يوسف ألبي

هناك أندية تحلم بتحقيق البطولات والإنجازات بعد انقطاعها عن ذلك لفترة طويلة، وهذه الأندية دائماً ما تكون رقماً صعباً وتقدم مستويات قوية وتحقق نتائج مبهرة، وتكون ضمن مقدمة سلم الترتيب في البطولات التابعة لإحدى الدول لتكسب احترام الجميع داخل وخارج البلاد، ولكن مع اقتراب هذه البطولة من مراحلها الأخيرة تتراجع هذه الأندية في النتائج بشكل غريب ويصبح الحلم مجرد سراب لنطلق عليها المثل الشهير "الخروج من المولد بلا حمص" أي أن ينتهي الموسم بدون أي إنجاز أو بطولة يذكر لهذه الأندية بعد موسم طويل وشاق.

في السنوات القليلة الماضية حين نلخص البطولات المحلية الأوروبية وبالتحديد بطولة الدوري ونريد أن نذكر فريقاً دائماً ما يسقط في الأمتار الأخيرة، لا شك أن نادي نابولي الإيطالي واحد من الأندية التي تنطبق فيها الصفات المذكورة سلفاً، ولعل الأسباب كثيرة ووافية لحدوث ذلك ومنها الشخصية، حيث إن الفريق ليس ضمن الأندية الكبيرة ولا تملك شخصية البطل، بالإضافة لجودة اللاعبين المتوفرة في الفريق، فضلاً عن الرهبة والخوف من اللاعبين في مراحل الحسم وغيرها من الأسباب التي أدت لذلك.

فقد كان نادي الجنوب الإيطالي قريباً جداً من تحقيق عدة بطولات محلية والأهم بطولة الدوري "الكالتشيو" وبالأخص في السنوات الثلاث الماضية، حيث كان قد قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقبها لولا عثراته في الجولات الأخيرة، فدائماً ما كان يحتل في المركز الثاني أو الثالث خلف يوفنتوس بطل الدوري في السنوات السبع الأخيرة (رقم قياسي) وبفارق ضئيل من النقاط، ففي موسم 2016 احتل المركز الثاني بفارق تسع نقاط عن اليوفي، وفي 2017 حصل على المركز الثالث بفارق نقطة عن روما الثاني وخمس نقاط عن البطل السيدة العجوز، وفي هذا الموسم خسر اللقب بطريقة دراماتيكية بفارق أربع نقاط عن رفقاء أليغري، وفي بطولة السوبر الإيطالي خسر البطولة في موسم 2012 و 2014 بصعوبة بالغة أمام "العقدة" يوفنتوس، ويشفع لنادي نابولي أنه حقق فقط لقبي كأس إيطاليا على حساب يوفنتوس بهدفين نظيفين عام 2012، وعلى حساب فيورنتينا بثلاثة أهداف مقابل هدف في موسم 2014، باستثناء ذلك لم يحقق الفريق أي بطولة في فترة اكتساح يوفنتوس لجميع البطولات المحلية الإيطالية.

وبعد الاستغناء عن المدرب المحنك ماوريسيو ساري صاحب التكتيك العالي والذي أعاد بريق نابولي المفقود، تمت الاستعانة بخدمات المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الكرة الإيطالية، حيث سبق وأن أشرف على قيادة أربعة أندية إيطالية وهم ريجينا وبارما ويوفنتوس وميلان، وحقق نجاحات باهرة محلية وأوروبية وقارية، حيث يعول عليه رفقاء هامسيك وجماهيرهم كثيراً من أجل تحقيق البطولات والإنجازات واستعادة ذكريات جيل الأسطورة الأرجنتينية مارادونا نهاية الثمانينات.