يوسف ألبي

يراود جيل منتخب كرواتيا الحالي الذكريات الرائعة والحدث الاستثنائي لمنتخبها في مونديال فرنسا 98، التي لا يمكن نسيانها والتي لا تغيب عن بال أي متابع رياضي عاشق للعبة كرة قدم، حيث أبهر الكروات الجميع منذ قرابة عقدين من الزمن بالتمام والكمال، ونجحوا بجيل رائع يتقدمهم الهداف دافور سوكر وروبرت بروسينتشكي وزفونيمير بوبان وغيرهم من اللاعبين من تحقيق المركز الثالث، متفوقة على منتخبات عملاقة وكبيرة مثل ألمانيا وهولندا ورومانيا، حيث خسرت نصف النهائي بصعوبة بالغة من مستضيف البطولة المنتخب الفرنسي، بهدفين مقابل هدف، حيث كانت تلك المشاركة إلى يومنا هذا هي الأفضل في تاريخ للكرة الكرواتية حديثة النشأة آنذاك.

الآن وبعد مرور 20 عاماً على الفوز بالمركز الثالث في المونديال الفرنسي، يحلم المنتخب الكرواتي في تكرار السيناريو ذاته، ولم لا يتم تحقيق إنجاز أفضل من ذلك في مونديال روسيا الصيف القادم، ويعد الجيل الحالي من أفضل الأجيال التي مرت على الكرة الكرواتية إن لم تكن أفضلها على الإطلاق، حيث يضم العديد من اللاعبين المتألقين في الدوريات الأوروبية الكبرى وعلى رأسهم نجمي ريال مدريد لوكا مودريتش وماتيو كوفاتشيتش، ولاعب خط وسط برشلونة إيفان راكيتيتش، والمتألق مع يوفنتوس ماريو ماندزوكيتش، ولاعب إنتر ميلان إيفان بيريشيتش وغيرهم من اللاعبين فجميعهم لديهم القدرة والموهبة والحماس لتحقيق أفضل النتائج في المونديال موسكو القادم.

ونجح المدرب زلاتكو فويوفيتش من قيادة كرواتيا بنجاح، خصوصاً أنه تم تعيينه من قبل الاتحاد الكرواتي لكرة القدم خلفاً للمدرب المقال أنتي تشاتشيتش في فترة حرجة، حيث كان لزماً على المدرب الجديد تخطي أوكرانيا على أرضها في العاصمة الأوكرانية كييف بالجولة الأخيرة من التصفيات، ونجح في تحقيق المطلوب والفوز بهدفين نظيفين، وبعد ذلك عبور الملحق الأوروبي الصعب وفوزه على المنتخب اليوناني في مجموع المبارتين بأربعة أهداف مقابل هدف في طريقه لحجز تذكرة العبور لروسيا.

وبعد الفوز بالمركز الثالث وفي مشاركته الأولى في مونديال 1998 في فرنسا، خاض المنتخب الكرواتي نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، و2006 في ألمانيا، و2014 في البرازيل، ولكنه خرج في تلك النسخ من دور المجموعات، ويأمل رفقاء مودريتش من كسر تلك النحس وتخطي دور المجموعات والذهاب بعيداً في مونديال روسيا الصيف القادم، لتكون تلك المشاركة مشابهة أو أفضل من مونديال فرنسا 98 لتكون بطولة خالدة في تاريخ الكرة الكرواتية.