(د ب أ)

عندما تولى جاريث ساوثجيت مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي لكرة القدم بشكل مؤقت في كانون أول/ديسمبر 2016 ، كان رد الفعل مخيبا للآمال حيث انهالت التساؤلات حتى قبل أن يبدأ ساوثجيت قيادة الفريق في المباريات.

وكانت أبرز هذه التساؤلات : هل يستطيع النجاح على الساحة الدولية فيما يقتصر سجله التدريبي على العمل مع ناد واحد ؟ هل يمتلك الثبات الذهني المطلوب لاتخاذ القرارات الصعبة ولتولي واحدة من أصعب المهام على الساحة الدولية ؟

وكان البرازيلي لويز فيليبي سكولاري المدير الفني الأسبق للمنتخبين البرازيلي والبرتغالي رفض هذه المهمة خوفا من الضغوط التي تشكلها وسائل الإعلام البريطانية على المدير الفني لمنتخب "الأسود الثلاثة" .

ولكن ساوثجيت توجه للعمل مباشرة وبشكل رائع ، مثلما كان كلاعب مع ناديه ومنتخب بلاده في الماضي ، حيث تحدى منتقديه وشكل فريقا يستطيع أن يأمل في أن يحقق النجاح خلال كأس العالم 2018 بروسيا.

ولم يترك ساوثجيت /47 عاما/ حجرا لم يحركه في هذا الفريق سواء على مستوى الناحية الخططية أو فلسفة وأسلوب اللعب.

وشق الفريق بقيادة ساوثجيت طريقه بجدارة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الروسي حيث تصدر مجموعته بفارق ثماني نقاط أمام أقرب منافسيه في المجموعة.

ولكن هذه الطريقة التي أدى بها ساوثجيت عمله كانت هي مصدر الأمل للجماهير الإنجليزية في إمكانية تحقيق هذا الفريق للنجاح على الساحة الدولية.

ويتوق المنتخب الإنجليزي كثيرا لهذا النجاح بعدما اقتصرت إنجازات الفريق ، بعد فوزه بلقب كأس العالم 1966 ، على بلوغ المربع الذهبي للمونديال مرتين.

وكان ساوثجيت مدافعا كبيرا متميزا يعشق تقديم كرة القدم الجذابة وهي الفلسفة التي نقلها إلى الفريق منذ توليه المسؤولية حيث يعتمد أسلوب لعب الفريق تحت قيادته على الضغط الهجومي الهائل والدفاع الصلد.

وقال ساوثجيت ، لدى توليه مسؤولية تدريب الفريق ، : "أثق بأن لدينا لاعبين يمكنهم تقديم أداء يتسم بالضغط الهائل على منافسيهم".

وكان ساوثجيت بدأ مسيرته مع الفريق بصفة مؤقتة حيث ترك تدريب المنتخب الإنجليزي للشباب (تحت 21 عاما) ليقود المنتخب الأول في أربع مباريات كانت بمثابة التجربة والاختبار لقدرته على قيادة الفريق.

وخلال مسيرته مع الفريق ، أكد ساوثجيت عمليا عدم خوفه من اتخاذ قرارات صعبة ومنها على سبيل المثال استبعاد المهاجم واين روني قائد الفريق من صفوف المنتخب الإنجليزي.

وانتقى ساوثجيت من طريقة تفكير بعض المدربين مثل الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي كما حرص على النظر خارج كرة القدم للبحث عن بعض الإجابات والحلول كما حرص على الحديث إلى أشخاص من كل أنحاء العالم الرياضي.

وفي كتابته إلى موقع "صوت المدربين" على الانترنت ، فسر ساوثجيت كيف استغل كل التجارب والخبرات التي مر بها في مسيرته الرياضية لمعاونته في عمله مع المنتخب الإنجليزي ؛ وذلك بداية من رفض نادي ساوثهمبتون له عندما كان في الثالثة عشر من عمره ومرورا بحمله شارة قائد الفريق في كريستال بالاس وهو في الثانية والعشرين من عمره وتعامله ببراعة مع الأنانية داخل الفريق.

وذكر ساوثجيت : "في بعض الأمور ، لم أكن أعتقد أنني سأصل للنتيجة التي وصلت إليها مثل قيادة فرق والمشاركة في بطولات كبيرة مع المنتخب الإنجليزي وبلوغ المربع الذهبي في بطولات كبيرة مع الفريق. هناك فقط 20 لاعبا فقط أو ما يقرب من هذا العدد حققوا هذا على مدار الثلاثين عاما الماضية. وفي أمور أخرى ، لم أحقق ما كنت أريده. أثق بأن كل لاعب اعتزل الكرة ، كان يتمنى خوض عدد أكبر من المباريات مع ناديه ومنتخب بلاده وحصد مزيد من الميداليات".

وأضاف : "لكن في النهاية ، كل هذا جعلني أفضل. أضفى هذا إلى إمكانياتي كمدرب. منحني المرونة والطمأنينة لتولي تدريب المنتخب الإنجليزي".

وفي النهاية ، سيعتمد مصير ساوثجيت بالطبع على أداء لاعبيه في البطولات الكبيرة بداية من المونديال الروسي.

ولكنه سيخوض المونديال الروسي وهو يعلم أنه بذل كل ما بوسعه لتكوين هذا الفريق.