دخل بايرن مونيخ النسخة الـ55 من البوندسليغا كمرشح واضح للفوز بها، لكن المدرب أنشيلوتي معرض لمواجهة نقاط ساخنة داخل الفريق، يمكن لأي منها أن يتحول إلى مشكلة خلال موسمه الثاني مع الفريق، والذي قد يكون الأخير له أيضاً.
عاد الهدوء ولو قليلا إلى بايرن ميونيخ قبل انطلاق الموسم الجديد، بعدما فاز في أولى مبارياته بكأس ألمانيا، وفاز قبلها على دورتموند في كأس السوبر. فقد كانت نتائج الفريق خلال الفترة التحضيرية لموسم 2017/2018 "كارثية"، وكانت الأجواء تشير إلى أزمة، ولأول مرة يتعرض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي للانتقاد علناً.
ورغم تحسن الأجواء في بايرن إلا أن هناك نقاطاً بعينها يمكن أن تصبح مصدراً لاشتعال الموقف، خلال الموسم، الذي يفتتحه بايرن مساء الجمعة (18 آب/ أغسطس) بمواجهة مع بايرليفركوزن.
يضم بايرن ميونيخ عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب المستوى الرفيع، لدرجة أنه لن يكون بمقدور المدرب أن يشركهم جميعاً أساسيين في المباريات. فالوافد الجديد كورنتين توليسو، صاحب أغلى صفقة، سيشارك كخط وسط مدافع أو يتقدم للأمام أيضاً في قلب خط الوسط.
كما يطالب سيبستيان رودي بمكانة أيضا كوسط مدافع، وأرتورو فيدال ويوسوا كيميش يريدان اللعب أيضا. وتياغو وخاميس رودريغيز وكذلك توماس مولر يريدون لعب دور في قلب الوسط، وهناك أيضا ريناتو سانشيز، إذا بقي ولم يرحل. ويقول أنشيلوتي إن هناك طبعا تنافسا بين اللاعبين "لكن هذا شيء طبيعي في ناد كبير. وهو الوقود والطاقة والحافز لأي فريق". ولا يرى المدرب أية مشكلة إذا بقي أحدهم خارج التشكيلة. لكن المشكلة هي: هل نظرة اللاعبين لهذا الأمر هي نفسها نظرة المدرب؟
2- عدم وجود بديل لروبرت ليفاندوفسكي
لا يوجد في الفريق حتى الآن قلب هجوم آخر بديل لروبرت ليفاندوفسكي في حالة تعرض الأخير لإصابة. ويشارك ليفاندوفسكي في مباريات الفريق سنويا بنسبة تصل إلى 95 في المائة، حسبما قول كارل هاينز رومينيغه، رئيس مجلس إدارة النادي البافاري. وفي حالة غيابه يشارك مكانه توماس مولر، لكن مولر صام معظم الموسم الماضي عن التهديف. ويمكن في حالة الضرورة أن يشارك خاميس كقلب هجوم، لكن هل يمكن أي منهما أن يسد فراغ ليفاندوفسكي، إن غاب؟
3- يكاد لا يوجد دعم للمواهب
يعتزم بايرن في المستقبل إشراك المزيد من اللاعبين الذين تربوا في جنباته. ويؤكد رئيس النادي، أولي هونيس، على أهمية المواهب الموجودة في أكاديمية الفريق، التي يشرف عليها بافاري حتى النخاع هو هرمان غيرالند. لكن مشكلة بايرن تكمن المدرب أنشيلوتي، الذي يفضل الاعتماد على نجوم يثق بهم، بدليل طلبه ضم خاميس رودريغيز.
ويقول لاعب بايرن السابق ديتمار هامان إن أنشيلوتي كان لديه الموسم الماضي ثلاثة من أهم اللاعبين الشباب في أوروبا: ريناتو سانشيز، يوسوا كيميش وكينغسلي كومان "لكن لا أحد من هذه المواهب تتطور بالشكل الذي كان ينتظره النادي."
ولهذا بقي نجاح بايرن متوقفاً على نجوم بعينها مثل الجناحين الكبيرين أرين روبن (33 عاما) وفرانك ريبيري (34 عاماً). وربما لو كان الاثنان في فريق آخر من أندية القمة الأوروبية، لكان موقفهما أصعب في منافسة اللاعبين الأصغر سناً.
ويشكو ويلي سانيول لاعب بايرن السابق والمقرب من رئيس النادي ويعمل حالياً مساعداً للمدرب من طريقة تعامل أنشيلوتي مع المواهب وتساءل "أي ثقافة يملكها هذا النادي وأي هوية". وأضاف سانيول لمجلة "كيكر": "غوارديولا كان دائماً طوال ثلاث سنوات يشرك بشكل متكرر اللاعبين الشباب، أما أنشيلوتي فيعتمد فقط على أصحاب الخبرة، وهنا لا توجد استمرارية."
4- لما مكان للخاسرين
قيادة نادي بايرن وضعت الفوز من جديد بدوري الأبطال بعد 2013 هدفاً لها ولذلك تعاقدت آنذاك مع غوارديولا، الذي فشل ثلاث مرات متتالية في نصف نهائي البطولة. وكان المفروض أن يتحسن الأمر بعد مجيء أنشيلوتي، غير أن ما حدث هو العكس فقد خرج في ربع النهائي.
وينتظر مسؤولو بايرن هذا الموسم أن يقود المدرب الإيطالي الفريق إلى المباراة النهائية. أما الفوز بالدوري الألماني للمرة السادسة على التوالي فهذه مسألة بديهية بالنسبة لهم. وإذا حدث أي تعطل أو اهتزاز لمحرك الفريق خلال رحلته تلك فمن المتوقع ألا يواصل رؤساء النادي صبرهم على المدرب الإيطالي. فأنشيلوتي يجب عليه أن يقدم إنجازات. ولذلك فهو يدخل عاماً ثانياً صعباً في بايرن وربما أيضاً يكون عامه الأخير في النادي.