سكاي سبورت – فوز زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني بجائزة أفضل مدرب في العالم لم يكن مستغرباً للكثيرين في عالم كرة القدم حينما نأخذ بعين الاعتبار عملية تحقيق الألقاب كأولوية ومعيار رئيس للاختيار، الفرنسي حقق العديد من الألقاب الهامة خلال الأشهر القليلة الماضية أهمها لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
وبناءً على نفس المعيار فإن ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام هوتسبير يحظى باهتمام ومتابعة أقل من الجماهير ووسائل الإعلام مقارنة بالمدربين الخمسة المتبقين لما يعرف بـ"الستة الكبار" في إنجلترا.
الألقاب شيء هام في مسيرة المدرب بالوقت الحالي بشكل أكبر من اللاعبين، فإن كان اللاعب ليس هو المحرك الرئيس لتحقيق الألقاب، وربما يوضع في سجله أنه أحرز لقب كبير وهو لم يشارك في البطولة سوى لبضعة دقائق، فإن الوضع مختلف للمدرب لأنه المحرك الرئيسي للآلة بل ومهندسها وصانعها، لذلك تصب الألقاب في اختيار المدرب الأفضل كل عام.
بوتشيتينو كما نعلم جميعاً مازال يحلم بحصد لقبه الأول في عالم كرة القدم، في الوقت الذي يملك خلاله جوزيه مورينيو 8 ألقاب دوري، فيما يملك بيب غوارديولا 6 ألقاب دوري، وآرسين فينجر وأنطونيو كونتي يملكان 4 ألقاب دوري، ويبقى لقبان في حوزة يورجن كلوب.
لكن هل الألقاب هو المعيار الوحيد الذي يجب أن نقيس من خلاله جودة المدرب؟ ماذا عن الإمكانات التي يملكها والمهيأة له؟ ماذا كان يتوقع منه تحقيقه في وظيفته وكم هي المسافة التي استطاع خلالها تخطي الهدف المرسوم؟ هل يعمل على تحسين مستوى اللاعبين والفريق؟ هل يعمل على تعظيم فرصة تحقيق النجاح للنادي في الفترة المقبلة؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد لنا بشكل أكثر دقة مدى جودة المدرب.
توتنهام يملك أعلى عدد من النقاط في المواسم الثلاث الأخيرة في الدوري الإنجليزي، صحيح أنه لم يحقق اللقب لكن في ذلك دلالة على أن المدرب قادر على تحقيق نجاح مستدام. ويجب عدم نسيان أنه وضعت بين يديه ميزانية متواضعة جداً واستطاع استغلالها بأفضل طريقة، في ذات الوقت استطاع تحسين قيم وأهداف النادي، وزرع أفكاره في مجموعة من اللاعبين الشبان الذين أصبحوا شغوفين بها.
بوتشيتينو يتبع عدة أساليب مختلفة ومتنوعة لتطوير قدرات لاعبيه، كما يعمل على الجانب النفسي لاستخراج أفضل ما لديهم، هاري كين أحد الأمثلة على ذلك حيث منحه المدرب معالجة صامته حينما شعر بأن اللاعب يريد التحدث معه. ماوريسيو انتظر لفترة طويلة حتى يدفع كين للحديث معه.
هاري كين قال عن مدربه "لا توجد طريقة لأشكره على ما فعله لي، إنه يجعل اللاعبين يصلون لمستوى مختلف تماماً معه. باعتقادي هو أفضل مدرب في العالم"..
في ذات الوقت لا يبدو بوتشيتينو مقتنعاً بفكرة العمل بطريقة وقالب واحد لا يتغير في عالم كرة القدم، فهو يظهر مرونة كبيرة للتعامل مع عدة مدارس مختلفة، هو يحب مثلاً الاستحواذ على الكرة والسيطرة على الملعب مثل بيب جوارديولا، لكن ليس لديه مشكلة في العودة للدفاع واللعب على الهجمات المرتدة في بعض المباريات مثل مورينيو، كما يحب اتباع الضغط العالي الفتاك مثل كلوب.
جماهير توتنهام رغم ذلك تتناقش حول مرونة فكر بوتشيتينو باعتبار أنه لم يجلب الألقاب حتى الآن، لكن ما يجب على الجماهير والإدارة فهمه هنا بألا ينظروا لما تحقق بالماضي، بل لما سيتحقق في المستقبل، لأن الألقاب في طريقها إلى خزائن توتنهام.
فينجر ومورينيو على سبيل المثالي حققوا ألقاب عظيمة بالماضي، لكن نظرتهم كانت تتمحور حول ذلك الموسم، وليس نظرة بعيدة المدى، عكس بوتشيتينو تماماً. هذا بالضبط ما تحدث عنه رئيس ساوثهامتون حينما جلب ماوريسيو إلى إنجلترا عام 2013:
"هدفنا تطوير النادي على المدى البعيد. بوتشيتينو سيساعدنا بذلك لأنه يؤمن بأن النجاح الكبير يتحقق باللاعبين الصغار عبر وضع طريق واضح لهم من الأكاديمية إلى الفريق الأول، مع خلق فلسفة واضحة للنادي تمكنهم من الاستمرار لأطول فترة ممكنة معنا".
هذا ما يجب أن نعرفه حول بوتشيتينو، ولذلك يجب أن نفهم بأن الألقاب في طريقها لخزائن توتنهام.
* مقال مترجم من سكاي سبورت – آدم باتي
{{ article.visit_count }}
وبناءً على نفس المعيار فإن ماوريسيو بوتشيتينو مدرب توتنهام هوتسبير يحظى باهتمام ومتابعة أقل من الجماهير ووسائل الإعلام مقارنة بالمدربين الخمسة المتبقين لما يعرف بـ"الستة الكبار" في إنجلترا.
الألقاب شيء هام في مسيرة المدرب بالوقت الحالي بشكل أكبر من اللاعبين، فإن كان اللاعب ليس هو المحرك الرئيس لتحقيق الألقاب، وربما يوضع في سجله أنه أحرز لقب كبير وهو لم يشارك في البطولة سوى لبضعة دقائق، فإن الوضع مختلف للمدرب لأنه المحرك الرئيسي للآلة بل ومهندسها وصانعها، لذلك تصب الألقاب في اختيار المدرب الأفضل كل عام.
بوتشيتينو كما نعلم جميعاً مازال يحلم بحصد لقبه الأول في عالم كرة القدم، في الوقت الذي يملك خلاله جوزيه مورينيو 8 ألقاب دوري، فيما يملك بيب غوارديولا 6 ألقاب دوري، وآرسين فينجر وأنطونيو كونتي يملكان 4 ألقاب دوري، ويبقى لقبان في حوزة يورجن كلوب.
لكن هل الألقاب هو المعيار الوحيد الذي يجب أن نقيس من خلاله جودة المدرب؟ ماذا عن الإمكانات التي يملكها والمهيأة له؟ ماذا كان يتوقع منه تحقيقه في وظيفته وكم هي المسافة التي استطاع خلالها تخطي الهدف المرسوم؟ هل يعمل على تحسين مستوى اللاعبين والفريق؟ هل يعمل على تعظيم فرصة تحقيق النجاح للنادي في الفترة المقبلة؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد لنا بشكل أكثر دقة مدى جودة المدرب.
توتنهام يملك أعلى عدد من النقاط في المواسم الثلاث الأخيرة في الدوري الإنجليزي، صحيح أنه لم يحقق اللقب لكن في ذلك دلالة على أن المدرب قادر على تحقيق نجاح مستدام. ويجب عدم نسيان أنه وضعت بين يديه ميزانية متواضعة جداً واستطاع استغلالها بأفضل طريقة، في ذات الوقت استطاع تحسين قيم وأهداف النادي، وزرع أفكاره في مجموعة من اللاعبين الشبان الذين أصبحوا شغوفين بها.
بوتشيتينو يتبع عدة أساليب مختلفة ومتنوعة لتطوير قدرات لاعبيه، كما يعمل على الجانب النفسي لاستخراج أفضل ما لديهم، هاري كين أحد الأمثلة على ذلك حيث منحه المدرب معالجة صامته حينما شعر بأن اللاعب يريد التحدث معه. ماوريسيو انتظر لفترة طويلة حتى يدفع كين للحديث معه.
هاري كين قال عن مدربه "لا توجد طريقة لأشكره على ما فعله لي، إنه يجعل اللاعبين يصلون لمستوى مختلف تماماً معه. باعتقادي هو أفضل مدرب في العالم"..
في ذات الوقت لا يبدو بوتشيتينو مقتنعاً بفكرة العمل بطريقة وقالب واحد لا يتغير في عالم كرة القدم، فهو يظهر مرونة كبيرة للتعامل مع عدة مدارس مختلفة، هو يحب مثلاً الاستحواذ على الكرة والسيطرة على الملعب مثل بيب جوارديولا، لكن ليس لديه مشكلة في العودة للدفاع واللعب على الهجمات المرتدة في بعض المباريات مثل مورينيو، كما يحب اتباع الضغط العالي الفتاك مثل كلوب.
جماهير توتنهام رغم ذلك تتناقش حول مرونة فكر بوتشيتينو باعتبار أنه لم يجلب الألقاب حتى الآن، لكن ما يجب على الجماهير والإدارة فهمه هنا بألا ينظروا لما تحقق بالماضي، بل لما سيتحقق في المستقبل، لأن الألقاب في طريقها إلى خزائن توتنهام.
فينجر ومورينيو على سبيل المثالي حققوا ألقاب عظيمة بالماضي، لكن نظرتهم كانت تتمحور حول ذلك الموسم، وليس نظرة بعيدة المدى، عكس بوتشيتينو تماماً. هذا بالضبط ما تحدث عنه رئيس ساوثهامتون حينما جلب ماوريسيو إلى إنجلترا عام 2013:
"هدفنا تطوير النادي على المدى البعيد. بوتشيتينو سيساعدنا بذلك لأنه يؤمن بأن النجاح الكبير يتحقق باللاعبين الصغار عبر وضع طريق واضح لهم من الأكاديمية إلى الفريق الأول، مع خلق فلسفة واضحة للنادي تمكنهم من الاستمرار لأطول فترة ممكنة معنا".
هذا ما يجب أن نعرفه حول بوتشيتينو، ولذلك يجب أن نفهم بأن الألقاب في طريقها لخزائن توتنهام.
* مقال مترجم من سكاي سبورت – آدم باتي