(د ب أ)بعد غياب دام 36 عاما عن المونديال ، وجد منتخب بيرو لكرة القدم أخيرا الضوء في نهاية النفق ليعود إلى الظهور في بطولات كأس العالم بمجموعة من اللاعبين المتميزين الذين يثقون بقدراتهم وبفرصتهم في المنافسة تحت قيادة مديره الفني الأرجنتيني ريكاردو جاريكا.

وعاد المنتخب البيروفي إلى النهائيات من الباب الضيق حيث حجز مقعده في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا من خلال الملحق العالمي ، ولكن هدف الفريق حاليا هو أن يثبت جدارته بالتأهل للمونديال وأن يظل بين الكبار.

وتدفق جميع المواطنين في بيرو إلى الشوارع في 15 نوفمبر الماضي للاحتفال بالفوز الغالي على المنتخب النيوزيلندي في الملحق العالمي والعودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1982 عندما إستضافت أسبانيا البطولة لتكون المشاركة الخامسة في تاريخ المنتخب البيروفي.

وأنهى المنتخب البيروفي مسيرته في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال موسكو في المركز الخامس ليجد نفسه مضطرا إلى خوض الملحق العالمي في مواجهة نظيره النيوزيلندي بطل تصفيات اتحاد أوقيانوسيا، وبالفعل تغلب المنتخب البيروفي على نظيره النيوزيلندي إيابا بهدفين نظيفين سجلهما جيفرسون فارفان وكريستيان راموس وذلك بعد انتهاء مباراة الذهاب بينهما بالتعادل السلبي.

ويرجع الفضل الكبير في عودة المنتخب البيروفي للمونديال إلى مدربه الأرجنتيني جاريكا الذي طالما التزم الهدوء والثقة بفريقه الذي رد على هذه الثقة بأداء وجهد كبير في التصفيات أسفر عن عودة الفريق للظهور في المحفل العالمي الكبير.

والآن ، سيكون جاريكا بحاجة إلى تهيئة لاعبيه لأجواء المونديال لأن مجرد خطأ صغير للغاية قد يكلف الفريق الخروج من البطولة الت عاد إليها بعد طول غياب.

وفي مجموعة الفريق بالدور الأول للمونديال ، يبدو المنتخب الفرنسي فقط هو الفريق الذي قد يصعب التغلب عليه فيما يستطيع منتخب بيرو المنافسة مع نظيريه الأسترالي والدنماركي على التأهل للمونديال.

ويستهل المنتخب البيروفي مسيرته في المونديال بلقاء نظيره الدنماركي في مواجهة ستظهر مدى قدرة الفريق على المنافسة في هذه المجموعة وقدرته على بلوغ الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة.

وقال المدرب الأرجنتيني ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "المنتخب البيروفي عليه الآن أن يتأقلم سريعا ويتعلم وأن يحاول التعامل مع الأشياء خطوة خطوة وأن يستحوذ على أكبر قدر من المعلومات بأسرع وقت ممكن وأن يتأقلم مع أجواء هذه البطولة لأنه لا يملك وقتا كافيا. علينا أن نبذل كل ما بوسعنا ونحافظ على تركيزنا لتقديم أفضل ما لدينا"، ويحتاج منتخب بيرو إلى جرعة جيدة من الحماس والخطط القوية الفعالة لتعويض افتقاده لخبرة المونديال.

لكن الفريق سيفتقد جهود جيريرو مهاجم فلامنجو البرازيلي والهداف التاريخي لمنتخب بيرو برصيد 32 هدفا حيث يقضي عقوبة الإيقاف بسبب المنشطات علما بأن غيابه سيؤثر سلبيا بشكل كبير في صفوف الفريق لأنه الأيقونة التي يلتف حولها لاعبو هذا المنتخب.

وأثبت منتخب بيرو خلال مسيرته في التصفيات مدى تماسك وترابط الفريق وقدرته على اجتياز معظم المشكلات بثقة كبيرة بالنفس وأيضا من خلال روح الانتصارات والشباب والحيوية التي يتحلى بها الفريق.

نجم الفريق : في غياب المهاجم الخطير باولو جيريرو ، الذي يقضي عقوبة الإيقاف بسبب المنشطات ، سيعلق منتخب بيرو آماله الهجومية على المخضرم جيفرسون فارفان /33 عاما/ نجم لوكوموتيف موسكو الروسي.

وكان فارفان أحد أبطال مسيرة الفريق في التصفيات المؤهلة للمونديال الروسي حيث سجل الهدف الأول في المباراة التي فاز فيها منتخب بيرو 2 / صفر على نظيره النيوزيلندي في الملحق العالمي. ويتميز فارفان بأنه يجيد اللعب دائما تحت الضغوط.المدير الفني للفريق : إذا كان من الضروري أن ينسب نجاح منتخب بيرو لرجل واحد ، فإنه سيكمون بالتأكيد للمدرب الأرجنتيني ريكاردو جاريكا الذي تحول من عدو إلى بطل كبير في بيرو.وكان المهاجم الأرجنتيني السابق جاريكا سجل هدفا خلال مسيرته كلاعب حرم به منتخب بيرو من التأهل لبطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك ولكنه هو نفسه من قاد الفريق حاليا للعودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1982 .