أحمد التميمي

نادي انتر ميلان الإيطالي، الذي تأسس في عام 1908 ليكون أحد قطبي الكرة في مدينة ميلانو العريقة، يجسد في أيامنا هذه مقولة «الداخل مفقود والخارج مولود». ففي الانترناسيونالي، بهت نجم العديد من عمالقة الكرة، لكنهم سرعان ما استعادوا بريقهم بمجرد خروجهم إلى أندية أخرى، ولا ندري هل السبب في العقلية التي تدار بها اللعبة في النادي، أم أنها مجرد مصادفة. في هذا المقال نستعرض أبرز من ظلمتهم جدران هذا النادي:

روبيرتو كارلوس:

الظهير الأيسر البرازيلي، أحد أبرز المدافعين على مر التاريخ، صاحب أحد أقوى التسديدات -إن لم تكن الأقوى- في العالم. لعب روبيرتو كارلوس بقميص الانتر في موسم 1995-1996 وقد كانت بدايته في مركز المهاجم، حيث أثبت نفسه بجدارة في أول سبع مباريات سجل فيها سبعة أهداف. تدهورت علاقة اللاعب مع الفريق عندما قرر المدرب الإنجليزي روي هودجسون تغيير مركز اللاعب إلى الوسط، الأمر الذي لم يعجب الأخير وتسبب في انحدار أدائه مع الفريق. علاقة الطرفين لم تدم طويلاً، ففي نهاية الموسم انتقل كارلوس إلى ريال مدريد بصفقة تبلغ 6 ملايين يورو.

دينيس بيرغكامب

انتقل الهولندي دينيس بيركامب إلى إنتر ميلان في عام 1993 قادماً من أياكس أمستردام بحثاً عن تحدٍ جديد في مسيرته. نصحه الهولندي الطائر يوهان كرويف بعدم اللعب في إيطاليا لكون الأندية الإيطالية تعتمد الأسلوب الدفاعي في الكرة مما سيدمر مسيرة اللاعب، إلا أنه أصر على خوض هذا التحدي. صدقت توقعات كرويف، ولم يقدم بيركامب المستوى المأمول منه في النادي، ودخل في مشاكل عدة مع الصحافة في إيطاليا ومنافسيه في الفريق، مما اضطره إلى الانتقال لآرسنال الإنجليزي في 1995، المفارقة أن اللاعب تحول إلى أحد أساطير النادي الإنجليزي، على عكس أدائه مع الإنتر.

كلارنس سيدورف

انتقل سيدورف إلى نادي انتر ميلان بصفقه قدرت بـ23 مليون يورو ليقضي هناك موسمين ونصف. وبالرغم من مساعدته للفريق ووصوله إلى نهائي كأس ايطاليا إلا أنهم خسروا المباراة النهائيه ولم يحقق كلارنس أي بطولة مع النادي الإيطالي الكبير. بعد قضائه عامين ونصف في إنتر ميلان انتقل سيدورف إلى الغريم التقليدي إيسي ميلان فى إطار صفقة تبادلية كان طرفها الآخر فرانشيسكو كوكو، وساهم في فوز فريقه الجديد بالفوز بكأس ودوري إيطاليا ودوري أبطال أوروبا.

ماتياس زامر

قدم المدافع الألماني، فترات مميزة للغاية في ناديي دينامو دريسدن وشتوتغارت الألمانيين، قبل أن ينتقل إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي، ليتدهور مستواه بشكل غير مسبوق. سرعان ما غادر اللاعب أروقة النيرازوري بعد أن لعب 11 مباراة فقط، إلى بوروسيا دورتموند الألماني، ليستعيد بعدها بريقه ويحصد الكرة الذهبية في عام 1996.

أندريا بيرلو

انتقل اللاعب إلى إنتر ميلان في موسم 1998/1999، ولكنه لم ينجح مع الفريق الذي لعب له 18 مباراة ولم يسجل أي هدف، فأعير في موسم 1999/2000 إلى نادي ريجينا حيث لعب له 28 مباراة وسجل فيها 6 أهداف، وعاد إلى إنتر ميلان في عام 2001، ولكنه لم يستطع أن يفرض نفسه مع الفريق، فأعير مرة أخرى ولكن هذه المرة إلى ناديه الأول نادي بريشا الذي لعب له 10 مباريات فقط، وفي عام 2001 انتقل إلى نادي ميلان. منذ وضع بيرلو قدمه في النادي العريق ميلان، بدأ صاحب الرقم 21 بالتألق هناك، وأصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإيطالي، وفاز مع ميلان بكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي.

ليوناردو بونوتشي

خرج المدافع ليوناردو بونوتشي من أكاديمية الإنتر عام 2005، لكن النادي الإيطالي لم ينجح في تقييم إمكانياته الدفاعية، ليقرر إعارته إلى أندية تريفيزو وبيزا قبل بيعه إلى نادي جنوا عام 2009 بصفقة لم تكلّف أكثر من 4 ملايين يورو. ولعب بونوتشي 4 مباريات رسمية فقط في موسمين مع الإنتر، قبل أن يبدأ رحلته مع التألق والإنجازات منذ انتقاله إلى يوفنتوس عام 2010. انتقل اللاعب مؤخراً إلى نادي إيسي ميلان الإيطالي، ومن المؤمل أن يحقق معه العديد من الإنجازات.

إن الحديث عن اللاعبين الذين تخلى عنهم الإنتر يطول، وقد يحتاج صفحات كثيرة من هذه الصحيفة، ففي هذا المقال لم نتطرق لفيليبي كوتينيو وروبي كين و أدريان موتو وفابيو كانافارو، كلهم نجوم فشلوا في الإنتر ونجحوا نجاحاً باهراً في بقية الأندية. الخلاصة من هذا المقال، نادي إنتر ميلان هو أسوأ بائع للاعبين!