أغرق المشجعون المصريون مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات صور لمهاجم ليفربول محمد صلاح الذي ضمن لمنتخب الفراعنة مكاناً في مونديال 2018 في روسيا، بعضها وهو يرتدي زي ملك فرعوني، وآخر أطلق عليه "صلاح الخير" بتحريف كلمة "صباح الخير"، وآخرون كتبوا "منتخب صلاح".
فقد أحرز صلاح 5 من الأهداف الـ7 التي أحرزها المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة للمونديال، لكن أياً من تلك الأهداف لم يكن بأهمية ذلك الذي أحرزه من ضربة جزاء في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في الشوط الثاني من مباراة الأحد مع الكونغو.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي لصلاح، الإثنين: "أشكرك لأنك فرحت المصريين.. بشكركم كلكم (لكن) محمد كان عليه ضغط شديد جداً في آخر 4 دقائق، فطبعاً (أصبح) هو أمام 100 مليون مصري" مسؤولاً عن إحراز الهدف، وتحقيق الفوز.
وأضاف السيسي لأعضاء المنتخب، خلال مراسم استقبالهم، والتي أذاعها التلفزيون "شوفوا انتوا عملتوا إيه في قلوب تقريباً مائة مليون مصري.. كل الناس فرحانة".
كان صلاح (25 عاماً) أحرز بالفعل هدف التقدم الأول لمصر في الدقيقة الـ63، بعد أن تسلم تمريرة من لاعب خط الوسط في أرسنال محمد النني.
غير أن المنتخب الزائر تمكن من إحراز التعادل قبيل انتهاء الوقت الأصلي للمباراة، ليتمكن صلاح بعدها من إحراز هدف الفوز 2-1 لمصر.
شغف كرة القدم
وصلاح واحد من مجموعة من اللاعبين المصريين الذين احترفوا في نوادي أوروبا، ومنهم 3 آخرون يلعبون في "الدوري الإنجليزي الممتاز"، لكن صلاح هو الأكثر شعبية وشهرة، بسبب شغفه الشديد بكرة القدم.
وكان ذلك واضحاً، في مباراة الأحد، حينما سقط صلاح على ركبتيه متألماً، ومال برأسه لأسفل، بعد هدف التعادل الذي أحرزه منتخب الكونغو، لكنه وبعد دقائق، وقف على قدميه ثانية، وحاز الكرة، وتسابق مع رفاقه نحو مرمى الخصم.
يتربع صلاح، منذ سنوات، في قلوب عشاق كرة القدم في مصر، لكن هدفيه، الأحد، جعلتا منه بطلاً قومياً.
يرون عشاقه أنه وحده أنهى أحزان وإحباطات عاناها الملايين من المصريين كل مرة اقتربوا فيها من التأهل للمشاركة في تصفيات كأس العالم، قبل أن تتحطم تلك الأحلام على صخرة آخر عقبة تحول دون التأهل.
وكتب حازم إمام أحد أشهر لاعبي مصر الدوليين سابقاً، عبر تويتر: "ربنا يفرحك يا صلاح زي ما فرحت المصريين.. الحمد لله".
كما خرج مئات الآلاف من المصريين للشوارع، تملؤهم السعادة، واحتفلوا في ربوع البلاد حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، ولوحوا بعلم مصر، ورددوا "مصر.. مصر".