برشلونة – علي حيدر
مارادونا، كرويف، ستويشكوف، روماريو، ريفالدو، كلويفرت، رونالدينهو، تشافي، انييستا، ليونل ميسي... أساطير حفرت اسمها وحجزت مكانها في تاريخ نادي برشلونة وكرة القدم عامةً. لطالما احتوى النادي الكتالوني نجوماً وأسماء لامعة صنعت الفارق وساهمت بتحقيق ألقابه وبناء مجده، إلا أن الجميع يتفق على أن الأرجنتيني ليونيل اندريس ميسي هو أفضل من وطأت قدمه أرضية الكامب نو. ففضلاً عن الألقاب الجماعية والجوائز الفردية والأرقام القياسية المهولة التي حققها ميسي مع فريقه، هو الآن من دون شك القطعة الأهم على أرض الملعب بفارق كبير عن بقية زملائه، فقدرته على التحكم بنسق المباراة وصنع اللعب وحتى إنهاء الهجمات جعلت مدربه يعتمد عليه بشكل رئيس من أجل حسم المباريات. وعلى الرغم من الموسم الجيد الذي يقدمه بعض اللاعبين أمثال تيرستيغن وأومتيتي وجوردي ألبا وسواريز وغيرهم، إلا أن مفتاح ما أنجزه برشلونة حتى الآن هو: ليونيل ميسي. ومن هذا المنطلق، بدأت فرضية " برشلونة من بعد ميسي" تلوح في الأفق مرفقةً ببعض التساؤلات المشككة...
* كيف سيكون برشلونة من دون ميسي؟
خسارة برشلونة أو أي فريق آخر للاعب يصنفه البعض الأفضل في التاريخ لها تداعيات كبيرة ومفصلية يجب على النادي أن يحذر منها ويحضر لها. فالقيمة الفنية التي يضيفها غير موجودة عند أي لاعب آخر في العالم، وبغياب ميسي عن الفريق في الأعوام الماضية لما كان برشلونة حقق كل ما حققه. والأمر الشبه المؤكد هو أن برشلونة بعد ميسي، لن أكون كما كان معه. لذلك يجب على الإدارة أن تكون واعية وحاضرة لهذه الفترة لأن ميسي لن يدوم إلى الأبد. ومن أجل هذا، يجب البحث عن توليفة من اللاعبين القادرين مع مرور الأعوام على الحفاظ على مكانة الفريق ولكن باعتماد أقل تدريجياً على ميسي الذي سيبلغ هذا الصيف عامه الواحد والثلاثين. هذه الخطوات الاحترازية ضرورية في المستقبل القريب وذلك من أجل تجنب أزمة ممكنة قد تجرد برشلونة من أقوى سلاح يملكه. "برشلونة دون ميسي" سيتضرر أيضاً على الصعيد التسويقي والاقتصادي، فصاحب الرقم 10 أصبح أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات، فضلاً عن كونه أيقونة وقدوة ملايين الأطفال والشباب حول العالم، وهذا من شأنه أن يفقد النادي الكاتالوني شيئاً من بريقه بعد اعتزاله...
* من يعوض ميسي؟
تعج الفرق حول العالم بالنجوم واللاعبين المميزين، إلا أن عملية تعويضه لاتكمن بالتوقيع مع لاعب أو إثنين... فمن من الأسماء المطروحة حالياً قادرة على تقديم ما قدمه ويقدمه الأرجنتيني؟ نيمار؟ هازارد؟ ديمبيلي أو مبابي في المستقبل؟ أم لاعب خرافي آخر سيشهده الوسط الكروي في الأعوام المقبلة ؟ لا أحد يعلم. ولكن ما يعلمه الجميع هو أنه في حاضرنا هذا، ولا أي لاعب قادر على استلام الراية من بعد ميسي. لذلك فتعويضه قد يكون عبر خلق مجموعة متجانسة ومتناسقة بإشراف مدرب مناسب وبإدارة حكيمة وذكية تقود المشروع الجديد، من أجل الحفاظ على عرقة النادي ومكانته بين كبار اندية أوروبا.
* هل يقف برشلونة على ميسي ؟
يعد النادي الكتالوني أحد أعرق اندية العالم وأنجحها، وخاصة في العقد الأخير، والفرق من هذا الحجم لا يجب أن تقف أبداً على لاعب واحد، مهما على شأنه، وحتى لو كان ليو ميسي. ولعل المقارنة مع الجار المدريدي توضح لنا ذلك، فمجد ريال مدريد لم يتوقف عند أقدام ألفريدو دي استيفانو، ولا خينتو، ولا بوشكاش، ولا هوغو سانشيز، ولا راوول غونزاليس، وبالتأكيد لن يتوقف عند أقدام كريستيانو رونالدو. هكذا تكون الفرق الكبيرة، وبهذا تتميز عن سائر الفرق. فعلى الرغم من الإعتماد الهائل والمبالغ به على صورة النجم الأرجنتيني حالياً، إلا أن برشلونة قادر على تخطي هذه الحالة وتأمين استمراريته.
* هل سيعيش برشلونة أزمة بعد رحيل ميسي؟
من المؤكد أن ميسي لن يختفي بين ليلة وضحاها وخاصةً بعد تجديد عقده الأخير منذ بضعة أشهر، فعملية رحيله لن تكون بإنتقال إلى نادٍ أخر، بل باعتزاله. وحتى وصولنا إلى ذلك اليوم، سيضطر مردود ميسي إلى الإنخفاض نسبياً وتدريجياً مع مرور الأعوام، مانحاً بذلك فرصة للإدارة لتدارك الأمور وتخفيف الحمل عنه شيئاً فشيئاً بهدف الوصول إلى مرحلة يكون فيها الفريق قادر على اللعب من دونه بالمستوى نفسه. كما أن قوة برشلونة الاقتصادية الهائلة تمنحه حصانة كبيرة، فهو قادر على إنفاق أموال كافية وبناء فريق قوي ومنافس، على عكس أندية عريقة إنهارت كميلان وإنتر ميلان الإيطاليين اللذين دخلا أزمة فنية واقتصادية واضطرا لبيع أسهم النادي إلى ملاك أجانب من أجل محاولة النهوض. لذلك فإن فرضية إنهيار برشلونة بعيدة عن الحقيقة، لكن تبقى إمكانية معانة النادي موسم أو موسمين من أجل وجود التوليفة المناسبة للاستمرار.
مارادونا، كرويف، ستويشكوف، روماريو، ريفالدو، كلويفرت، رونالدينهو، تشافي، انييستا، ليونل ميسي... أساطير حفرت اسمها وحجزت مكانها في تاريخ نادي برشلونة وكرة القدم عامةً. لطالما احتوى النادي الكتالوني نجوماً وأسماء لامعة صنعت الفارق وساهمت بتحقيق ألقابه وبناء مجده، إلا أن الجميع يتفق على أن الأرجنتيني ليونيل اندريس ميسي هو أفضل من وطأت قدمه أرضية الكامب نو. ففضلاً عن الألقاب الجماعية والجوائز الفردية والأرقام القياسية المهولة التي حققها ميسي مع فريقه، هو الآن من دون شك القطعة الأهم على أرض الملعب بفارق كبير عن بقية زملائه، فقدرته على التحكم بنسق المباراة وصنع اللعب وحتى إنهاء الهجمات جعلت مدربه يعتمد عليه بشكل رئيس من أجل حسم المباريات. وعلى الرغم من الموسم الجيد الذي يقدمه بعض اللاعبين أمثال تيرستيغن وأومتيتي وجوردي ألبا وسواريز وغيرهم، إلا أن مفتاح ما أنجزه برشلونة حتى الآن هو: ليونيل ميسي. ومن هذا المنطلق، بدأت فرضية " برشلونة من بعد ميسي" تلوح في الأفق مرفقةً ببعض التساؤلات المشككة...
* كيف سيكون برشلونة من دون ميسي؟
خسارة برشلونة أو أي فريق آخر للاعب يصنفه البعض الأفضل في التاريخ لها تداعيات كبيرة ومفصلية يجب على النادي أن يحذر منها ويحضر لها. فالقيمة الفنية التي يضيفها غير موجودة عند أي لاعب آخر في العالم، وبغياب ميسي عن الفريق في الأعوام الماضية لما كان برشلونة حقق كل ما حققه. والأمر الشبه المؤكد هو أن برشلونة بعد ميسي، لن أكون كما كان معه. لذلك يجب على الإدارة أن تكون واعية وحاضرة لهذه الفترة لأن ميسي لن يدوم إلى الأبد. ومن أجل هذا، يجب البحث عن توليفة من اللاعبين القادرين مع مرور الأعوام على الحفاظ على مكانة الفريق ولكن باعتماد أقل تدريجياً على ميسي الذي سيبلغ هذا الصيف عامه الواحد والثلاثين. هذه الخطوات الاحترازية ضرورية في المستقبل القريب وذلك من أجل تجنب أزمة ممكنة قد تجرد برشلونة من أقوى سلاح يملكه. "برشلونة دون ميسي" سيتضرر أيضاً على الصعيد التسويقي والاقتصادي، فصاحب الرقم 10 أصبح أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي والإعلانات، فضلاً عن كونه أيقونة وقدوة ملايين الأطفال والشباب حول العالم، وهذا من شأنه أن يفقد النادي الكاتالوني شيئاً من بريقه بعد اعتزاله...
* من يعوض ميسي؟
تعج الفرق حول العالم بالنجوم واللاعبين المميزين، إلا أن عملية تعويضه لاتكمن بالتوقيع مع لاعب أو إثنين... فمن من الأسماء المطروحة حالياً قادرة على تقديم ما قدمه ويقدمه الأرجنتيني؟ نيمار؟ هازارد؟ ديمبيلي أو مبابي في المستقبل؟ أم لاعب خرافي آخر سيشهده الوسط الكروي في الأعوام المقبلة ؟ لا أحد يعلم. ولكن ما يعلمه الجميع هو أنه في حاضرنا هذا، ولا أي لاعب قادر على استلام الراية من بعد ميسي. لذلك فتعويضه قد يكون عبر خلق مجموعة متجانسة ومتناسقة بإشراف مدرب مناسب وبإدارة حكيمة وذكية تقود المشروع الجديد، من أجل الحفاظ على عرقة النادي ومكانته بين كبار اندية أوروبا.
* هل يقف برشلونة على ميسي ؟
يعد النادي الكتالوني أحد أعرق اندية العالم وأنجحها، وخاصة في العقد الأخير، والفرق من هذا الحجم لا يجب أن تقف أبداً على لاعب واحد، مهما على شأنه، وحتى لو كان ليو ميسي. ولعل المقارنة مع الجار المدريدي توضح لنا ذلك، فمجد ريال مدريد لم يتوقف عند أقدام ألفريدو دي استيفانو، ولا خينتو، ولا بوشكاش، ولا هوغو سانشيز، ولا راوول غونزاليس، وبالتأكيد لن يتوقف عند أقدام كريستيانو رونالدو. هكذا تكون الفرق الكبيرة، وبهذا تتميز عن سائر الفرق. فعلى الرغم من الإعتماد الهائل والمبالغ به على صورة النجم الأرجنتيني حالياً، إلا أن برشلونة قادر على تخطي هذه الحالة وتأمين استمراريته.
* هل سيعيش برشلونة أزمة بعد رحيل ميسي؟
من المؤكد أن ميسي لن يختفي بين ليلة وضحاها وخاصةً بعد تجديد عقده الأخير منذ بضعة أشهر، فعملية رحيله لن تكون بإنتقال إلى نادٍ أخر، بل باعتزاله. وحتى وصولنا إلى ذلك اليوم، سيضطر مردود ميسي إلى الإنخفاض نسبياً وتدريجياً مع مرور الأعوام، مانحاً بذلك فرصة للإدارة لتدارك الأمور وتخفيف الحمل عنه شيئاً فشيئاً بهدف الوصول إلى مرحلة يكون فيها الفريق قادر على اللعب من دونه بالمستوى نفسه. كما أن قوة برشلونة الاقتصادية الهائلة تمنحه حصانة كبيرة، فهو قادر على إنفاق أموال كافية وبناء فريق قوي ومنافس، على عكس أندية عريقة إنهارت كميلان وإنتر ميلان الإيطاليين اللذين دخلا أزمة فنية واقتصادية واضطرا لبيع أسهم النادي إلى ملاك أجانب من أجل محاولة النهوض. لذلك فإن فرضية إنهيار برشلونة بعيدة عن الحقيقة، لكن تبقى إمكانية معانة النادي موسم أو موسمين من أجل وجود التوليفة المناسبة للاستمرار.