افتتحت، الثلاثاء، أعمال المؤتمر العربي الأول "دور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي" والذي تنظمه وزارة شؤون الشباب والرياضة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في مملكة البحرين والمجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والترويح يومي 10 و11 أبريل الجاري، وذلك بفندق "آرت روتانا" بجزر أمواج بمحافظة المحرق، وذلك بحضور الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، الأمين العام للجنة الأولمبية عبدالرحمن عسكر وعدد من الوكلاء المساعدين والمديرين والمسؤولين في الوزارة ورؤساء الاتحادات والأندية الوطنية، إلى جانب نخبة من كبار المتحدثين وحوالي 200 مشارك من داخل وخارج المملكة.

حفل افتتاح المؤتمر بدأ بعزف السلام الملكي لمملكة البحرين ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، تبعها كلمة وزارة شؤون الشباب والرياضة والتي ألقاها الوكيل المساعد لشؤون الرياضة والمنشآت المهندس خالد الحاج رحب فيها بالحضور ونقل لهم تحيات الوزير هشام بن محمد الجودر.

وأضاف الحاج خلال الكلمة: إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، أن تشهد مملكة البحرين استضافة المؤتمر العربي الذي يعتبر أحد المبادرات العربية الرائدة لمملكة البحرين على مستوى العمل الشبابي والرياضي والتي حظيت بإجماع عربي من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وهو ما يؤكد اهتمام مملكة البحرين بتسخير الرياضة من أجل خدمة المجتمع، وبحث أفضل الأساليب لإدماج مختلف أهداف التنمية المستدامة في عالم الرياضة".

وأشار الحاج إلى أن استعراض التجارب الناجحة من خلال مشاركة نخبة من الشخصيات الرياضية والأكاديمية البارزة يعزز من أهداف المؤتمر، معرباً عن أمله في أن يخرج المجتمعون بتوصيات مميزة تساعد في خلق مجتمعات مميزة تلعب فيه الرياضة دوراً بارزاً، مجدداً الترحيب بضيوف البحرين في هذا الحدث الكبير.

الشرقاوي: الرياضة توحد الشعوب

وفيما بعد ألقى أمين الشرقاوي المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم للبرنامج الإنمائي، قال فيها إن الأمم المتحدة تؤمن بدور الرياضة في تحقيق السلام العالمي من خلال توحيد الشعوب، ودورها في التخفيف عن معاناتها وتحديداً في المناطق ذات الصراعات السياسية والعرقية أو تلك التي لا تمتلك الإمكانات اللازمة حيث يسود الفقر والمشاكل الاجتماعية الأخرى.

وقال الشرقاوي: "إيماناً بهذا الدور الحيوي للرياضة فقد أنشأت الأمم المتحدة عام 2001 مكتباً خاصاً للرياضة والإنماء، حيث يحظى باهتمام كبير في الخطط والبرامج والسياسات العامة تقديراً لأهميته في اتاحة الفرصة للشباب في تنمية المجتمعات من خلال إدراجهم في مناخ يساعد على العطاء".

النشار: المؤتمر حدث عربي بارز

بعد ذلك، ألقى عادل النشار كلمة المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة والترويح، أكد خلالها على أهمية إقامة المؤتمر الذي سيتناول العديد من الأوراق البحثية العامة حول التنمية المستدامة من جانب الرياضة، معتبرا أن المؤتمر سيشكل فرصة مميزة بالنسبة لخبراء الرياضة من أجل تبادل المعرفة والخبرات الناجحة مع المنظمات الدولية المشاركة.

وأضاف النشار أن المؤتمر هو حدث عربي بارز سيقام للمرة الأولى، عبر موضوعه وسوف يلقي الضوء على موضوعات عدة مرتبطة بأهمية الرياضة ودورها في تطوير الفرد واستدامة تنميته، مشيرا الى أن التربية البدنية وعلوم الرياضة تلعبان دورين مهمين في تحقيق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع؛ لأنها ترتبط بأكثر القطاعات حيوية في المجتمع وهي الصحة والتعليم والإنتاج وغيرها من المجالات.

ليبي: ركزت على بناء الفرق لتحقيق التنمية

ألقى المدرب الإيطالي مارشيلو ليبي كلمة خلال حفل الافتتاح أكد خلالها على أهمية الرياضة ودورها البارز في المجتمع، مشيرا إلى أن من أهم أهداف الرياضة هي تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعليم الحياة والسلام.

وأضاف ليبي: "أنفقت معظم وقتي في الرياضة وكرة القدم، وركزت على بناء الفرق من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يجب أن نتعلم من الخسارة كما نتعلم من الربح"، مؤكدا أن "بناء الفريق مهم جدا من أجل خلق الثقافة التنمية المستدامة وتعلم الأخطاء، وهذا ما أقوم بتعليمه للفرق التي أشرف على تدريبها".

وذكر ليبي أن الرياضة تعلمنا المشاركة والتعاون فيما بيننا لتبادل الآراء والتجارب للعمل سوية في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، علاوة على الاحترام المتبادل من قبل الجميع، وشدد على أهمية دور المدرب الهام داخل وخارج المعب لبناء الفريق الناجح، لافتا أن كل فرد في المجتمع هو عنصر مهم، بدءًا من الصغير ووصولا إلى الكيبر، وبدون الأفراد لا يمكن للأهداف أن تتحقق، ولفت ليبي إلى دورالقائد الناجح في تكامل منظومة الفريق، مشيرا إلى أن الفريق الذي يمتلك القائد الناجح، فإنه سيحق أهدافه باستمرار.

الأوبريت وتكريم المشاركين

وخلال حفل الافتتاح تم عرض "أوبريت" عبارة عن مجموعة من اللوحات الفنية الرائعة التي تعكس التراث البحري للمملكة وارتباط الشعب البحريني وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية بالرياضة، حيث قام عبدالرحمن عسكر وخالد الحاج بتكريم كافة المتحدثين والمشاركين في المؤتمر بتقديم دروع تذكارية لعم تقديرا وعرفانا بمشاركتهم.

ليبي يستعرض مسيرته

استعرض المدرب الإيطالي المخضرم مارتشيللو ليبي مسيرته التدريبية الطويلة أمام المدربين الوطنيين في استاد البحرين الوطني، وذلك في إطار حرص اللجنة المنظمة للمؤتمر العربي الرياضي الأول على تحقيق مكاسب عديدة من تواجد المدرب في المملكة والتعرف أكثر على حياته الرياضية التي حقق فيها الكثير من الإنجازات.

وذكر ليبي خلال اللقاء بعض التفاصيل المهمة في حياته التدريبية وتحديداً مع البدايات التي كانت صعبة للغاية مع فرق الفئات العمرية في نادي سامبدوريا، ثم الانتقال إلى مصاف فرق الدرجة الثالثة وصولاً إلى قيادة الأندية الكبيرة وتحقيق الألقاب المحلية والقارية وهو الأمر الذي احتاج العديد من السنوات من العمل والكفاح.

كما استعرض ليبي الأسباب التي قادت إيطاليا للفوز بلقب كأس العالم 2006 رغم الكثير من الأقاويل التي رافقت المنتخب بعدم تصنيفه من الفرق المرشحة للوصول إلى النهائي، مؤكداً أن ما يركز عليه كثيراً في حياته التدريبية هو زرع الانتماء في نفوس اللاعبين، وساعده في ذلك حينها وجود لاعبين لديهم القابلية الكبيرة في ذلك أمثال كانافارو وبوفون وغيرهم الكثير من القائمة التي تطول.

دان باويل: الرياضة أفضل وسيلة دمج

افتتحت أولى جلسات المؤتمر في محور "دور الرياضة في تنفيذ الأهداف الاجتماعية للتنمية المستدامة" وبدأت الورقة الأولى لمدرب الجودو البريطاني دان باويل، أكد فيها على دور الرياضة لتمكين الأفراد والجماعات وذوي الاحتياجات الخاصة، معتبرا خلال ورقته أن الرياضة تسعى دائما إلى جعل البيئة أساسا للعمل؛ من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة إضافة إلى التشجيع المستمر على مبادئ الرياضة للجميع والرياضة والبيئة والتنمية.

وقال دان باويل إن الرياضة تلعب واحدا من أهم الأدوار في تأهيل ذوي الاحتياجات على اختلاف حالاتهم، مؤكدا "نحن لا ننظر للإعاقة بل ننظر إلى القدرات، المنافسة تساعدنا على تحقيق النجاح.. يجب أن نركز على الأنشطة المستدامة لجميع الاشخاص؛ للمشاركة في الاندية والالتحاق بالتدريبات لإتاحة الفرصة للرياضيين من هذه الفئة لكي ينموا في الرياضة".

واستعرض باويل خبراته وتجاربه السابقة كونه واحدا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال "أنشأنا معهدا لتدريب وتعليم المدربين للتدريب هذه الفئة، إذ رغم الاعاقات، إلا أن يجب أن يلتحقوا بالرياضة". وتابع" قبل نحو 18 شهر أطلقنا حملة للعمل في النوادي الرياضية للعمل مع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف التواصل معهم للبقاء في الالعاب الرياضية"، ذاكرا أنهم عملوا على دمج مدربي الاصحاء بذوي الاحتاجات الخاصة وتدريبهم للتعامل مع جميع الفئات سويًا.

وقال أيضا إنهم افتتحوا مشروعا لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، مشيرا إلى أنهم يجب أن يعملوا مع غيرهم رغم اختلاف الخلفيات والاعراق؛ لان الرياضة تجمع الجميع ولا تفرق بين الاجناس والاعراق، لافتا أن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى مدربين لديهم شغف للاهتمام بهذه الفئة، ويجب أن يمتلكوا الثقة والتعامل مع الغير كرياضيين مميزين.

علواني: الرياضة تبني جسور التواصل

وفي الورقة الثانية بنفس المحور والتي حملت عنوان " الرياضة بوابتنا للسلام" أشارت البطلة المصرية السابقة وعضو اللجنة الأولمبية الدولية د. رانيا علواني أن الرياضة توفر على المجتمعات الكثير من الخطوات فيما يتعلق بعملية التنمية نظراً لتأثيرها الواسع على العديد من المجالات التي تدخل بطريقة مباشرة في الخطط الاستراتيجية العامة للدول.

ومن أبرز العوامل التي تساهم الرياضة في رفعة المجتمع هي تحقيق السلام من خلال بناء جسور التواصل والوصول إلى بيئة عجزت عن التأثير فيها قطاعات مختلفة، كما أنها تعزز عملية تغيير أنماط مجتمعية مثل المساواة بين الجنسين ومنح المرأة الرياضية دوراً أكبر كما حدث معها شخصياً.

هوامش من المؤتمر

شهد اليوم الأول مشاركة واسعة من ممثلين عن 10 دول عربية، كما شهد حضور مميز لممثلي الأندية والجهات الرياضية المختلفة في البحرين.

وخطف المدرب الإيطالي الشهيرمارتشيللو ليبي الأضواء حين تسابق المشاركون لالتقاط الصور التذكارية معه.

فيما رئيس المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والرياضة الترويح د. عادل النشار افتتح كلمته بتقديم التعازي لوزير شئون الشباب والرياضة هشام بن محمد الجودر بوفاة عمه.

وقد عُرض في الافتتاح أوبريت غنائي بعنوان "الرياضة .. تنمية مستدامة" من إخراج نضال العطاوي وتم فيه استعراض التراث "البحري" الأصيل حيث نال استحسان الحضور.

وكانت جهود اللجان العاملة التابعة للوزارة أشبه بـ "خلية نحل" في فندق آرت روتانا منذ ساعات الصباح الباكر.