أحمد عطا
يخوض ريال مدريد معركة حامية الوطيس في رحلته التي وصلت إلى محطتها الأخيرة للحفاظ على لقبه كبطل لدوري الأبطال الذي حققه في الموسمين الماضيين وذلك عندما يواجه أنجح الأندية الإنجليزية في نفس البطولة "ليفربول" الذي حقق البطولة في 5 مناسبات من قبل.
النهائي يقام على الملعب الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف، تلك المدينة التي يصرخ مشجعي الفريقين من الأسعار الباهظة التي وضعها أصحاب الفنادق وغيرها من أماكن الإقامة لكنهم سيصرفون الغالي والنفيس من أجل مشاهدة فريقيهما المحببين.
ريال مدريد يبدو مكتمل الصفوف وذلك بعد عودة كريستيانو رونالدو ودانييل كارفخال من إصابتين ألمتا بهما.. الفريق استعاد قوته الضاربة بتحسن مستوى جاريث بيل وكريم بنزيما حيث يبدو الأخير مرشحا فوق العادة لبدء اللقاء كما أن الأول ربما يكون له دور في الشوط الثاني أو ربما يفاجئ زيزو الجميع ويشركه منذ البداية.
الميرينغي متمرس بشدة في النهائيات، إذ لم يخسر أي نهائي دوري أبطال خاضه منذ عام 1981 لكن سيكون مزعجاً لعشاقه إن علموا أن هذا النهائي كان أمام ليفربول بالذات.
لاعبو الميرينغي يتمتعون بخبرة كبيرة جداً في مثل هذا النوع من المباريات، فبعيداً عن أي جدل صاحب تأهلهم للنهائي في آخر نسختين من البطولة فإن الهدوء هو الطابع الأساسي لأدائهم وامتلاك الكرة هو هدفهم الرئيس في أي مباراة يخوضونها، ومعنى "هدفهم" ليس بالضرورة أنه يتحقق!
***
نقيضان بوجهين
الريال يخوض المباراة وكثيرون يرشحونه للفوز بالبطولة.. لم لا وهو ليس فقط الفريق الذي يتسيد البطولة لكنه الفريق الذي يحطم أرقامه القياسية بنفسه، فمثلما بات الفريق الأول في التاريخ الذي يحقق اللقب مرتين متتاليتين في الشكل الجديد لدوري الأبطال المنطلق في 1992، يسعى الآن ليصعب من تكرار الأمر ليجعلها ثلاث مرات متتالية.
الفريق الأبيض نجح في الاستفادة القصوى من جيل مميز امتلكه ورغم أن جيل عناصره ليس بنفس قوة عناصر جيل برشلونة الذهبي إلا أنه نجح في معادلة ما حققوه بل وتفوق عليه بوصوله للنهائي الرابع في 5 سنوات، وهو أمر جعل كثيرين يشعرون وأن كأس دوري الأبطال لها حبيب واحد فعلاً وهو نادي العاصمة الإسبانية.
على الجانب الآخر وفي الجزر البريطانية، يبدو التفاؤل مشوباً بالحذر وواضحاً في صفوف نادي الشمال الغربي الإنجليزي.. فنصف الساعة الأخيرة أمام روما جعلت كثيرين يخافون من تكرارها من جديد وأمام فريق أكثر قدرة على إيذائك عندما تخطئ كريال مدريد.
لكن كثيرين يرون أن الليفر من الفرق التي لا تخطئ عيناها النهائيات كثيراً في دوري الأبطال وذلك رغم أن آخر نهائي خاضوه قبل 11 عاماً كان عنوانه الفشل بعد الخسارة أمام ميلان بهدفين مقابل هدف.
ليفربول كذلك -وعلى عكس كثير من الفرق الأخرى- لا يمتلك مركبات نقص أمام ريال مدريد، بل إن خسارته قبل عدة أعوام أمام الريال في دوري الأبطال لم تكن بنفس تأثير ووقع انتصاره قبل 9 أعوام برباعية نظيفة هو الأوضح.
مشكلة الفريق الكبرى في تلك المواجهة ربما تكمن في 3 نقاط رئيسة.. الأولى هي غياب شبه تام لأي عنصر مؤثر في دكة الاحتياط، والثانية هي حالة التراخي التي تصيب الفريق فجأة في بعض المباريات خاصة عندما يتقدم في النتيجة، أما الثالثة فتكمن في حراسة المرمى حيث لا يبدو لويس كاريوس الشخص الذي تضع رهانك عليه وأنت مطمئن.
***
زيدان المتشبع
زين الدين زيدان لم يعرف طعم الفشل في النهائيات مع ريال مدريد، ففاز بدوري الأبطال في 2002 كلاعب وفاز به كمدرب مساعد في 2014 وكمدرب في 2016 و2017، لكنه فقط نقطته السوداء عندما كان لاعباً في يوفنتوس وخسر نهائي 1998 بالذات أمام ريال مدريد في نهائي 1997 أمام بروسيا دورتموند.
ويرى كثيرون أن المدرب الفرنسي يتميز بكونه قد تشبع فكر الكثير من المدربين وأنه ليس منكفئاً على مدرسة واحدة بل مزج فكر كثير من المدربين معاً ليصنع فريقاً شديد المراس رغم تراجعه هذا الموسم، لكن زيدان تميز كذلك بالقدرة على الاستفاقة في الوقت المناسب من الموسم وتعامل مع فترة الضغط بحكمة.
***
كلوب المكافح
أما كلوب فيعد مثالاً على كيفية إحياء الفرق المكافحة.. الرجل الذي قاد ماينتس للصعود إلى البوندسليغا ثم وصل بهم إلى الدوري الأوروبي نجح بعد ذلك في إعادة أمجاد بروسيا دورتموند وحصد لقب البوندسليغا مرتين أمام فريق ديناصوري لا يسمح بخسارته للقب لا نادراً كبايرن ميونخ بل إنه فاز بالثنائية المحلية في موسمه الثاني ووصل لنهائي دوري الأبطال ليخسر أمام نفس الفريق وهذا هو بيت القصيد.
فكلوب مشكلته الرئيسة ربما تكمن في النهائيات، فهو ليس ناجحاً بما فيه الكفاية في هذا الصدد، ومسكين محمد صلاح عندما سُئل مدربه في منتخب مصر هيكتور كوبر عن نصائحه لهداف البريميرليغ في نهائي الأبطال، فأجاب ساخراً بأنه لا يرى نفسه الرجل المناسب لهذه النصيحة فقد خسر نهائيين للأبطال، لكن الحقيقة أن كلوب نفسه لا يمتلك سجلاً أفضل حالاً من كوبر في هذا الصدد رغم جودة المدربين بشكل عام.
{{ article.visit_count }}
يخوض ريال مدريد معركة حامية الوطيس في رحلته التي وصلت إلى محطتها الأخيرة للحفاظ على لقبه كبطل لدوري الأبطال الذي حققه في الموسمين الماضيين وذلك عندما يواجه أنجح الأندية الإنجليزية في نفس البطولة "ليفربول" الذي حقق البطولة في 5 مناسبات من قبل.
النهائي يقام على الملعب الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف، تلك المدينة التي يصرخ مشجعي الفريقين من الأسعار الباهظة التي وضعها أصحاب الفنادق وغيرها من أماكن الإقامة لكنهم سيصرفون الغالي والنفيس من أجل مشاهدة فريقيهما المحببين.
ريال مدريد يبدو مكتمل الصفوف وذلك بعد عودة كريستيانو رونالدو ودانييل كارفخال من إصابتين ألمتا بهما.. الفريق استعاد قوته الضاربة بتحسن مستوى جاريث بيل وكريم بنزيما حيث يبدو الأخير مرشحا فوق العادة لبدء اللقاء كما أن الأول ربما يكون له دور في الشوط الثاني أو ربما يفاجئ زيزو الجميع ويشركه منذ البداية.
الميرينغي متمرس بشدة في النهائيات، إذ لم يخسر أي نهائي دوري أبطال خاضه منذ عام 1981 لكن سيكون مزعجاً لعشاقه إن علموا أن هذا النهائي كان أمام ليفربول بالذات.
لاعبو الميرينغي يتمتعون بخبرة كبيرة جداً في مثل هذا النوع من المباريات، فبعيداً عن أي جدل صاحب تأهلهم للنهائي في آخر نسختين من البطولة فإن الهدوء هو الطابع الأساسي لأدائهم وامتلاك الكرة هو هدفهم الرئيس في أي مباراة يخوضونها، ومعنى "هدفهم" ليس بالضرورة أنه يتحقق!
***
نقيضان بوجهين
الريال يخوض المباراة وكثيرون يرشحونه للفوز بالبطولة.. لم لا وهو ليس فقط الفريق الذي يتسيد البطولة لكنه الفريق الذي يحطم أرقامه القياسية بنفسه، فمثلما بات الفريق الأول في التاريخ الذي يحقق اللقب مرتين متتاليتين في الشكل الجديد لدوري الأبطال المنطلق في 1992، يسعى الآن ليصعب من تكرار الأمر ليجعلها ثلاث مرات متتالية.
الفريق الأبيض نجح في الاستفادة القصوى من جيل مميز امتلكه ورغم أن جيل عناصره ليس بنفس قوة عناصر جيل برشلونة الذهبي إلا أنه نجح في معادلة ما حققوه بل وتفوق عليه بوصوله للنهائي الرابع في 5 سنوات، وهو أمر جعل كثيرين يشعرون وأن كأس دوري الأبطال لها حبيب واحد فعلاً وهو نادي العاصمة الإسبانية.
على الجانب الآخر وفي الجزر البريطانية، يبدو التفاؤل مشوباً بالحذر وواضحاً في صفوف نادي الشمال الغربي الإنجليزي.. فنصف الساعة الأخيرة أمام روما جعلت كثيرين يخافون من تكرارها من جديد وأمام فريق أكثر قدرة على إيذائك عندما تخطئ كريال مدريد.
لكن كثيرين يرون أن الليفر من الفرق التي لا تخطئ عيناها النهائيات كثيراً في دوري الأبطال وذلك رغم أن آخر نهائي خاضوه قبل 11 عاماً كان عنوانه الفشل بعد الخسارة أمام ميلان بهدفين مقابل هدف.
ليفربول كذلك -وعلى عكس كثير من الفرق الأخرى- لا يمتلك مركبات نقص أمام ريال مدريد، بل إن خسارته قبل عدة أعوام أمام الريال في دوري الأبطال لم تكن بنفس تأثير ووقع انتصاره قبل 9 أعوام برباعية نظيفة هو الأوضح.
مشكلة الفريق الكبرى في تلك المواجهة ربما تكمن في 3 نقاط رئيسة.. الأولى هي غياب شبه تام لأي عنصر مؤثر في دكة الاحتياط، والثانية هي حالة التراخي التي تصيب الفريق فجأة في بعض المباريات خاصة عندما يتقدم في النتيجة، أما الثالثة فتكمن في حراسة المرمى حيث لا يبدو لويس كاريوس الشخص الذي تضع رهانك عليه وأنت مطمئن.
***
زيدان المتشبع
زين الدين زيدان لم يعرف طعم الفشل في النهائيات مع ريال مدريد، ففاز بدوري الأبطال في 2002 كلاعب وفاز به كمدرب مساعد في 2014 وكمدرب في 2016 و2017، لكنه فقط نقطته السوداء عندما كان لاعباً في يوفنتوس وخسر نهائي 1998 بالذات أمام ريال مدريد في نهائي 1997 أمام بروسيا دورتموند.
ويرى كثيرون أن المدرب الفرنسي يتميز بكونه قد تشبع فكر الكثير من المدربين وأنه ليس منكفئاً على مدرسة واحدة بل مزج فكر كثير من المدربين معاً ليصنع فريقاً شديد المراس رغم تراجعه هذا الموسم، لكن زيدان تميز كذلك بالقدرة على الاستفاقة في الوقت المناسب من الموسم وتعامل مع فترة الضغط بحكمة.
***
كلوب المكافح
أما كلوب فيعد مثالاً على كيفية إحياء الفرق المكافحة.. الرجل الذي قاد ماينتس للصعود إلى البوندسليغا ثم وصل بهم إلى الدوري الأوروبي نجح بعد ذلك في إعادة أمجاد بروسيا دورتموند وحصد لقب البوندسليغا مرتين أمام فريق ديناصوري لا يسمح بخسارته للقب لا نادراً كبايرن ميونخ بل إنه فاز بالثنائية المحلية في موسمه الثاني ووصل لنهائي دوري الأبطال ليخسر أمام نفس الفريق وهذا هو بيت القصيد.
فكلوب مشكلته الرئيسة ربما تكمن في النهائيات، فهو ليس ناجحاً بما فيه الكفاية في هذا الصدد، ومسكين محمد صلاح عندما سُئل مدربه في منتخب مصر هيكتور كوبر عن نصائحه لهداف البريميرليغ في نهائي الأبطال، فأجاب ساخراً بأنه لا يرى نفسه الرجل المناسب لهذه النصيحة فقد خسر نهائيين للأبطال، لكن الحقيقة أن كلوب نفسه لا يمتلك سجلاً أفضل حالاً من كوبر في هذا الصدد رغم جودة المدربين بشكل عام.