يوسف ألبي

أصبح المال في هذا الوقت يتحكم في كل شيء، وأصبح فوق كل اعتبار في عالم كرة القدم، فرغم تصريحات اللاعبين لوسائل الإعلام برغبتهم في الاستمرار مع أنديتهم، إلا أن ذلك كلام للاستهلاك الإعلامي فقط، ومعظم اللاعبين أصبحوا يجرون وراء المال على حساب المجد وتمثيل الأندية الأكثر شهرة وتاريخاً، ولعل اللاعبين البرازيليين هم أكثر من اختاروا هذا الطريق، فالجميع يعلم حبهم وجشعهم اللامحدود للمال.

بداية الحديث ستكون عن الصفقة الأغلى في عالم كرة القدم، وهي انتقال نيمار دا سيلفا من العملاق البرشلوني إلى باريس سان جيرمان بمبلغ 222 مليون يورو، مع حصوله على راتب قدره 45 مليون يورو، وهذا ما يؤكد صحة المقولة في عالم كرة القدم، فإن العواطف لا تعني شيئاً المال هو المهم بالنسبة لهم، فرحل اللاعب البرازيلي عن برشلونة أحد أعرق وأكبر الأندية في العالم من أجل المال فهذا هو الواقع والحقيقة، إن كان نيمار يفضل الأموال على التاريخ والمجد فلا محالة أن لا يرتبط مستقبل برشلونة به، والأفضل أيضاً أن يبحث النادي عن خليفة آخر لأيقونته الأرجنتيني ليونيل ميسي. كما توجه اللاعبون البرازيليون للصين، بسبب إنفاق الأندية الصينية أموالاً طائلة خلال السنوات القليلة الماضية، لضم لاعبين عالميين بصفقات خيالية، حيث باتت الأندية الصينية محط استقطاب إعلامي عالمي، ليس لنجاحاتها الكروية بل بسبب الأموال التي تنفقها، ماجعل اللاعبين البرازيليين يتسارعون من أجل الذهاب للصين.

وشكل اللاعبون البرازيليون النسبة الأكبر على قائمة الأجانب الموجودين في الدوري السوبر الصيني، ومن أهم اللاعبين البرازيليين الذي لعبوا في الصين خلال الفترة الأخيرة روبينيو، هالك، أوسكار، راميريز، إليكسون، ريكاردو جولارت، وبصفقات قياسية بالإضافة إلى الرواتب الكبيرة التي تدفع لهم.

فلاشك في أن الدوري الصيني ليس خياراً أبداً، والطريقة الوحيدة لجذب هؤلاء اللاعبين هي الأموال، أن يحدث هذا في نهاية مشوارهم الكروي فهذا شيء طبيعي، ولكن هناك لاعبون ذهبوا للصين وهم في سن العشرينات مع الأسف الشديد ففضلوا اللعب في بلاد شرق آسيا على حساب النجومية واللمعان في أعرق وأكبر الأندية في أوروبا فلا شك في أن الدوري الصيني ليس حلماً للنجوم وإنما لأجل المال ولا شيء غيره.