أحمد عطا
لم تعد كرة القدم مجرد 90 دقيقة يشاهدها المتابعون ثم ينصرفون إلى متابعة أعمالهم .. جملة سمعتها كثيراً على مدار السنوات الماضية وهي حقيقة بالفعل فكرة القدم والرياضة بشكل عام باتت صناعة في حد ذاتها.
الأمر لا يقتصر على فكرة بيع تذاكر المباريات أو عوائد البث بل إن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص باتت تؤثر على الكثير من الأصعدة وأحد أهم تلك التأثيرات هي السياحة.
فالمسافر الذي يأتي من أماكن خارج البلاد لمشاهدة مباراة لكرة القدم لا يدفع فقط ثمن التذكرة لحضور مباراة بل إنه يدفع ثمن تذكرة الطيران وكذلك سيمضي عدة ليالي في أحد الفنادق وسيتناول طعامه في أحد المطاعم كما لن يعود إلى بلاده إلا وهو يحمل حقيبة تحمل ما لذ وطاب من مشتريات .. كل هذه الأنشطة تعمل فقط لأن أحدهم قرر الذهاب لمشاهدة مباراة كرة قدم!
فإن نظرنا لإسبانيا، فهي تعد ثالث أكثر دول العالم جذباً للسياح بعد كلٍ من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بل إن بعض التقارير تشير مؤخراً إلى معادلتها لرقم الولايات المتحدة البالغ 75,6 مليون سائح سنوياً.
وفي بلدٍ بهذه الضخامة على مستوى السياح، لاتزال الرياضة قادرة على أن تحتل مكاناً هاماً على الخريطة السياحية إذ يشير تقرير للمعهد الوطني الإسباني للإحصاء أن عدد السياح الذين زاروا إسبانيا لأغراض رياضية في عام 2016 يبلغ 10,1 مليون سائح أدروا على الاقتصاد الإسباني ما يبلغ 12 مليار دولار.
الإسبان أنفسهم لم يكونوا خارج اللعبة، إذ تشير دراسة إسبانية بعنوان "السياحة الرياضية في إسبانيا" إلى أن الشعب الإسباني قام في عام 2014 بـ3,1 مليون رحلة لأسباب متعلقة بالرياضة، وهو رقم يفوق العام السابق له بـ 9% لكن المذهل أنه يفوق الرقم المرصود في 2009 بقرابة الـ51% ليصرفوا ما مجموعة 595 مليون يورو.
ولتقريب الأمور أكثر ومعرفة كيف يمكن أن تصنع من أحد الأماكن الرياضية مزاراً سياحياً فإنه يكفيك أن تعرف أن ملعب سانتياجو بيرنابيو هو رابع أكثر الأماكن زيارة في العاصمة الإسبانية مدريد بعد متحف رينا صوفيا، متحف البرادو والقصر الملكي، وبمجموع زوار سنوياً في عام 2016 يقدر بـ1,2 مليون زائر قاموا بجولة ملعب البيرنابيو، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة ماركا في أغسطس الماضي.
الأمر بات ظاهرة عالمية إذ تشير دراسة إسبانية أجراها الصحفيان أنتونيو ماتيو وأليكساندر مارتينيز أورتس إلى أنه هناك على الأقل 19 جنسية مختلفة تقوم بحضور مباريات الليغا كل أسبوع، وبطبيعة الحال فإن الجنسيات الأكثر حضوراً هي الأوروبيون ثم الآسيويون يليهم من جاءوا من قارتي أمريكا.
وبحسب أندير ميتشيلينا، العضو المنتدب لشركة تيكتبتس المتخصصة في بيع تذاكر المباريات، فإن عدد مشتري التذاكر الذين قاموا بالتعامل معهم في الشركة قد تضاعف 6 مرات مقارنة بعام 2012 مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يكون فيه أغلب الإسبان حريصين على شراء التذاكر ذات السعر المتدني والمتوسط، فإن القادمين من الخارج يميلون إلى شراء التذاكر باهظة الثمن وتذاكر الشخصيات الهامة أملاً في الحصول على تجربة استثنائية.
***
ما هي الجنسيات الأكثر زيارة لكل ملعب؟
وتشير نفس الدراسة إلى أن الأكثر زيارة لملعب سانتياجو بيرنابيو من الأجانب هم الفرنسيون بواقع 11,8% من التذاكر المباعة فيما يحتل الإنجليز الصدارة فيمن يزور ملعب كامب نو من الأجانب بـ12,3% من مجموع التذاكر.
المدهش هو أن الهولنديين يحتلون صدارة مرتادي ملعب رامون سانشيث بيثخوان، ملعب نادي إشبيلية، فيما يتربع الأرجنتينيون على صدارة قائمة من يزور ملاعب ميستايا "فالنسيا" وكذلك ملاعب أندية ديبورتيفو لاكورونيا، خيتافي ورايو باييكانو.
{{ article.visit_count }}
لم تعد كرة القدم مجرد 90 دقيقة يشاهدها المتابعون ثم ينصرفون إلى متابعة أعمالهم .. جملة سمعتها كثيراً على مدار السنوات الماضية وهي حقيقة بالفعل فكرة القدم والرياضة بشكل عام باتت صناعة في حد ذاتها.
الأمر لا يقتصر على فكرة بيع تذاكر المباريات أو عوائد البث بل إن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص باتت تؤثر على الكثير من الأصعدة وأحد أهم تلك التأثيرات هي السياحة.
فالمسافر الذي يأتي من أماكن خارج البلاد لمشاهدة مباراة لكرة القدم لا يدفع فقط ثمن التذكرة لحضور مباراة بل إنه يدفع ثمن تذكرة الطيران وكذلك سيمضي عدة ليالي في أحد الفنادق وسيتناول طعامه في أحد المطاعم كما لن يعود إلى بلاده إلا وهو يحمل حقيبة تحمل ما لذ وطاب من مشتريات .. كل هذه الأنشطة تعمل فقط لأن أحدهم قرر الذهاب لمشاهدة مباراة كرة قدم!
فإن نظرنا لإسبانيا، فهي تعد ثالث أكثر دول العالم جذباً للسياح بعد كلٍ من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بل إن بعض التقارير تشير مؤخراً إلى معادلتها لرقم الولايات المتحدة البالغ 75,6 مليون سائح سنوياً.
وفي بلدٍ بهذه الضخامة على مستوى السياح، لاتزال الرياضة قادرة على أن تحتل مكاناً هاماً على الخريطة السياحية إذ يشير تقرير للمعهد الوطني الإسباني للإحصاء أن عدد السياح الذين زاروا إسبانيا لأغراض رياضية في عام 2016 يبلغ 10,1 مليون سائح أدروا على الاقتصاد الإسباني ما يبلغ 12 مليار دولار.
الإسبان أنفسهم لم يكونوا خارج اللعبة، إذ تشير دراسة إسبانية بعنوان "السياحة الرياضية في إسبانيا" إلى أن الشعب الإسباني قام في عام 2014 بـ3,1 مليون رحلة لأسباب متعلقة بالرياضة، وهو رقم يفوق العام السابق له بـ 9% لكن المذهل أنه يفوق الرقم المرصود في 2009 بقرابة الـ51% ليصرفوا ما مجموعة 595 مليون يورو.
ولتقريب الأمور أكثر ومعرفة كيف يمكن أن تصنع من أحد الأماكن الرياضية مزاراً سياحياً فإنه يكفيك أن تعرف أن ملعب سانتياجو بيرنابيو هو رابع أكثر الأماكن زيارة في العاصمة الإسبانية مدريد بعد متحف رينا صوفيا، متحف البرادو والقصر الملكي، وبمجموع زوار سنوياً في عام 2016 يقدر بـ1,2 مليون زائر قاموا بجولة ملعب البيرنابيو، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة ماركا في أغسطس الماضي.
الأمر بات ظاهرة عالمية إذ تشير دراسة إسبانية أجراها الصحفيان أنتونيو ماتيو وأليكساندر مارتينيز أورتس إلى أنه هناك على الأقل 19 جنسية مختلفة تقوم بحضور مباريات الليغا كل أسبوع، وبطبيعة الحال فإن الجنسيات الأكثر حضوراً هي الأوروبيون ثم الآسيويون يليهم من جاءوا من قارتي أمريكا.
وبحسب أندير ميتشيلينا، العضو المنتدب لشركة تيكتبتس المتخصصة في بيع تذاكر المباريات، فإن عدد مشتري التذاكر الذين قاموا بالتعامل معهم في الشركة قد تضاعف 6 مرات مقارنة بعام 2012 مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يكون فيه أغلب الإسبان حريصين على شراء التذاكر ذات السعر المتدني والمتوسط، فإن القادمين من الخارج يميلون إلى شراء التذاكر باهظة الثمن وتذاكر الشخصيات الهامة أملاً في الحصول على تجربة استثنائية.
***
ما هي الجنسيات الأكثر زيارة لكل ملعب؟
وتشير نفس الدراسة إلى أن الأكثر زيارة لملعب سانتياجو بيرنابيو من الأجانب هم الفرنسيون بواقع 11,8% من التذاكر المباعة فيما يحتل الإنجليز الصدارة فيمن يزور ملعب كامب نو من الأجانب بـ12,3% من مجموع التذاكر.
المدهش هو أن الهولنديين يحتلون صدارة مرتادي ملعب رامون سانشيث بيثخوان، ملعب نادي إشبيلية، فيما يتربع الأرجنتينيون على صدارة قائمة من يزور ملاعب ميستايا "فالنسيا" وكذلك ملاعب أندية ديبورتيفو لاكورونيا، خيتافي ورايو باييكانو.