنا على كيفية نشأته؟
سام: حسناً، لقد بدأ الأمر كله في عام 2005 عندما استحوذت عائلة جليزر على فريقنا المفضل مانشستر يونايتد وحولت النادي لبيزنس كبير.. فكرة النادي كانت بسيطة وهي أن ينشأ FC United of Manchester عن طريق الجماهير وللجماهير حيث يمكن للأموال أن يتم ضخها عن طريق الجماهير ثم يتم توزيعها على المساهمين فيه ولا تذهب لأشخاص من الأغنياء كعائلة جليزر أو غيرهم.
extra: في الحقيقة تبدو فكرة مبتكرة وجميلة وحالمة.. هل هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر؟
سام: في الواقع فإن نادي ويمبلدون efc نشأ بهذه الطريقة أيضاً بعدما تمرد مشجعوه على ناديهم الأصلي ويمبلدون fc بسبب قرار الإدارة بنقله لمكان آخر وتغيير اسمه لـ»ميلتون كينز» فقاموا بإنشاء ناديهم الخاص.
في الواقع لقد أحببنا أن نحافظ على روح كرة القدم ومجتمع كرة القدم الحقيقي، حيث نحافظ فيها على ترابط المشجعين وارتباطهم بالنادي بشكل أكبر وعدم استخدامهم فقط لأغراض مالية.
extra: في أي درجة تلعبون حالياً؟
سام: نلعب حالياً في الدرجة السادسة أي أننا صعدنا 4 درجات منذ أن بدأنا من الدرجة العاشرة بمعدل يقترب من صعود لدرجة أعلى كل عامين.
extra: هذا شيء عظيم، لكن ماذا عن طموحكم القادم؟
سام: بالطبع نحن طموحون للاستمرار في التحسن طوال الوقت داخل الملعب، لكن ما نهتم به حقاً هو ما هو خارج الملعب حيث الجماهير وهذا التقارب المجتمعي بين كل الجماهير.
extra: دعني أشيد بهذا الأمر.. لاحظت معرفة الكثير من الجماهير ببعضهم، لكنك رئيس النادي وبالتالي تمتلك طموحاً خاصاً بما يحدث داخل الملعب كذلك.
سام: بالطبع هذا صحيح.. نحاول التحسن بشكل مستمر لكن كما أخبرتك.. كرة القدم تلعب هنا لـ20 يوماً (يقصد 20 مباراة على أرض ملعبهم) بينما الاهتمام بما يحدث في غير ذلك مهم كذلك.
extra: بالحديث عن المال، كيف تمولون النادي؟ لقد دفعت 10 باوند للدخول لأرض الملعب لمشاهدة المباراة بينما من المفاجئ أن أرى نادياً في الدرجة السادسة يتمتع بكل هذه الإعلانات على أرض الملعب في حين لا أرى معلن على قميص النادي؟
سام: نعم، نحن لا نمتلك معلناً على قميص النادي وربما هذا يناسبنا أكثر لأنه فيه الكثير من التجارة.
extra: لقد أعجبتني الفكرة حقاً، وكذلك أعجبتني إحدى اللافتات التي تقول «مشجعون وليسوا زبائن» في دلالة على مشاركة الجماهير في كل شيء وليسوا فقط كدافعي أموال للنادي.
extra .. دعنا نسألك سؤالاً أخيراً.. إن تخيلنا -وأنا آمل ذلك حقاً- أنكم نجحتم في الوصول للبريميرليغ يوماً ما، كيف يمكنكم المحافظة على مبادئكم هذه مع كل هذه المتطلبات المالية التي ينبغي عليكم دفعها للاعبين وغيرهم وبدون تحويل أنفسكم إلى نادٍ تجاري جديد؟
سام: إن نظرنا إلى إسبانيا مثلاً فسنجد وأن برشلونة وريال مدريد مازالوا أندية يمتلكها المشجعين وليس شخصاً واحداً كما هو الحال في إنجلترا، وكذلك الحال مع بايرن ميونيخ وأندية ألمانيا التي يمكن اعتبارها مثالاً واضحاً لهذا الأمر.
extra: نعم حقاً، فهناك لا يمكن لأحد أن يمتلك النادي وحده ويقرر بشأنهم لأنه ممنوع على أي شخص امتلاك نسبة 51% أو أكثر من النادي.
سام: صحيح، وبالحديث عن المشجعين فسأكون سعيداً بأي شخص من العالم العربي يريد المساهمة في الأمر وسأسهل له كل الأمور ليكون جزءاً من مجتمع FC United of Manchester حيث نلتقي من أجل الهدف الرئيس لكرة القدم.
في النهاية ودعنا «سام» وتذكرنا جيداً كلمة الهدف الرئيس لكرة القدم حيث جلسنا مع بعض الأصدقاء من مشجعي النادي عقب المباراة، فرغم خسارتها إلا أنهم ظلوا مع بعضهم البعض لساعات طويلة يتحاورون في المطاعم والمقاهي خلف الملعب حيث أخبرونا بأن أهم ما يحبونه في النادي هو أنه يساعدهم دائماً على الالتقاء كل أسبوع وأنه من الجميل دائماً أن يكون لديهم قاسم مشترك وهو النادي الذي يعتبرونه بمثابة طفلهم الصغير الذي ينمو بمرور الوقت.