أحمد التميمي

أسهم تأهل خمسة فرق إنجليزية إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في إفراز قرعة غير متوازنة، حيث أن قوانين البطولة تمنع المواجهات بين فريقين من نفس البلد، وهذا ما أدى إلى 3 نهائيات مبكرة ستسهم على الأقل في خروج 3 فرق كبيرة من البطولة، مما سيؤثر بشكل كبير على المستوى الفني للمباريات في الأدوار القادمة، والحضور الجماهيري.

في هذا المقال نستعرض أبرز نقاط القوة والضعف لدى الفرق المتواجهة في النهائيات الثلاثة، وأهم المواجهات الجانبية التي ستشهدها تلك المباريات.

***

يوفنتوس X توتنهام

هذه المباراة هي إحدى النهائيات الثلاثة، من ناحية تاريخية، فإسم السيدة العجوز هو الأكبر أوروبياً، لكن بالنظر للمعطيات الحالية فالفريقين في حالة تكافؤ في المستوى. اليوفي يملك الدافع والرغبة لتعويض إخفاقه الأوروبي في السنتين الماضيتين وتحقيق حلم بوفون بالفوز بدوري أبطال أوروبا، كما أن خروج إيطاليا من كأس العالم وتراجع مستوى الفرق الإيطالية قد يشكل دفعة معنوية للاعبي السيدة العجوز لإثبات علو كعبهم وتعويض تلك الخسائر. يوفنتوس يملك خط دفاعي قوي جداً بالإضافة إلى العملاق جيجي بوفون، وهذا ما سيسهم في جعل مرماهم حصيناً أمام الفريق اللندني. أما على الجانب الآخر، فهجوم توتنهام يعتبر من الأقوى أوروبياً بقيادة هاري كين و ديلي آلي، وهذا ما كان واضحاً في مواجهة الفريق الأخيرة أمام ريال مدريد.

***

ريال مدريد X باريس سان جيرمان

النهائي الثاني في دور الستة عشر، والتي قد تكون المواجهة الأغلى من ناحية القيمة السوقية للاعبي الفريقين، والمواجهة الأصعب لكلا الفريقين، حيث لم يكن أحد من الطرفين يتمنى ملاقاة الآخر في هذه المرحلة. ريال مدريد يملك خبرة أوروبية كبيرة تمثلت في 12 بطولة دوري أبطال، وهو الفريق الوحيد الذي حصل على بطولتي دوري أبطال في سنتين متتاليتين في العامين الماضيين. على الرغم من تذبذب مستوى الفريق الملكي في الليغا الإسبانية، إلا أن الفريق دائماً ما يكون مستواه مغايراً في البطولات القارية. ريال مدريد كان قد حصل على بطولة كأس العالم للأندية بعد فوزه على نادي غريميو البرازيلي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهذا قد يكون سلاح ذو حدين، فهو إما أنه سيدفع بالفريق للمزيد من الانتصارات الأوروبية وتحسين وضع الفريق محلياً، أو أنه سيخلق حالة من التشبع لدى عناصر الفريق بعد أن حصد كل البطولات الممكنة منذ تولي زين الدين زيدان زمام الأمور الفنية بالفريق. كما أن عودة غاريث بيل للفريق، سيزيد من القوة الهجومية للفريق بجوار أفضل لاعب بالعالم كرستيانو رونالدو، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما. الفريق الباريسي يملك طموحاً عالياً، بالظفر بالبطولة، وهو الذي يملك أقوى خط هجوم أوروبي لحد الآن يضم نيمار البرازيلي اللاعب الأغلى في العالم، الشاب الواعد كيليان مبابي، والقناص الأوروغوياني كافاني. مشكلة باريس سان جيرمان تكمن في هشاشة الخط الدفاعي للفريق، وهذا ما تجلى واضحاً في مباراته الأخيرة أمام بايرن ميونخ، حيث كانت كل هجمات الفريق الألماني خطرة على مرمى أمراء باريس. المباراة لن تحتمل الأخطاء، فإن أي خطأ سيكون بمثابة رصاصة في قلب الفريق.

المباراة ستشهد مواجهتين جانبيتين، الأولى بين الأرجنتيني أنخيل دي ماريا وناديه السابق ريال مدريد، حيث كان دي ماريا أحد أهم العناصر التي ساهمت في فوز النادي الملكي بـ"العاشرة" في موسم 2013/2014. أما المواجهة الثانية، ستكون بين اللاعب الشاب كيليان مبابي و كرستيانو رونالدو، حيث يعتبر الأخير بمثابة القدوة لمبابي، الذي التقط له عدة صور مع اللاعب البرتغالي كما ظهرت عدة صور لغرفة نجم باريس سان جيرمان مزينة بصور كرستيانو رونالدو.

***

تشيلسي X برشلونة

النهائي المبكر الثالث، وهي مواجهة اعتدنا مشاهدتها في السنوات الأخيرة، ودائماً ما تحمل الكثير من الإثارة ما يجعلها عالقة في أذهان محبي كرة القدم الأوروبية. تشيلسي يبحث عن نفسه في هذه البطولة، بعد أن بدأت آمال الفوز بالدوري الإنجليزي بالتلاشي، إلا أن روح الجرينتا التي زرعها المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي في لاعبيه ستكون أحد عناصر الحسم. اعتدنا من كونتي أنه دائماً ما يملك الحلول التكتيكة للخروج بأفضل النتائج، كما أنه يملك عناصر هجومية فتاكة مثل ألفارو موراتا و إدين هازارد. على الجانب الآخر، يعيش نادي برشلونة الإسباني فترة جيدة مع مدربه الجديد إيرنيستو فالفيردي، حيث يتصدر الدوري الإسباني حالياً بفارق مريح عن أقرب منافسيه فالنسيا وريال مدريد. بالإضافة لذلك، فهم يملكون الورقة الرابحة في كل المباريات، ليونيل ميسي.

مواجهة عاطفية أخرى ستجمع بين بيدرو رودريغز وسيسك فابريغاس من جهة، وناديهما السابق من جهة أخرى. المواجهة ستكون صعبة على الطرفين، فكلاهما عاش فترات ذهبية مع الآخر لا يمكن نسيانها.