كان إيفرتون يقدم بالفعل أداء ضعيفا هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لكن خسارته المذلة 5-1 أمام ضيفه أتلانتا الإيطالي في جوديسون بارك في الدوري الأوروبي أمس الخميس بلغت به مرحلة متدنية جديدة. كانت نتيجة المباراة تحصيل حاصل للفريقين اللذين أخفقا في اجتياز دور المجموعات وبلوغ مرحلة خروج المغلوب في البطولة لكن الخسارة بهذه الطريقة سلطت الأضواء على عمق وحجم المشاكل التي طالت الفريق. وأبرز هذه المشاكل كان غياب مدرب الفريق. فقد مضى أكثر من شهر على إقالة المدرب السابق رونالد كومان ولم تظهر حتى الآن أي إشارة على تعيين من يحل محله بصورة دائمة. فسرعان ما تراجع الاهتمام المبدئي بالتعاقد مع سام الاردايس كما فشلت محاولات ضم ماركو سيلفا مدرب واتفورد وتراجعت إمكانية التعاقد بشكل دائم مع ديفيد أنسورث المدرب المؤقت بعد أن خسر أربع من ست مباريات خاضها الفريق تحت قيادته. ولتوضيح مدى التأخير في تعيين من يخلف كومان، فإن كريستال بالاس استغرق يوما واحدا فقط لتعيين روي هودجسون بدلا من الهولندي فرانك دي بور وعين وست هام يونايتد ديفيد مويز مدربا جديدا في اليوم التالي لإقالة الكرواتي سلافن بيليتش وتولى كلود بويل مهمة تدريب ليستر سيتي في غضون ثمانية أيام من إقالة المدرب السابق كريج شكسبير. أضف إلى هذا فإن ايفرتون يعاني من تراجع معدلات الأداء في معظم خطوط الفريق قبل أن يحل ضيفا بعد غد الأحد على ساوثامبتون في الدوري الممتاز.
ويقبع ايفرتون في المركز 16 في جدول الترتيب برصيد 12 نقطة في 12 مباراة تضمنت مواجهة الفرق الستة الأولى في جدول الترتيب. ولا يمكن توجيه اللوم إلى حارس المرمي جوردان بيكفورد لكن زملاءه المنضمين حديثا في صفقات باهظة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية وهم جيلفي سيجوردسون ومايكل كين ودافي كلاسن لم يتأقلموا بعد مع الفريق. أما وين روني فلم يملأ بشكل كامل الفراغ التهديفي الذي خلفه روميلو لوكاكو بعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد في يوليو تموز الماضي. وقال توني كوتي مهاجم ايفرتون السابق لمحطة سكاي سبورتس إستراتيجية الانتقالات كانت ضعيفة للغاية من جانب ايفرتون خاصة بعد ما حصل عليه الفريق من أموال نظير صفقة لوكاكو. "عندما تبيع هدافا يسجل 25 هدفا في الموسم وتحصل على 75 مليون جنيه استرليني ثم تشتري ثلاثة مهاجمين دون أن تملك رأس حربة. فإن ايفرتون يكون قد افتقد لنقطة محورية". أما النتيجة فكانت ظهور لاعبي ومشجعي ايفرتون على حد سواء في صورة أبعد ما تكون عن الروح المعنوية العالية أو الثقة في النفس. ويُعرف عن مشجعي ايفرتون أنهم من أكثر المشجعين انتماء وتحمسا في البلاد. لكن مدرجات الملعب في مباراة أتلانتا لم تمتلئ بأكثر من نصف سعتها وذلك بحضور 17431 متفرجا.
ووجد انسورث نفسه مضطرا لطرح تساؤلات حول مدى جدية والتزام لاعبيه بعد الأداء الضعيف في المباراة. وقال انسورث "طلبت من اللاعبين التألق من أجل إثبات جدارتهم بالمشاركة في مباراة الأحد لكن أغلبهم لم يفعل ذلك".
وسيكون من الصعوبة بمكان أن يخرج ايفرتون من هذه الأزمة التي تعصف به والتي اتضح بعد مباراة أمس الخميس أنها أكبر وأعمق مما كانت تبدو عليه.