شهدت بطولة العيد الوطني لقفز الحواجز التي أقيمت الجمعة الماضي على ميدان الاتحاد الرياضي العسكري بالرفه بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى، وبرعاية كريمة وحضور سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة ورئيس لجنة قفز الحواجز الشيخ خالد بن محمد آل خليفة منافسات قوية في جميع المسابقات ومشاركة مميزة من قبل الفرسان والفارسات من مختلف الإسطبلات وبروز وجوه جديدة على منصات التتويج.

ولم تخلُ المسابقات من عنصر المفاجأة، حيث شهدت المسابقة الكبرى والتي أقيمت على كأس الفارس المرحوم أسامة بوزيد تنافساً قوياً وإثارة كبيرة لصعوبة المسلك التي وضعته اللجنة المنظمة وارتفاع الحواجز والذي يأتي ضمن خطتها هذا الموسم عندما وضعت استراتيجية مغايرة منذ بداية البطولات برفع مستوى الحواجز منذ أولى البطولات بعكس ما كانت تقوم به في المواسم الماضية نظراً لما وصلت إليه رياضة قفز الحواجز من مستوى لافت ومتطور والمستوى الفني والمتصاعد للفرسان.

ولم تخلُ إثارة الفرسان وحماسهم وإطلاق تحديهم في البطولة الماضية، حيث كان للفارس المخضرم سلمان فرج بوصابر تصريحه الخاص الذي قال فيه "من يقول إن الشياب راح زمنهم فهو من راح زمنه، الشايب عندما يتدرب جيداً وينتظم في برنامجه التدريبي يعطي في الميدان أحسن من الشباب، فعلى سبيل المثال البطل سامي الحداد من الرياضيين الكبار لكنه مازال يقدم الكثير ويحقق العديد من النتائج والسبب جهوده ومثابرته، ولا ننسى أن الخبرة تلعب دوراً كبيراً وفي النهاية هذا الميدان ياحميدان، وحتى على مستوى بطولات العالم فالكثير من بطولات قفز الحواجز يفوز بها متسابقون كبار، وبالطبع هذا لا ينطبق على جميع الفرسان الشباب، فهناك عدد كبير منهم متميز ومثابر ويسير على الطريق الصحيح ونتمنى لهم التوفيق في مشوارهم".

واستمر بوصابر قائلاً في حديثه " نتمنى وجود دعم أكثر، فتوافر المدربين الخبراء مثلاً والخيل المستوردة وإقامة المعسكرات كلها تساهم في رفع مستوى هذه الرياضة والتنافس فيها، فنحن في المملكة الحبيبة لدينا نخبة من الفرسان المتميزين والذين يمتلكون الإمكانيات العالية".

أما الفارس فاضل الحداد فقد وصف المسلك بالصعب والذي تطلب الكثير من التكنيك وقال " كان المسلك صعباً، أعتقد أنها استراتيجية المنظمين بأن يرفعوا من مستوى الصعوبة ما يزيد مستوى الإثارة والتشويق، تطلب المسلك تكنيكاً عالياً لا يأتي إلا من تدريب مكثف".

وأضاف الحداد أنه سيواصل تدريباته وتمارينه استعداداً للبطولة القادمة التي ستقام في الخامس من شهر يناير المقبل وهي بطولة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لقفز الحواجز، وقال "أشارك هذا الموسم بخيل قوية، وما يسعدني كثيراً أنني بدأت أظهر على منصة التتويج واحجز مقعداً فيها، الفضل الكبير بعد المولى عز وجل يعود لمدربي القدير علي عيسى الذي بدأت معه من نقطة الصفر وصولاً لهذا المستوى اليوم الذي سأواصل عليه وتحقيق المزيد من النتائج والمراكز الأولى".

الموسم الجديد لقفز الحواجز يشهد مشاركة نسائية مميزة ومتمثلة في تشكيل أول فريق نسائي من قبل إسطبل حوار في بادرة فريدة من نوعها على مستوى الرياضة النسائية عموماً ورياضة قفز الحواجز خصوصاً، حيث تأتي هذه المبادرة تماشياً مع توجهات وتطلعات ورؤى المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية والاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة وهي خطوة أولى لتشجيع العنصر النسائي على ممارسة رياضة الخيل وقفز الحواجز كانت خلفها السيدة هدى جناحي صاحبة شركة عز الخيل لمستلزمات الفروسية التي تواصل دعمها للاتحاد الملكي كشريك استراتيجي في تحقيق أعلى مستويات النجاح.

ووصفت الفارسة مريم تقي البطولة بالمتميزة، وقالت "هذا الموسم ارتفع عدد الفارسات المشاركات في مسابقات قفز الحواجز كثيراً، وهو يسعدنا جميعاً نحن الفارسات ونتمناه دوماً، والأمر المميز أنه تقرر تشكيل فريق نسائي للمرة الأولى حيث أن هذه الفكرة كانت تراودنا منذ فترة واليوم تم تنفيذها في خطوة مميزة وتشجيعية لجميع الفتيات وبالفعل تشجعت العديد من الفتيات، ونحن نحث كل الراغبات بالانضمام لهذه المسابقات، إن الرياضة النسائية في مملكتنا الحبيبة تحظى بدعم كبير وتطور مستمر بفضل الاهتمام من قبل القيادة الحكيمة، وهناك العديد من الفتيات اللاتي يمارسن رياضة ركوب الخيل وقفز الحواجز ولكنهن لسن جاهزات للمشاركة في مسابقات الموسم".

وأضافت تقي "البطولة هذا الموسم رائعة، بالنسبة لي كانت أول مشاركة في مسابقات الاتحاد منذ عام 2013، أجد اليوم تطوراً كبيراً في المستويات، بطولة العيد الوطني كانت رائعة وسأواصل تدريباتي مع بقية الفارسات للوصول لأفضل المستويات".

رغم المنافسات القوية التي شهدتها بطولة العيد الوطني لقفز الحواجز يوم الجمعة الماضي إلا أن عدم مشاركة الفارس المخضرم سامي غزوان بسبب الإصابة التي تعرضت لها فرسه أثناء التدريبات بشد عضلي، وعدم مشاركة الفارس المتألق علي عيسى لظروف خاصة كان له تأثيره على أجواء المنافسات، ويتطلع جميع الفرسان لعودة هذين الفارسين للمشاركة في البطولات القادمة، وكان هذه أمنية جميع الفرسان.

وانتهز فرسان وفارسات مملكة البحرين برفع أجمل التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى مقام القيادة الرشيدة بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى داعين المولى عز وجل أن يحفظ المملكة وقيادتها الحكيمة وشعبها والوفي ويديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن تشهد مزيداً من التقدم والازدهار.

كما ثمن الفرسان حضور سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة، ورئيس لجنة قفز الحواجز الشيخ خالد بن محمد آل خليفة ومتابعتهما جانباً من منافسات البطولة، حيث إن الدعم الكبير واللامحدود الذي يقدمانه إلى جانب جميع أعضاء مجلس الإدارة كان سبباً رئيساً في تطور مستوى المسابقات والإثارة والتحدي بين الفرسان، موجهين جزيل شكرهم وامتنانهم لسمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة ومؤكدين أنهم سيبذلون قصارى جهدهم من أجل إظهار رياضة قفز الحواجز بالشكل اللائق.

وفي كل بطولة تكون هناك جهود جبارة خلف الكواليس، حيث إن اللجنة المنظمة ولجنة التحكيم قامت بجهود كبيرة قبل البطولة من أجل تجهيز المسلك والأرضية لتكون مناسبة للمنافسات للفرسان وراحتهم وبما يحافظ على الخيل ودعم تعريضه للخطورة، وقد حيا جميع الفرسان هذه الجهود الجبارة مؤكدين أنه لولا ما يقوم به المنظمون والحكام لما أصبحت هذه المسابقات على هذا المستوى الاحترافي وتطبيق القوانين والاشتراطات الدولية.

وقدمت عائلة الفارس المرحوم أسامة بوزيد هدية تذكارية لسمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة تقديراً وعرفاناً لسموه وللاتحاد الملكي على تسمية المسابقة الكبرى باسم المرحوم تخليداً لذكراه ولكل ما قدمه لرياضة قفز الحواجز، مثمنين ومقدرين هذا الاهتمام والحرص بتسمية كأس المسابقة الكبرى باسم الفقيد.