ربما لا يكونان الفريقين الأكثر شعبية في العالم، ولا من أعلى الفرق شعبية، لكنهما حتماً من أفضل الفرق التي تقدم عمل تكتيكي في أرض الملعب خلال السنوات الأخيرة، ومن أقوى الفرق التي تنافس على الألقاب بشكل حقيقي على أرض الملعب، إنهما أتلتيكو مدريد وتشيلسي.

حين ذكر اسم الفريقين، أو ذكر اسم مدربيهما (سيميوني وكونتي) فأول ما يخطر على البال هو العمل الدفاعي المتين من كلا الفريقين والاعتماد على الهجمات المرتدة والسريعة لتسجيل الأهداف، طريقة عمل الفريقين تتشابه إلى حد بعيد في مخيلة الجماهير والعشاق رغم وجود بعض الاختلافات البسيطة.

1- الخطة والاستراتيجية. كونتي يتبع خطة 3-4-3 (5-3-2 دفاعياً) أو 3-5-3 (5-3-2 في الحالة الدفاعية) وهي ما تجعل الفريق يسيطر أكثر على وسط الملعب، مع أهمية الأجنحة الدفاعية بشكل كبير جداً.

بالمقابل فإن سيميوني يتبع خطة 4-4-2 ولا يهمه السيطرة على وسط الملعب بقدر ما يهمه إغلاق المساحات ومنع المنافس من فرض إيقاعه في الثلث الأخير من الملعب عبر تقارب اللاعبين بشكل كبير جداً، كما أن الأجنحة يكون دورها أحياناً لتغطية المساحة والمساهمة في إغلاق العمق وليس الانطلاق على الأطراف بشكل حقيقي، باستثناء إن لعب كاراسكو كجناح أيمن.

2- كونتي لا يتخذ من الاندفاع البدني الهائل والذي يتحول إلى خشونة أحياناً كأساس لعمله، على عكس سيميوني الذي يطالب لاعبيه دائماً بالاحتكاك مع المنافس ويعتبر ذلك من أساسيات منع الخصم من فرض إيقاعه في الملعب. طبعاً ذلك لا ينفي بأن تشيلسي قوي بدنياً ويلتحم مع المنافس، لكن المقصود أنه ليس الأساس في العمل.

3- بناء الهجمات لدى فريق كونتي يعتمد في الغالب على منظومة مكونة من كانتي – هازارد (في حال شارك) – وموراتا ، كما يدخل بيدرو وويليان في المنظومة. يكون هناك آلية عمل واضحة تتطلب التمرير نحو اللاعب المتاح للجري في المساحة، ثم الجري بالكرة نحو ملعب المنافس، ثم منح التمريرة الحاسمة للتسجيل.

وفي أتلتيكو لا يشترط فعل ذلك، فهو ينتظر خطأ المنافس في الغالب للحصول على الكرة والانطلاق بشكل مباشر نحو المرمى بغض النظر عن اللاعب المنفذ للهجمة أو الانطلاق. صحيح أن هناك مهاجمين رئيسيين للفريق، لكن لا تكون منظومة الهجمة المرتدة مبنية حولهم بشكل رئيسي، كما أنه لا يشترط التدرج بالكرة بآلية معينة حيث يكون للاعبين الحرية بالاختيار حسب حالة المنافس.