يوسف ألبي

تحوم شكوك كثيرة حول ما إذا كان بإمكان المنتخب الإيطالي بلوغ كأس العالم في روسيا 2018، وذلك بعد وقوعه في تصفيات الملحق الأوروبي مع منتخب السويد العنيد.

ولا يعني وقوع إيطاليا مع السويد في تصفيات الملحق الأوروبي أن نخسر إيطاليا، ولكننا قد نخسر السويد فهو منتخب ممتع و رائع أيضاً مثلما خسرنا قبله منتخب الطواحين الهولندي ومنتخبات أخرى ممتعة للمشاهدين، مثل تركيا وجمهورية التشيك وويلز وغيرها من المنتخبات، قرعة الملحق الأوروبي ستشهد مواجهات كبيرة وسنخسر أيضاً كمتابعين رياضيين منتخبات عريقه وصاحبة تاريخ، فلا ضمان ولا أمان مع كرة القدم التي لا تعترف بتاريخ هذا المنتخب أو ذاك، ولا تسير وفق قواعد علمية أو منطقية ثابتة، لذلك يخشى الآتزوري بشكل خاص وجماهير الكرة عموماً أن تفقد إيطاليا في مونديال روسيا، ولا يمكن أن نتخيل كأس العالم بدون "الكاتناشيو" الإيطالية صاحبة 4 كؤوس عالم.

وأيضاً كرواتيا وجمهورية إيرلندا والدنمارك منتخبات صاحبة متعة وقوة وحماس كبير، وسويسرا كذلك التي بقيت طوال فترة التصفيات أولى مجموعتها قبل أن تخسرها في آخر مباراة لها لصالح رفقاء رونالدو المنتخب البرتغالي.

***

"معركة بين الآتزوري وأحفاد الفايكنج"

يواجه الكبير منتخب إيطاليا نظيره السويدي في أقوى مباريات الملحق الأوروبي في سعيهما لحجز مكان لهم في روسيا 2018، ورغم أن تاريخ المواجهات ينحاز للطليان إلا أن حسابات الملحق تختلف بشكل كبير عن أية مباراة أخرى، فهي مبارتين إما أن تذهب للمونديال أو تخرج من الباب الضيق، فقد تلقى الأتزوري ومدربه "المهزوز" جيامبييرو فينتورا الكثير من الإنتقادات، وبالتحديد منذ خسارته المذلة أمام المتاتدور الإسباني، فقد قدم بعد ذلك عروض لا تليق بتاريخ وعراقة إيطاليا، فقد حقق انتصارين صعبين أمام منتخبي ألبانيا والكيان الصهيوني، وتعادل في آخر مبارياته مع المنتخب المقدوني الضعيف.

ويملك المنتخب الإيطالي لاعبين بإمكانهم أن ينتشلوا الطليان من هذا المأزق، وعلى رأسهم الحارس المخضرم بوفون وثنائي الدفاع بونوتشي المنتقل لميلان بداية الموسم وكيليني قلب دفاع السيدة العجوز والمتألق مع لاتسيو إيموبيلي ونجم باريس سان جيرمان فيراتي وغيرهم من اللاعبين، وخاض الآتزوري آخر ملحق لكأس العالم منذ حوالي عقدين من الزمن أمام روسيا في طريقها للتأهل لمونديال فرنسا 1998.

وعلى الطرف الآخر قدم المنتخب السويدي عروضاً قوية في المجموعة الأصعب، حيث حلت وصيفة لمنتخب الديوك وابعدت الطواحين الهولندية عن التواجد في المونديال في مفاجأة كبرى، ويملك مدرب الفايكنج يان أندرسون فريقاً أظهر قوته وتلاحم خطوطه، بالإضافة للقوة البدنية الهائلة فقد كان نداً قوياً للفرنسيين، ويأمل السويديون في تخطي الملحق فقد فشل في التأهل لمونديال البرازيل 2014 بعد خسارته أمام المنتخب البرتغالي في الملحق الفاصل.

وتواجه المنتخبان السويدي والإيطالي رسمياً في 11 مباراة، فازت إيطاليا في 5 مباريات والسويد في 4 مباريات وتعادلا مرتين.

***

"مواجهة حماسية بين الكروات والإغريق"

يواجه المنتخب الكرواتي المدمج بالنجوم نظيره المنتخب اليوناني في قمة مثيرة يصعب التكهن بنتيجتها، حيث يطغي الشبه الكبير على المنتخبين من حيث الحماس والعزيمة والإصرار وطريقة اللعب.

حيث حل المنتخب الكرواتي ثالث مونديال فرنسا 1998 المركز الثاني في المجموعة، خلف مفاجأة التصفيات المنتخب الإيسلندي، ويأمل الكروات الظهور في المونديال للمرة الخامسة في تاريخه بقيادة جيل رائع، يتقدمهم نجما ريال مدريد مودريتش وكوفاتشيتش، ولاعب برشلونة الرائع راكيتيتش والمتألق مع جوفنتوس ماندزوكيتش وغيرهم من اللاعبين.

أما المنتخب الإغريقي الذي فجر واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم عندما توج بلقب اليورو 2004، فقد يأمل في التأهل للمونديال للمرة الرابعة في تاريخه وإعادة تجربة مونديال البرازيل 2014 الناجحة عندما تأهل لدور ثمن نهائي، فقد حل اليونان وصيفاً للمنتخب البلجيكي في التصفيات محافظاً على آماله في بلوغ العرس العالمي.

ووفي تاريخ مواجهاتهم الرسمية واجه الفريقان بعضهما في 4 مباريات، حيث فازت كرواتيا في مباراة واليونان في أخرى وتعادلا مرتين.

***

"مواجهة مثيرة بين جمهورية إيرلندا والدنمارك"

تقارب المستوى عنوان لمباراة الدنمارك وجمهورية إيرلندا في الملحق الأوروبي، ويأمل المنتخب الدنماركي بإستعادة ذكريات الزمن الجميل وبالتحديد فترة التسعينات عندما توج وبطريقة دراماتيكية بلقب كأس أمم أوروبا 1992، فقد شاركت في اللحظات الأخيرة كبديلة ليوغسلافيا بسبب الحرب، وفي التصفيات الحالية نجح المنتخب الدنماركي من احتلال المركز الثاني خلف رفقاء ليفاندوفسكي، ليستمر مشوارها في التأهل للعرس العالمي للمرة الخامسة في تاريخها.

وحافظ منتخب إيرلندا على فرصته في المشاركة بالمونديال العالم بعد الإنتصار الثمين، خارج قواعده على حساب منتخب ويلز القوي ليقتل حلم غاريث بيل في الظهور للمرة الأولى في المونديال، لتأتي خلف منتخب صربيا التي خطفت البطاقة المباشرة، وتتمنى الجماهير الإيرلندية بتأهل منتخبها للمرة الرابعة في المحفل العالمي والأول منذ مشاركته في المونديال الآسيوي عام 2002.

والتقى الفريقان رسمياً في 10 مباريات، فازت الدنمارك في 3 مباريات وإيرلندا أيضاً في 3 أخرى وتعادلا في 4 مواجهات.

***

"سويسرا الأقرب... وإيرلندا الشمالية تحلم"

على الورق تعبتر هذي المواجهة بين سويسرا وإيرلندا الشمالية هي الأضعف ضمن المواجهات الأربع في الملحق الأوروبي، وكان رفقاء شاكيري على بعد خطوة من التأهل المباشر ولكن هزيمتهم أمام "برازيل أوروبا" المنتخب البرتغالي، بهدفين نظيفين في الجولة الأخيرة ألقت بها لخوض غمار الملحق، وتسعى سويسرا للتأهل لكأس العالم للمرة الحادية عشرة في تاريخها والرابعة على التوالي.

ويحلم منتخب إيرلندا الشمالية في الظهور بكأس العالم للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، حيث تعود آخر مشاركة له في مونديال المكسيك عام 1986، وتمكنت ايرلندا الشمالية من خطف المركز الثاني خلف الماكينات الألمانية متفوقةً على منتخبات ليست بالسهلة مثل جمهورية التشيك والنرويج.

وتواجه المنتخبان رسمياً مرتين، وكان ذلك في تصفيات تصفيات كأس العالم 1966 التي أقيمت في إنجلترا حيث تقاسم الفريقان الفوز في مباراة لكل منهما.

‏‫