مازال جمهور النصر يرى في الأوروغوياني كارينيو، أفضل من قاد دفة الفريق منذ فترة طويلة، بترديدهم لاسمه بين حين وآخر، ورفع لافتات تحمل صورته كل ما سنحت الفرصة.
وتعلقت جماهير النصر بصاحب الشعر الأبيض، كتعلق أنصار ناديي برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي بأسطورتيهما التدريبيتين بيب غوارديولا والسير أليكس فيرغسون، ولا يكاد ينفك جماهير الناديين من الحلم بإعادة غوارديولا أو فيرغسون جديد في كل مدرب يقود برشلونة ويونايتد.
وتأصل حب غوارديولا في قلوب أنصار النادي الكتالوني كونه ابن النادي أولاً، ولاستطاعته ابتكار طريقة جديدة في كرة القدم جمعت بين التمريرات الكثيرة الممتعة والأهداف الغزيرة التي قادت الفريق إلى منصات التتويج، بعد أن استطاع المدرب الأصلع جلب 14 بطولة مختلفة من أصل 18 ممكنة في 4 أعوام، كما قاد كتيبته بقيادة تشافي، إنييستا، وميسي إلى تحقيق 6 بطولات في موسم كروي واحد، وهو إنجاز لم يسبق لأحد قبله التفاخر به، ولا يبدو أن أحداً غيره يستطيع فعل ذلك حتى الآن.
وعاد مشجعو برشلونة بدافع عواطفهم في التمني بأن تيتو فيلانوفا، مساعد غوارديولا سابقاً، أو حتى تاتا مارتينو، سيكونون أفضل من يخلف العبقري الأصلع، ولكن لم يكن ذلك، ليأتي بعدهم لويس إنريكي، لاعب النادي سابقاً، ويبني آمالاً حول عودة "برشلونة غوارديولا" جديد، كما يكنى جيل ابن كتالونيا، إلا أن العبء كان أثقل من أن يحمله إنريكي.
وبعد بداية كادت أن تقوده إلى نهايته، فشل فيرغسون في عامين ونصف من النهوض بيونايتد المتذبذب، إلا أن الفوز ببطولة كأس إنجلترا موسم 1989 - 1990، ساهم في بدء مسيرة تاريخية في كرة القدم الأوروبية بقيادة المخضرم الأسكتلندي السير أليكس فيرغسون.
وبدأ السير بنحت ذكراه في قلب كل مشجع للشياطين الحمر بعد أن أزال الغريم الأزلي، نادي ليفربول، من اعتلاء زعامة الدوري الإنجليزي الممتاز، كما حقق ثلاثية عام 1999 دعت إليزابيث ملكة إنجلترا إلى تسميته وتشريفه بلقب "سير" وهو لقب لا يحظى بشرفه إلا من كان مدعاة فخر لبريطانيا، وهو ما فعله فيرغسون بعد أن قاد أول نادٍ بريطاني إلى تحقيق ثلاثية تاريخية.
وأنهى فيرغسون مسيرته مع يونايتد بـ38 بطولة متفرقة في 26 عاماً، تاركاً كل مشجعي يونايتد في حسرة على خروجه حتى اللحظة، ليدخل يونايتد بعدها في دوامة من المدربين لم يكونوا أهلا لقيادة مانشستر يونايتد.
وكان أول الضحايا وتوصية فيرغسون نفسه وابن جلدته ديفيد مويس، الذي استغنت عنه الإدارة لتردي النتائج وضغط الجماهير، ليأتي خلفاً له مخضرم آخر، الهولندي لويس فان غال، إلا أن استعانة الأخير بالعناصر الشابة لم تساهم في وضع بصمة واضحة لفريق يعد زعيم إنجلترا، قبل أن تقيله إدارة الشياطين الحمر، وتأتي بآخر يعد من أفضل المدربين في الوقت الحالي، وسبق وأن صرح في أكثر من موضع بأنه يود أن يكون "فيرغسون جديداً" مع مانشستر يونايتد، وهو البرتغالي جوزيه مورينيو، وهو أكبر اسم تدريبي استقطبته الإدارة في هذا المنصب منذ رحيل السير أليكس فيرغسون.
ودائماً ما يستذكر مشجعو النصر محبوبهم كارينيو بالعواطف الجياشة رغم قصر المدة التي أشرف فيها على الفريق العاصمي، إلا أن كل من يشجع أصفر العاصمة تعود بِه الذكريات إلى عام 2014، كلما سمع اسم كارينيو أو رأى صورته. وفي مباراة كأس السوبر السعودي والتي قاد فيها الإسباني كانيدا دفة النصر خلفا للأوروغوياني، شوهد عدد من الجماهير وهم يرفعون لافتة وضعت عليها صورة كارينيو، إلا أن النصر، ورغم إحرازه بطولة الدوري بعد كارينيو، لم يستطع إيجاد بديل يملأ فراغ عاطفة جماهيرهم ولاعبيهم، الذين كل ما جمعهم الطريق بكارينيو، تهافتوا عليه بالسلام والأحضان، ما يدل على وجود علاقة عميقة بين صاحب الشعر الأبيض وجميع من يرفع شعار أصفر العاصمة.