اعتبرت مدربة رفع الأثقال الأسترالية هيلي، الموجودة بصفة منتظمة منذ 1999 بالبحرين والتي تعتبرها بلدها الثاني، أن رياضة رفع الأثقال ليست مستحيلة على النساء، كما أنها تمنحهن الصحة الجيدة والقوة، معتبرة أن المكملات الغذائية غير ضارة بالمرأة.
وقالت هيلي إنها لم تتعرض إلى أي مضايقات علنية بسبب عضلاتها وهي سعيدة فالناس يطلبون التقاط صورة معها، معبرة عن احترامها لثقافة المجتمع البحريني وتقاليده، حيث ترتدي ملابس فضفاضة محتشمة لتغطية جسدها، وتعتبر نفسها نموذجاً يحتذى به أمام بناتها الثلاث، اللاتي ينظرن إليها كأم وليست رياضية ورافعة أثقال.
وفي ما يلي نص المقابلة الكاملة التي أجريت معها:
أخبرينا من هي هيلي، وماذا تفعل في البحرين؟
اسمي هيلي، من جولد كوست في أستراليا وأبلغ من العمر 41 عاماً وأنا موجودة في البحرين بانتظام منذ عام 1999 وأعتبر البحرين بلدي الثاني، وأعيش في الرفاع فيوز مع عائلتي، وأعمل موظفة بدوام كامل وأقوم على رعاية وتربية بناتي الثلاث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و 11 و12 وأعد الحفاظ على لياقتي الجسدية والصحية هي وظيفتي الأخرى التي أحبها، كما أواظب على تمارين اللياقة البدنية، وحاليا أنا متقاعدة من رياضة كمال الأجسام لكني أتمتع بحب شديد للرياضة.
كيف فكرتِ في الولوج إلى عالم رياضة كمال الأجسام؟
بدأت في رياضة كمال الأجسام في سن مبكرة جداً، حيث مارست رفع الأثقال خلال الدراسة الثانوية في سن السادسة عشر من العمر كجزء من تدريباتي للمشاركة في بطولة للتجديف، ولقد عشت في بلدة ساحلية صغيرة جداً وكانت الصالة الرياضية الوحيدة على بعد 30 دقيقة بالسيارة، ولأنني كنت صغيرة، فلم يكن لدي رخصة قيادة حيث كان أبي يوصلني بسيارته بعد انتهاء دوام المدرسة حتى أتمكن من التدريب ويبقى ينتظرني حتى يقلني للبيت.
واصلت رفع الأثقال طوال مرحلة البلوغ، ولكني لم أركز على كمال الأجسام كوسيلة للحفاظ على لياقتي وقوتي ونشاطي، وخلال هذا الوقت، أصبحت أيضا مدرباً شخصياً ومدرباً للياقة البدنية، وواصلت التدريب والحفاظ على لياقتي في جميع مراحل حملي ولكن بعد إنجابي للطفل الثالث، بدأت بالتدريب على كمال الأجسام بطريقة تنافسية، ومنحتني تلك الرياضة قوة جسمانية وقوة شخصية بعد سنوات من الحمل والولادة التي أثمرت بناتي الثلاثة.
وخلال مرحلة واحدة، كان لدي 3 أطفال دون سن الثالثة، لذلك عندما كنت أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية للتدريب؛ كانت طريقتي في الوجود للتخلص من مطالب الحياة كوني أماً بدوام كامل لثلاثة أطفال، ومن هنا تكونت لدي الرغبة في رياضة كمال الأجسام، وفي غضون سنوات قليلة تنافست في أول عرض لكمال الأجسام في "تقسيم الشكل" ومن هنا تعلقت بحب هذه الرياضة.
ما هو رد فعل عائلتك وأصدقائك عندما عرفوا أنك تمارسين هذا النوع من الرياضة؟
عائلتي وأصدقائي يعلمون أنني كنت نشطة ورياضية طوال حياتي، لذلك لم يستغرب أي منهم أن أمارس أي نوع من الرياضة، وكنت بطلة تجديف في سنوات دراستي الثانوية وعداءة في الساحة والميدان في سنوات الدراسة الأولى، وكان أصدقائي يدعموني دائما طوال التدريب والاستعدادات وعائلتي تحبني وتدعمني في أي شيء قررت أن أمارسه.
من شجعك على رياضة رفع الأثقال؟
قالتها مازحة، فعلاً إنه "أرنولد شوارزنيجر"هو الذي كان ولا يزال بطلي في رفع الأثقال، ولديه مكانة خاصة في قلبي وهو من ألهمني التدريب وعلمني أنه مع التفاني والعمل الجاد، يمكنك تحقيق أي شيء.
ما الذي تعتقدينه حول رأي البحرينيين عن النساء اللواتي يمارسن هذا النوع من الرياضة؟
في الواقع أنا مندهشة ومسرورة لمقدار الدعم الإيجابي الذي أتلقاه من المجتمع البحريني المحلي، حيث أن كمال الأجسام بين النساء ليست رياضة شائعة كما هي في أستراليا، لذلك أعتقد أنني أكثر بروزاً هنا، وعن أفكار الناس فسواء نظروا إليها بشكل إيجابي أو سلبي فذلك رأيهم، ولهم الحق في التفكير بما يحلو لهم، ولكن في الغالب يرون أنه إنجاز وأنا أنظر لنفسي كمصدر إلهام، ولا أعتقد أنها رياضة للجميع وليس الجميع يرغبون في اللياقة البدنية للعضلات، ولكن إذا وضعت هذا جانباً، فإن معظم الناس معجبون بالتفانِي والالتزام والحرفية التي أمارس بها تلك الرياضة، وكان مجتمع كمال الأجسام بشكل عام داعماً جداً لي، خصوصاً صديقي العزيز المدرب عباس خضير الذي دفعني للوصول إلى مستوى جديد من اللياقة البدنية والتفوق الجسماني خلال العامين الماضيين وبدونه لم يكن ذلك ممكناً.
هل تتعرضين للمضايقة من قبل الآخرين عند المشي في الشوارع؟
أبداً، ففي كثير من الأحيان عندما أكون في الأماكن العامة، وفي الغالب في مراكز التسوق؛ يطلب مني التوقف لالتقاط الصور مع بعض المعجبين، وأنا دائماً سعيدة بذلك، فأنا لم أتعرض لأي مضايقات نهائياً.
هل ربحتِ أي جوائز وما هي؟
لقد شاركت فقط مرتين في بطولات عالمية بقارتي آسيا وأستراليا، ولم أقصد أبداً التنافس بشكل أساسي، فأنا أستمتع بالرياضة كبرنامج على مدار السنة، وليس فقط بضعة أشهر من السنة، لذلك لم أحرز أي لقب ولكني احتللت مكانة جيدة في المنافسة على بطولة أستراليا في العام 2013.
لماذا ترتدين الملابس الفضفاضة عند الخروج؟
أرتدي الملابس الفضفاضة في البحرين لعدد من الأسباب، والسبب الأول هو أنني أحترم الثقافة والتقاليد المحلية لذا أفضل تغطية جسمي بشكل مناسب، وثانياً لأنني أم وبناتي ينظرن لي وأريد أن أكون مثالاً جيداً لهم في كيفية ارتداء الملابس المناسبة وتعليمهم احترام الذات والكرامة، وأخيراً أعتقد أنه في بعض الأحيان أود فقط إخفاء عضلاتي لاختلط بالجميع، وأيضا لأنني دائماً أرتدي أثناء التدريب الملابس الرياضية داخل الصالة الرياضية، لذلك فمن الجميل التغيير في اللباس عند الخروج، وهذا يجعلني أشعر بأنني جميلة.
هل تشجعين المرأة البحرينية على رياضة رفع الأثقال؟ ولماذا؟
أود أن أشجع جميع النساء على إدراج شكل من أشكال رياضة القوة في نظام ممارستهن الأسبوعية، وليس المرأة البحرينية فقط، ولكن كل النساء، حيث أن فوائد ممارسة رياضة تحمل الكثير من الفوائد للنساء، بما في ذلك حرق المزيد من الدهون بشكل أسرع، وحرق المزيد من السعرات الحرارية، مما يجعل المرأة أقوى عقلياً، وتعزز مرونتها، وتقوي عظامها وتكافح هشاشة العظام، وتعمل على تخسيس الوزن، وتساعد على تخفيف آلام المفاصل، وتجعل القلب أكثر صحية ويمكن أن تجعلها عداءة أفضل فيما لو كانت تمارس الركض.
وعلى المرأة أن تصغي وتعرف بأن رفع الأثقال لا يجعلها ضخمة ولا تبدو كرجل، وأن النساء ليس لديهن ما يكفي من هرمون "التستوستيرون" لتطوير العضلات كتلك التي لدى الرجل، بل على العكس فإنها ستغير تكوينها الجسماني مما يزيد من كتلة العضلات وتقلل الدهون وهذا يعني الحجم الكلي للمرأة سيكون أصغر بعد أن كانت الدهون تأخذ حيزاً أكبر في الجسم بنفس الوزن بكمية العضلات.
ومن الممكن لنسبة صغيرة جداً من النساء أن تنمو عضلاتهن أكبر للمنافسة ولكن هذا يستغرق سنوات من رفع الأوزان الثقيلة وبرنامج غذائي عالي البروتين ومكملات غذائية محددة للغاية، لذا على المرأة عدم القلق بشأن أن يصبح حجمها أكبر.
وحالياً يستند نظام غذائي الروتيني حول التدريب في "كروس فت" حيث أتدرب ساعتين يومياً، لمدة 6 أيام في الأسبوع، ويتكون تدريبي من كل تدريب بالقوة الثقيلة وأيضا تدريب تكييف القلب بكثافة عالية، لذلك فأنا بحاجة إلى الكثير من الوقود (الكربوهيدرات) لإمداد تدريباتي بالكثير من البروتين للاستشفاء، وأنا أيضاً استهلك الكثير من التوت الطازج والخضروات الخضراء، وأتبع خطة نظام غذائي يومي كالتالي، يتكون من وجبة إفطار تتكون من دقيق الشوفان، مطبوخ مع بذور الشيا، والعنبيات، وبيضتان، واحدة كاملة والثانية فقط البياض. وقبل التدريب، موزة و فنجان شاي أخضر ومكمل "بيتا ألانين".
وأما أثناء التدريب، فشراب الأحماض الأمينية، وبعد التدريب، بروتين شيك مصنوع بماء جوز الهند، ومسحوق البروتين النبات النباتي (فيجان بلانت)، موزة وعسل، ومكملات الجلوتامين للانتعاش. بينما يكون الغداء من الدجاج أو السمك، و الكينوا، اليقطين أو البطاطا الحلوة، خضرة وبالأخص الخس. وأكتفي بوجبة خفيفة بعد الظهر، بروتين، مغموس بالكرفس، والقثاء والخيار، كالي، وأيضا، بروتين نباتي.
وفي وجبة العشاء أشرب من 3-4 لتر من الماء يومياً، وتتم تكملة التغذية اليومية لي بمكمل من زيت السمك، ومكمل التيروزين، والفيتامينات المتعددة للمرأة، والمغنيسيوم، ومكمل الكولين، وهذا محدد لأهداف التدريب الشخصية الخاصة بي.
هل هناك أي آثار جانبية على النساء عند استخدام المكملات الغذائية؟
بصورة عامة، يستخدم الملايين من النساء (والرجال) في جميع أنحاء العالم المكملات الغذائية المتاحة في المتاجر دون أي ضرر أو آثار جانبية سيئة، فهي تستخدم فقط لتعزيز التدريب والتغذية الخاصة بالفرد ويجب عليك دائماً التأكد من أن التدريب والتغذية المناسبة لأهدافك قبل أن تضيف أي مكمل،وعليه فان نتائجك تأتي من هذا في الغالب، وليس من المكملات الغذائية، لذلك في رأيي، لا توجد أي آثار جانبية سيئة إذا قررت النساء استخدام المكملات الغذائية.
ما هو شعور بناتك الثلاث تجاه هذا النوع من الرياضة التي تمارسها أمهن؟
أطفالي يحبون أن تكون أمهن قوية، وفي بعض الأحيان ينزعجن من الوقت الذي أقضيه في التدريب، ولكنهن بشكل عام سعيدات لرؤيتي بحالة رياضية جيدة في كل وقت، وبدأن يأتين معي إلى صالة الألعاب الرياضية عندما يكون لدي تمرين "كارديو" خفيف، لكن الشيء الآخر أنهن غالباً ما يعلقن عندما نذهب لتناول البرغر والبطاطا المقلية؛ لأنني دائما ما أطلب سلطة بدلاً من البرغر والبطاطا المقلية، ويعتقدن أن ما أقوم به مضحك جداً، كما أن بناتي ينظرن لي كأم فقط، وليس "هيلي" المتفرغة لرياضية كمال الأجسام.
هل سبق لكِ أن مررت بموقف اضطررت فيه لاستخدام عضلاتك للدفاع عن نفسك؟
كلا، لم أقاتل أي شخص ولم أستخدم عضلاتي أو الدفاع عن نفسي بهذه الطريقة، والحمد لله، ولكن كوني لائقة فذلك ساعدني في أن أكون أفضل بكثير كأم، فلدي المزيد من الطاقة والقوة لمعايشة بناتي يومياً من حيث اللعب معهن وتوفير كلما يحتجن إليه، وعندما نسافر عادة ما أحمل جميع الحقائب وبالتالي فأن القوة تكون في المتناول خلال هذه الأوقات، كما يمكنني أيضاً أن أقوم بمعظم أعمال الصيانة في جميع أنحاء المنزل وأنقل الأثاث لوحدي وهذه أيضا ميزة أخرى لدي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن أحمل جميع أكياس التسوق من السيارة إلى المنزل بسرعة كبيرة.
ما هو الوزن الأقصى الذي رفعته؟
150 كيلو غراماً.
برأيك ما هي أفضل رياضة تحتاجها المرأة؟
أفضل نوع من الرياضة التي تحتاجها المرأة هي الرياضة التي تجعلها سعيدة وشخصاً أفضل، أياً كان نوعها لكن يجب أن تجعلها تشعر بالتمكن، والقوة، ولائقة وسعيدة، وإذا استطاعت العثور على نشاط من شأنه أن يجعلها تشعر بالتمكن والقوة، فيجب عليها متابعة ذلك، وأعتقد أنه من المهم أن يشارك الجميع من الذكور أو الإناث، صغاراً أو كباراً في نوع من النشاط الرياضي الذي يبقيهم نشطين،وأن البحرين محظوظة لأن لديها مجتمع رياضي كبير وأشعر أنها سوف تكون أقوى مع مرور الوقت، والأهم من ذلك يجب أن نحترم اختيار مشاركة بعضنا البعض للرياضة بغض النظر عن نوع الرياضة التي نمارسها.