أحمد عطا
خسر ليفربول إحدى أهم مبارياته هذا الموسم بعد أن سقط أمام غريمه مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف في كلاسيكو إنجلترا المقام على ملعب أولد ترافورد، ليعجز يورجن كلوب عن هزيمة جوزيه مورينيو هذا الموسم، بعدما كان قد تعادل سلباً في مباراة الدور الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
عجز الريدز عن اختراق دفاعات اليونايتد كان واضحاً في أغلب فترات المباراة.. صحيح أن فريق يورجن كلوب استحق الحصول على ركلة جزاء واحدة على الأقل في المباراة كانت لتغير من الأمور أمور، لكن كثيرين رأوا أن الضيوف لم يصنعوا الكثير من الفرص بخلاف ذلك وتمكن مورينيو من تحقيق مبتغاه في الشوط الأول ليدافع عما حققه في الشوط الثاني.
البعض شكك في قدرات يورجن كلوب بعد هذه المباراة معتبراً أنها واحدة من تلك المباريات التي تكشف عن المستوى التدريبي الحقيقي للمدرب الألماني وضعفه التكتيكي بينما دافع آخرون عنه معتبرين مباراة السبت الماضي استثناءً لا يمكن البناء عليه.
هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض يتصور أن المدرب التكتيكي هو فقط من يدافع بشكل سليم ويغلق مناطقه أمام المنافس، وهؤلاء معذورون في اعتقادهم الخاطئ، فهم يسمعون كثيرًًا وصف "مباراة تكتيكية" في الأستوديوهات التحليلية مقترناً بالمباريات التي يغلب عليها الطابع الدفاعي، بل إن آخرين باتوا يسخرون من هذا الوصف معتبرين إياه محاولة لإقناع الناس بأن هذا وصف لطيف للمباريات المملة.
والحقيقة أنه لا مباراة بدون تكتيك إلا إذا ربما كنت تشاهد دوري الحي الخاص بيك، أما بخلاف ذلك فإن كل المباريات التي تشاهدها بجودة اتش دي وملاعب خلابة تشهد تكتيكاً بصورة أو بأخرى، وكل تحركات اللاعبين الجماعية والفردية في الملعب يكون التكتيك متداخلاً في جزء ليس بالهين منها أما الجزء الباقي فهو جزء يخضع لمدى الحرية التي يمنحها المدرب لارتجالية اللاعبين، وكذلك الجزء الذي يتعلق بالموقف الآني للعبة وتقييم اللاعب نفسه لما يحدث في تلك الآونة داخل الملعب.
لذلك فإن يورجن كلوب وغيره من المدربين جميعاً يضعون تكتيكاتهم، لكن ربما يمكن وصف المدرب الألماني بالمدرب الفذ تكتيكياً على المستوى الهجومي، المتوسط أو الضعيف تكتيكياً على المستوى الدفاعي.
فكلوب بشكل عام ومنذ أن كان في بروسيا دورتموند وتشكيلته لا تتمتع بتلك القوة الدفاعية التي تنتظرها في فرق بقيمة دورتموند وليفربول، وإن كان الأمر كان أفضل حالًا في الأول ففقط لأنه ربما كانت عناصر الفريق الدفاعية أفضل، فبكل تأكيد ألكساندر أرنولد أضعف دفاعياً من لوكاس بيتشك وروبيرتسون ليس بقوة شميلزر في عزه، أما قلوب الدفاع فحدث ولا حرج في ليفربول مقارنة بلاعبين من عينة ماتس هاملس ونيفين سوبوتيتش.
وإن تساءلت عن المعجزة التي تجعل دفاعاً يمتلك هاملس وسوبوتيتش وبيتشك وشميلزر ضعيفاً مقارنة بما يُنتظر منه، فإن مكمن الإجابة تظهر في نقطة قوة يورجن كلوب ألا وهي الهجوم الناري.
في دورتموند أو ليفربول كان كلوب دائماً ما يمتلك تكتيكات هجومية عظيمة لكن هذا الأمر كان يأتي أحياناً على حساب الدفاع، فعلى سبيل المثال كان كلوب يلعب بطريقة 4/2/3/1 في دورتموند لكنه كان يهاجم بـ7 لاعبين على الأقل كما كان إلكاي جوندوجان يمتلك أدوارًا هجومية كبيرة تجعله يترك وسط الملعب خالياً إلا من لاعب الارتكاز ما يسهل عملية شن هجمات مرتدة على الفريق.
أما في ليفربول فالأمر يزداد سوءاً على المستوى الدفاعي، فلتكتمل الصورة الهجومية للريدز، يكون على كلوب التضحية ببعض التحفظات الدفاعية المتوقعة لظهيري الجنب اللذين يقومان بعملية فتح الملعب، وهو أمر ضروري جداً لإيجاد المساحات الكافية لمحمد صلاح وساديو ماني للتحرك بين الظهير وقلب الدفاع المجاور له وبدون تقدم أرنولد وروبرتسون فإن الكماشة ستطبق بشكل كبير على جناحي الريدز الناريين اللذين يتحولان لما يشبه بالمهاجم لكن من جانب منطقة الجزاء وليس على طرف الملعب.
كما أن كلوب اضطر -ولديه الحق- أن يتخلص من هندرسون من التشكيل الأساسي لإبطائه اللعب بشكل كبير ليخسر الليفر عامل المفاجأة في نقل الهجمة للجانب الآخر بسرعة، وهو أمر اختفى بشكل كبير مع وجود لاعبين يمتلكون القدرات الفنية للتعامل مع الكرة بسرعة، كما هو الحال مع إيمري تشان وأخيراً أليكس تشامبرلين.
كل هذه عوامل تضعف الدفاع أكثر بعيداً عن القدرات الفردية المهترئة لبعض عناصر الدفاع ناهيك عن أن كلوب ربما يتناسى بعض الأمور التي لا يمكن أن تفوت على المدرب دفاعياً، فبعد تفوق لوكاكو على لوفرين في كرة أو اثنتين من الكرات الطولية كان لا بد من العمل على دخول فان دايك هذا المعترك بدلاً من لوفرين.. صحيح أن لوكاكو كان ربما هو من يتعمد أن يذهب للجانب المتواجد فيه لوفرين مع ثقة في براعة دي خيا على إيصال الكرة لهذه المنطقة، لكن ربما كان لينبه كلوب على فان دايك بالاقتراب خطوة أو اثنتين من هذا الصراع لضمان ألا يؤثر هذا التفوق على مسألة الكرة الثانية كما حدث بشدة في مباراة اليونايتد.
كل هذه الانتقادات لا تعني أن كلوب مدرب سيئ، بل هو أحدث نقلة كبيرة في ليفربول على المستوى الهجومي كما أن الفريق بدأ في استعادة قوته شيئاً فشيئاً بعد فترة مظلمة قبيل إقالة برندان رودجرز وهو لايزال يسير في الطريق الصحيح رغم رحيل كوتينيو، لكن ربما يجدر به تحسين تكتيكاته الدفاعية وعدم المبالغة في التضحية بها لعيون تكتيكاته الهجومية، لأنه أتى اليوم الذي لم يكن فيه الفريق في يومه هجومياً فدفع ثمن أخطاء الدفاع المعتادة.
خسر ليفربول إحدى أهم مبارياته هذا الموسم بعد أن سقط أمام غريمه مانشستر يونايتد بهدفين مقابل هدف في كلاسيكو إنجلترا المقام على ملعب أولد ترافورد، ليعجز يورجن كلوب عن هزيمة جوزيه مورينيو هذا الموسم، بعدما كان قد تعادل سلباً في مباراة الدور الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
عجز الريدز عن اختراق دفاعات اليونايتد كان واضحاً في أغلب فترات المباراة.. صحيح أن فريق يورجن كلوب استحق الحصول على ركلة جزاء واحدة على الأقل في المباراة كانت لتغير من الأمور أمور، لكن كثيرين رأوا أن الضيوف لم يصنعوا الكثير من الفرص بخلاف ذلك وتمكن مورينيو من تحقيق مبتغاه في الشوط الأول ليدافع عما حققه في الشوط الثاني.
البعض شكك في قدرات يورجن كلوب بعد هذه المباراة معتبراً أنها واحدة من تلك المباريات التي تكشف عن المستوى التدريبي الحقيقي للمدرب الألماني وضعفه التكتيكي بينما دافع آخرون عنه معتبرين مباراة السبت الماضي استثناءً لا يمكن البناء عليه.
هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض يتصور أن المدرب التكتيكي هو فقط من يدافع بشكل سليم ويغلق مناطقه أمام المنافس، وهؤلاء معذورون في اعتقادهم الخاطئ، فهم يسمعون كثيرًًا وصف "مباراة تكتيكية" في الأستوديوهات التحليلية مقترناً بالمباريات التي يغلب عليها الطابع الدفاعي، بل إن آخرين باتوا يسخرون من هذا الوصف معتبرين إياه محاولة لإقناع الناس بأن هذا وصف لطيف للمباريات المملة.
والحقيقة أنه لا مباراة بدون تكتيك إلا إذا ربما كنت تشاهد دوري الحي الخاص بيك، أما بخلاف ذلك فإن كل المباريات التي تشاهدها بجودة اتش دي وملاعب خلابة تشهد تكتيكاً بصورة أو بأخرى، وكل تحركات اللاعبين الجماعية والفردية في الملعب يكون التكتيك متداخلاً في جزء ليس بالهين منها أما الجزء الباقي فهو جزء يخضع لمدى الحرية التي يمنحها المدرب لارتجالية اللاعبين، وكذلك الجزء الذي يتعلق بالموقف الآني للعبة وتقييم اللاعب نفسه لما يحدث في تلك الآونة داخل الملعب.
لذلك فإن يورجن كلوب وغيره من المدربين جميعاً يضعون تكتيكاتهم، لكن ربما يمكن وصف المدرب الألماني بالمدرب الفذ تكتيكياً على المستوى الهجومي، المتوسط أو الضعيف تكتيكياً على المستوى الدفاعي.
فكلوب بشكل عام ومنذ أن كان في بروسيا دورتموند وتشكيلته لا تتمتع بتلك القوة الدفاعية التي تنتظرها في فرق بقيمة دورتموند وليفربول، وإن كان الأمر كان أفضل حالًا في الأول ففقط لأنه ربما كانت عناصر الفريق الدفاعية أفضل، فبكل تأكيد ألكساندر أرنولد أضعف دفاعياً من لوكاس بيتشك وروبيرتسون ليس بقوة شميلزر في عزه، أما قلوب الدفاع فحدث ولا حرج في ليفربول مقارنة بلاعبين من عينة ماتس هاملس ونيفين سوبوتيتش.
وإن تساءلت عن المعجزة التي تجعل دفاعاً يمتلك هاملس وسوبوتيتش وبيتشك وشميلزر ضعيفاً مقارنة بما يُنتظر منه، فإن مكمن الإجابة تظهر في نقطة قوة يورجن كلوب ألا وهي الهجوم الناري.
في دورتموند أو ليفربول كان كلوب دائماً ما يمتلك تكتيكات هجومية عظيمة لكن هذا الأمر كان يأتي أحياناً على حساب الدفاع، فعلى سبيل المثال كان كلوب يلعب بطريقة 4/2/3/1 في دورتموند لكنه كان يهاجم بـ7 لاعبين على الأقل كما كان إلكاي جوندوجان يمتلك أدوارًا هجومية كبيرة تجعله يترك وسط الملعب خالياً إلا من لاعب الارتكاز ما يسهل عملية شن هجمات مرتدة على الفريق.
أما في ليفربول فالأمر يزداد سوءاً على المستوى الدفاعي، فلتكتمل الصورة الهجومية للريدز، يكون على كلوب التضحية ببعض التحفظات الدفاعية المتوقعة لظهيري الجنب اللذين يقومان بعملية فتح الملعب، وهو أمر ضروري جداً لإيجاد المساحات الكافية لمحمد صلاح وساديو ماني للتحرك بين الظهير وقلب الدفاع المجاور له وبدون تقدم أرنولد وروبرتسون فإن الكماشة ستطبق بشكل كبير على جناحي الريدز الناريين اللذين يتحولان لما يشبه بالمهاجم لكن من جانب منطقة الجزاء وليس على طرف الملعب.
كما أن كلوب اضطر -ولديه الحق- أن يتخلص من هندرسون من التشكيل الأساسي لإبطائه اللعب بشكل كبير ليخسر الليفر عامل المفاجأة في نقل الهجمة للجانب الآخر بسرعة، وهو أمر اختفى بشكل كبير مع وجود لاعبين يمتلكون القدرات الفنية للتعامل مع الكرة بسرعة، كما هو الحال مع إيمري تشان وأخيراً أليكس تشامبرلين.
كل هذه عوامل تضعف الدفاع أكثر بعيداً عن القدرات الفردية المهترئة لبعض عناصر الدفاع ناهيك عن أن كلوب ربما يتناسى بعض الأمور التي لا يمكن أن تفوت على المدرب دفاعياً، فبعد تفوق لوكاكو على لوفرين في كرة أو اثنتين من الكرات الطولية كان لا بد من العمل على دخول فان دايك هذا المعترك بدلاً من لوفرين.. صحيح أن لوكاكو كان ربما هو من يتعمد أن يذهب للجانب المتواجد فيه لوفرين مع ثقة في براعة دي خيا على إيصال الكرة لهذه المنطقة، لكن ربما كان لينبه كلوب على فان دايك بالاقتراب خطوة أو اثنتين من هذا الصراع لضمان ألا يؤثر هذا التفوق على مسألة الكرة الثانية كما حدث بشدة في مباراة اليونايتد.
كل هذه الانتقادات لا تعني أن كلوب مدرب سيئ، بل هو أحدث نقلة كبيرة في ليفربول على المستوى الهجومي كما أن الفريق بدأ في استعادة قوته شيئاً فشيئاً بعد فترة مظلمة قبيل إقالة برندان رودجرز وهو لايزال يسير في الطريق الصحيح رغم رحيل كوتينيو، لكن ربما يجدر به تحسين تكتيكاته الدفاعية وعدم المبالغة في التضحية بها لعيون تكتيكاته الهجومية، لأنه أتى اليوم الذي لم يكن فيه الفريق في يومه هجومياً فدفع ثمن أخطاء الدفاع المعتادة.