يوسف ألبي
تميز العقد الأخير من الزمن بسطوع نجم اللاعبين الإسبان مجدداً بعد سنوات طويلة كان فيها الماتادور الإسباني ضيف شرف في البطولات الكبيرة.
إسبانيا ومنذ بطولة أمم أوروبا 2008 وإلى الآن وهو يرسم التألق في المحافل الدولية بأسلوب لعب كان مزيجاً بين المدرسة الهولندية الشاملة، والمدرسة البرازيلية الممتعة، ولاعبين ضمن جيل جميل وتاريخي يصعب تكراره في جميع الخطوط على المدى القريب أو البعيد، فكانت البطولات تأتي تباعاً لهذا الجيل مثل لقبي اليورو عامي 2008 و2012 ولقب كأس العالم الأول في تاريخ الكرة الإسبانية عام 2010.
ولعل السبب وراء إنجازات الكرة الإسبانية هو وفرة اللاعبين ذوي الجودة والقيمة العالية في الفترة الأخيرة، حيث شاهدنا الكثير من اللاعبين الذين برزوا بشكل كبير مع منتخبهم أو أنديتهم، سواء داخل أو خارج إسبانيا ليحققوا الإنجازات المتوالية، ولا شك أن كثرة إنتاج النجوم في الآونة الأخيرة وراءه أسباب كثيرة ومن الممكن أن نستخلصها في 3 خصال مهمة وجوهرية:
1- لا شك أن من أهم أسباب إبراز وصقل المواهب الإسبانية داخل المستطيل الأخضر، هي المدارس والأكاديميات التي تهتم باللاعب منذ البدايات وحتى جميع مراحله السنية، ومن أهم تلك الأكاديميات هي مدرسة ريال مدريد والمعروفة باسم "الكاستايا"، حيث أنجبت الكثير من النجوم، ففي ريال مدريد نشاهد داني كارفاخال لوكاس فاسكيز وناتشو، علاوة على أسنسيو القادم من مايوركا، وفي تشلسي الإنجليزي هناك ماركوس الونسو وألفارو موراتا، وفي إيطاليا نرى لاعب أنتر ميلان بارخا فاليرو ونجم نادي نابولي كاليخون، ويجب ألا ننسى المخضرم إيكر كاسياس حارس نادي بورتو البرتغالي وغيرهم من لاعبين مدرسة الميرينغي، كما أن مدرسة برشلونة الشهيرة بـ"لاماسيا" أنبعت لنا الكثير من اللاعبين الذين لهم الفضل الكبير في صناعة المجد للماتدور وبرشلونة وفي مقدمتهم تشافي هيرناديز وأندريس أنيستا وكارليس بويول وبوسكيتس ونجما تشلسي فابريغاس وبيدرو ولاعب بايرن ميونيخ ألكانتارا وغيرهم الكثير من لاعبي المدرسة الكتالونية.
كما أن مدرسة أتلتيكو مدريد أظهرت لنا مواهب عدة وأهمها هداف الفريق فيرناندو توريس وحارس مانشستر يونايتد دي خيا، وأكاديمية فالنسيا أيضاً نجحت في ولادة لاعبين مميزين مثل دافيد سيلفا لاعب مانشستر ستي والكبير دافيد فيا، ومدرسة الباسك والذي شاهدنا تألق لاعبيها في الوقت الحالي وبالتحديد في البريميرليغ مثل هيريرا مع اليونايتد وازبليكويتا مع تشلسي، وأخيراً مدرسة أشبيلية التي ساهمت في تألق لاعبين بارعين مثل لاعب ريال مدريد الحالي "المشاغب" سيرجيو راموس والمخضرم أنطونيو رييس، كل هؤلاء المدارس الفعالة والمنتجة ساهمت بجودة وقيمة لاعبيها في تألق المنتخب الإسباني وتحقيقه لثلاثة ألقاب كبرى في أربع سنوات فقط، بالإضافة إلى ألقابهم وبطولاتهم مع أنديتهم.
2- كثرة المدربين الإسبان أصحاب الكفاءة والقدرة العالية في الآونة الأخيرة، حيث ساعدوا على تطوير أداء اللاعبين سواء مع الأندية أو منتخب بلادهم، ولعل أبرزهم الراحل لويس اراجونيس الذي بدأ بالثورة في عام 2008 ونجح في تحقيق لقب كأس أوروبا مع الماتدور في العام ذاته، وفيسنتي ديل بوسكي الذي استلم قيادة إسبانيا بعد اراجونيس، حيث سار على نهج سلفه وحقق لقب كأس العالم عام 2010 لأول مرة في تاريخ إسبانيا، كما نجح في الحفاظ على كأس أوروبا وتحقيق لقبها عام 2012، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من المدربين أصحاب الجنسية الإسبانية الخارقين والمتألقين على مستوى الأندية، ولا شك أن في مقدمة هؤلاء المدربين الفيلسوف البارع بيب غوارديولا، الذي حقق المجد مع برشلونة وبايرن ميونيخ ويحاول أن يواصل التألق مع مانشستر ستي فهو متصدر البريميرليغ حالياً بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، ولويس انريكي الذي حقق بطولات عديدة مع العملاق الكتالوني، وأوناي أيمري الذي حقق إنجازاً غير مسبوق مع أشبيلية بتحقيقه لقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية، والمخضرم رافاييل بينيتيز الذي صال وجال في إسبانيا وأوروبا وحقق إنجازات كبيرة، وغيرهم من المدربين الإسبان الذين أتوا بالنفع في المقام الأول على اللاعب الإسباني.
3- انتشار اللاعبين واحترافهم في الدوريات الأوروبية، ففي السابق قلة ما نشاهد لاعبين إسباناً محترفين في باقي الدوريات بالقارة العجوز، أما الآن نشاهد كماً هائلاً من اللاعبين المحترفين، فلا غبار أن ذلك عامل إيجابي ساعد على تغيير شخصية وثقافة اللاعب الإسباني بسبب ذلك الاحتكاك، فلك أن تتخيل أن أكثر جنسية في البريميرليغ بعد الإنجليزية هي الإسبانية، بالإضافة إلى أن متصدر الكالتشيو نادي نابولي يملك أكثر لاعبين محترفين وهم الإسبان.
كل تلك المعطيات ساهمت بشكل كبير في تألق اللاعب الإسباني على الساحة الكروية سواء مع منتخب بلاده أو ناديه، ويأمل الماتدور في استعادة هيبته بنجومه المتميزين أصحاب الخبرة مثل المخضرم أنيستا وبوسكيتس وفابريغاس وراموس، والنجوم الواعدة وعلى رأسهم أسينسيو وإيسكو وكارفاخال وموراتا ودي خيا وغيرهم من اللاعبين، بعد إخفاق مونديال 2014 ويورو 2016 وتحقيق لقب المونديال في روسيا الصيف المقبل ولم لا وإسبانيا تملك كوكبة من أفضل اللاعبين في العالم.
{{ article.visit_count }}
تميز العقد الأخير من الزمن بسطوع نجم اللاعبين الإسبان مجدداً بعد سنوات طويلة كان فيها الماتادور الإسباني ضيف شرف في البطولات الكبيرة.
إسبانيا ومنذ بطولة أمم أوروبا 2008 وإلى الآن وهو يرسم التألق في المحافل الدولية بأسلوب لعب كان مزيجاً بين المدرسة الهولندية الشاملة، والمدرسة البرازيلية الممتعة، ولاعبين ضمن جيل جميل وتاريخي يصعب تكراره في جميع الخطوط على المدى القريب أو البعيد، فكانت البطولات تأتي تباعاً لهذا الجيل مثل لقبي اليورو عامي 2008 و2012 ولقب كأس العالم الأول في تاريخ الكرة الإسبانية عام 2010.
ولعل السبب وراء إنجازات الكرة الإسبانية هو وفرة اللاعبين ذوي الجودة والقيمة العالية في الفترة الأخيرة، حيث شاهدنا الكثير من اللاعبين الذين برزوا بشكل كبير مع منتخبهم أو أنديتهم، سواء داخل أو خارج إسبانيا ليحققوا الإنجازات المتوالية، ولا شك أن كثرة إنتاج النجوم في الآونة الأخيرة وراءه أسباب كثيرة ومن الممكن أن نستخلصها في 3 خصال مهمة وجوهرية:
1- لا شك أن من أهم أسباب إبراز وصقل المواهب الإسبانية داخل المستطيل الأخضر، هي المدارس والأكاديميات التي تهتم باللاعب منذ البدايات وحتى جميع مراحله السنية، ومن أهم تلك الأكاديميات هي مدرسة ريال مدريد والمعروفة باسم "الكاستايا"، حيث أنجبت الكثير من النجوم، ففي ريال مدريد نشاهد داني كارفاخال لوكاس فاسكيز وناتشو، علاوة على أسنسيو القادم من مايوركا، وفي تشلسي الإنجليزي هناك ماركوس الونسو وألفارو موراتا، وفي إيطاليا نرى لاعب أنتر ميلان بارخا فاليرو ونجم نادي نابولي كاليخون، ويجب ألا ننسى المخضرم إيكر كاسياس حارس نادي بورتو البرتغالي وغيرهم من لاعبين مدرسة الميرينغي، كما أن مدرسة برشلونة الشهيرة بـ"لاماسيا" أنبعت لنا الكثير من اللاعبين الذين لهم الفضل الكبير في صناعة المجد للماتدور وبرشلونة وفي مقدمتهم تشافي هيرناديز وأندريس أنيستا وكارليس بويول وبوسكيتس ونجما تشلسي فابريغاس وبيدرو ولاعب بايرن ميونيخ ألكانتارا وغيرهم الكثير من لاعبي المدرسة الكتالونية.
كما أن مدرسة أتلتيكو مدريد أظهرت لنا مواهب عدة وأهمها هداف الفريق فيرناندو توريس وحارس مانشستر يونايتد دي خيا، وأكاديمية فالنسيا أيضاً نجحت في ولادة لاعبين مميزين مثل دافيد سيلفا لاعب مانشستر ستي والكبير دافيد فيا، ومدرسة الباسك والذي شاهدنا تألق لاعبيها في الوقت الحالي وبالتحديد في البريميرليغ مثل هيريرا مع اليونايتد وازبليكويتا مع تشلسي، وأخيراً مدرسة أشبيلية التي ساهمت في تألق لاعبين بارعين مثل لاعب ريال مدريد الحالي "المشاغب" سيرجيو راموس والمخضرم أنطونيو رييس، كل هؤلاء المدارس الفعالة والمنتجة ساهمت بجودة وقيمة لاعبيها في تألق المنتخب الإسباني وتحقيقه لثلاثة ألقاب كبرى في أربع سنوات فقط، بالإضافة إلى ألقابهم وبطولاتهم مع أنديتهم.
2- كثرة المدربين الإسبان أصحاب الكفاءة والقدرة العالية في الآونة الأخيرة، حيث ساعدوا على تطوير أداء اللاعبين سواء مع الأندية أو منتخب بلادهم، ولعل أبرزهم الراحل لويس اراجونيس الذي بدأ بالثورة في عام 2008 ونجح في تحقيق لقب كأس أوروبا مع الماتدور في العام ذاته، وفيسنتي ديل بوسكي الذي استلم قيادة إسبانيا بعد اراجونيس، حيث سار على نهج سلفه وحقق لقب كأس العالم عام 2010 لأول مرة في تاريخ إسبانيا، كما نجح في الحفاظ على كأس أوروبا وتحقيق لقبها عام 2012، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من المدربين أصحاب الجنسية الإسبانية الخارقين والمتألقين على مستوى الأندية، ولا شك أن في مقدمة هؤلاء المدربين الفيلسوف البارع بيب غوارديولا، الذي حقق المجد مع برشلونة وبايرن ميونيخ ويحاول أن يواصل التألق مع مانشستر ستي فهو متصدر البريميرليغ حالياً بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، ولويس انريكي الذي حقق بطولات عديدة مع العملاق الكتالوني، وأوناي أيمري الذي حقق إنجازاً غير مسبوق مع أشبيلية بتحقيقه لقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات متتالية، والمخضرم رافاييل بينيتيز الذي صال وجال في إسبانيا وأوروبا وحقق إنجازات كبيرة، وغيرهم من المدربين الإسبان الذين أتوا بالنفع في المقام الأول على اللاعب الإسباني.
3- انتشار اللاعبين واحترافهم في الدوريات الأوروبية، ففي السابق قلة ما نشاهد لاعبين إسباناً محترفين في باقي الدوريات بالقارة العجوز، أما الآن نشاهد كماً هائلاً من اللاعبين المحترفين، فلا غبار أن ذلك عامل إيجابي ساعد على تغيير شخصية وثقافة اللاعب الإسباني بسبب ذلك الاحتكاك، فلك أن تتخيل أن أكثر جنسية في البريميرليغ بعد الإنجليزية هي الإسبانية، بالإضافة إلى أن متصدر الكالتشيو نادي نابولي يملك أكثر لاعبين محترفين وهم الإسبان.
كل تلك المعطيات ساهمت بشكل كبير في تألق اللاعب الإسباني على الساحة الكروية سواء مع منتخب بلاده أو ناديه، ويأمل الماتدور في استعادة هيبته بنجومه المتميزين أصحاب الخبرة مثل المخضرم أنيستا وبوسكيتس وفابريغاس وراموس، والنجوم الواعدة وعلى رأسهم أسينسيو وإيسكو وكارفاخال وموراتا ودي خيا وغيرهم من اللاعبين، بعد إخفاق مونديال 2014 ويورو 2016 وتحقيق لقب المونديال في روسيا الصيف المقبل ولم لا وإسبانيا تملك كوكبة من أفضل اللاعبين في العالم.