يوسف ألبي

شكل اللاعبون الأفارقة علامة مضيئة في تاريخ الكرة الأوروبية من خلال احترافهم مع أنديتها، فقد صالوا وجالوا حيث ما يشاؤون مع أكبر الأندية وحققوا إنجازات وبطولات كثيرة وعديدة سواء على مستوى الدوريات و المسابقات المحلية أو البطولات التابعة للاتحاد الأوروبي، ليحفر لاعبو القارة السمراء اسمهم بأحرف من ذهب في سجلات القارة العجوز.

وفي هذا الموسم شاهدنا بروزاً مبهراً ومنقطع النظير من لاعبي أفريقيا مع أحد أشهر وأعرق الأندية في أوروبا والعالم وهو العملاق ليفربول الإنجليزي، فقد ضمن الفريق بشكل كبير الظفر بالمراكز الأربعة الأولى في البريميرليغ، فضلاً عن تأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ أحد عشر عاماً، ويعود الفضل لتألق الريدز هذا الموسم للاعبيه الأفارقة الذين بصموا على تألقهم اللافت والكبير مع الفريق الإنجليزي، وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين المصري محمد صلاح الفائز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليغ والتي تمنحها رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنجلترا، والسنغالي ساديو ماني والكاميروني جويل ماتيب الذي انتهى موسمه بعد تعرضه لإصابة في أبريل الماضي، حيث تألق هؤلاء اللاعبون بشكل كبير مع ليفربول وبشهادة الكثير من الإعلاميين واللاعبين والمدربين ليكسبوا محبة واحترام الجميع داخل وخارج إنجلترا.

ففي البريميرليغ شاهدنا ظهوراً رائعاً وواضحاً لثنائي الهجوم الأفريقي صلاح ومانيه مع ليفربول الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتاج الريدز للفوز على برايتون في ملعبه "الأنفيلد" لضمان تأهله لأبطال أوروبا الموسم القادم بغض النظر عن نتائج مباريات منافسيه، فقد تمكن الفرعون المصري من تسجيل 31 هدفاً ما جعله متصدراً لهدافي البريميرليغ، أما اللاعب السنغالي ماني فقد سجل 10 أهداف حاسمة مع الفريق، أي أن صلاح ومانيه تمكنوا من تسجيل 41 هدفاً من مجموع أهداف الفريق في الدوري والبالغ عددها 80 هدفاً.

أما في دوري أبطال أوروبا البطولة الأهم في القارة العجوز، فقد نجح الثنائي الأفريقي من قيادة الفريق للتأهل لنهائي المسابقة لأول مرة منذ أحد عشر عاماً، حيث سيواجه حامل اللقب في الموسمين الماضيين ريال مدريد الإسباني في السادس والعشرين من الشهر الحالي على ملعب "إن إس كي أولمبيسكي" في العاصمة الأوكرانية "كييف"، وكان للفرعون المصري والسنغالي ماني دور بارز وفعال في تأهل الريدز للنهائي، فقد نجح صلاح في تسجيل 11 هدفاً مقابل 9 أهداف لماني، أي أنهم تناوبوا على تسجيل 20 هدفاً وهو نصف عدد أهداف ليفربول في البطولة، وهذا ما يؤكد ويبرهن على الدور الكبير للثنائي مع الريدز، أما الكاميروني ماتيب فقد كان يعول عليه كثيراً مدرب الفريق الألماني يورغن كلوب، حيث كان عنصراً مهماً وصمام الأمان لليفربول، ولكن إصابته قبل أكثر من شهر خلال مباراة فريقه أمام كريستال بالاس تسببت في غيابه عن الفريق حتى نهاية الموسم.

وتأمل جماهير ليفربول العاشقة للفريق والشهيرة بأغنية "لن تسير لوحدك" من مواصلة التألق والتهديف لنجمي الفريق صلاح وماني خصوصاً في نهائي الأبطال أمام ريال مدريد، من أجل تحقيق اللقب السادس في تاريخ الفريق صاحب الزي الأحمر الشهير، واستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ ما يقارب ثلاثة عشر عاماً.