بينما غط العالم العربي في نوم عميق، مترقباً المباراة من أحلامه مع باقي سكان الأرض، آملين في تأهل أفضل من لعبوا كرة القدم على سطح الكوكب، انتزعت "أرجنتين ميسي" بطاقة تأهلها المباشر لنهائيات كأس العالم بتسجيله "هاتريك" في الإكوادور، جعل منه هداف تصفيات أمريكا الجنوبية لكأس العالم برصيد 21 هدف، بعد تأخر الفريق بهدف سُجّل في أقل من دقيقة وتعرقل منافسيه على تذكرة التأهل لمونديال روسيا في النتائج في ليلة توقف القلوب، عنوانها "المستحيل ليس ميسي".

فبعد انتصار البرازيل المتأهل على تشيلي بثلاثيّة نظيفة، تجمّد رصيد تشيلي عند النقطة ال26 لتخسر بطاقة تأهلها لصالح بيرو (26 نقطة) بفارق هدف واحد فقط، والذي سينافس نيوزيلندا على التأهل للمونديال في ملحق التصفيات، بعد تعادلها مع كولومبيا (27 نقطة) بنتيجة 1-1 التي تأهلت هي الأخرى مباشرةً إلى كأس العالم برفقة الأرجنتين (28 نقطة).

كل ما كان على الأرجنتين هو تحقيق الفوز على الإكوادور ولا شيء غير الفوز لإبقاء آماله في التأهل حيّة حتى، وإن انتصرت كولومبيا وتشيلي في مباراتيهما، لكن كان هدف روماريو ابارا في الثانية 37 إثر هجمة مرتدة، كان سببها خافيير ماسكيرانو، بمثابة صدمة للمنتخب الأرجنتيني.

ورغم مضاعفة الضغط وتصعيب المهمة على ميسي ورفاقه، إلا أن غاية الأفضل في العالم كانت طاغية على فكره وأدائه اللذين زادا منه إصراراً ليحرز هدف التعادل في الدقيقة الـ12 إثر لقطة جماعية بينه وبين زميله أنخيل دي ماريا التي أنهت الكرة بين أقدام الحارس ومن ثم في الشباك.

وعاند المنتخب الإكوادوري في المباراة كما عاندت الكونغو مع الفراعنة التي شاركتهم في سعييهم لإحباط فرص تأهل منافسيهم في سبيل إثبات الذات، ولكن كان ميسي ندّاً لعنادهم حين ضغط على مدافع وصلته تمريرة دي ماريا خارج منطقة الجزاء ليسددها على يسار الحارس تسديدةً صاروخية لا تصد ولا ترد.

وواصلت الأرجنتين ضغطها بفرصها الأخطر على المرمى طوال الشوط الأول بينما تقاسم كلا الفريقين السيطرة على الكرة وبعض الفرص إلى أن نجح "البرغوث" في اختراق دفاعات الإكوادور في هجمة سريعة من مجهود فردي رفع فيها كرة خفيفة انسيابية من على خط الجزاء على يسار الحارس لتهدي الأرجنتين هدفها الثالث في الدقيقة ال62 ليضمن الفوز ويحقق مبتغى بلاده ويواصل سعيه في تحقيق الكأس الوحيد الذي ينقص خزانته للبطولة الأكثر مشاهدة ذات المجد اللا نهائي؛ كأس العالم.