مع تحقيق تسعة انتصارات وتعادل واحد و43 هدفا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، جعل المدرب روبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي لكرة القدم فريقه ثاني أفضل المنتخبات في هذه التصفيات.
وخلال مسيرته بالتصفيات ، حقق المنتخب البلجيكي عدة أرقام مميزة لم يحققها أي فريق آخر سوى المنتخب الألماني (مانشافت) حامل اللقب العالمي.
واستعاد المدرب الإسباني مارتينيز كبرياء المنتخب البلجيكي "الشياطين الحمر" الذي فشل قبل أربع سنوات في تحقيق التوقعات الهائلة التي رافقته إلى مونديال 2014 بالبرازيل.
وكان المونديال البرازيلي بمثابة خيبة أمل كبيرة للفريق مما دفع الاتحاد البلجيكي لكرة القدم إلى مطالبة المدربين المهتمين بتقديم أوراقهم ومؤهلاتهم عبر البريد الإلكتروني إذا كانوا يرغبون في المنافسة على تدريب المنتخب البلجيكي.
ومع خسارة الفريق صفر / 2 أمام نظيره الإسباني في أول مباراة له تحت قيادة مارتينيز ، ثارت شكوك المشجعين حول قدرته على قيادة الفريق بل إن بعضهم طالب بعودة المدرب مارك فيلموتس لقيادة الفريق.
ولكن مارتينيز /44 عاما/ عمد إلى تغيير العديد من الأمور داخل الفريق واستعاد الثقة بالنفس وثقة الجماهير من خلال مسيرة الفريق الرائعة في التصفيات.
ورغم هذا ، ما زال مارتينيز يحاول تجنب التوقعات الهائلة التي ترشح المنتخب البلجيكي لبلوغ المربع الذهبي في المونديال الروسي.
وقال مارتينيز ، في مقابلة مع صحيفة "إل بايس" الإسبانية ، : "اللقب الأول في بطولة كبيرة صعب للغاية. رأينا هذا مع المنتخبين الفرنسي والإسباني. ولهذا ، ضممت تيري هنري إلى الطاقم التدريبي".
وبعيدا عن آمال مارتينيز في أن يساهم هنري أسطورة كرة القدم الفرنسي بخبرته الواسعة في تحقيق مصلحة المنتخب البلجيكي ، فإن هذا النوع من القرارات يكشف الكثير عن شخصية نوع مختلف من المدربين. فهو على استعداد دائم للتكيف بشكل منطقي مع بيئته ، حتى عندما يطلق ثورة صامتة قد تجد أو لا تجد جمهورا متعاطفا.
والحقيقة أن كيفن دي بروين أحد نجوم المنتخب البلجيكي سارع إلى انتقاد خطط مارتينيز بعد فترة قصيرة من توليه المسؤولية.
وقال مارتينيز ، في ذلك الوقت ، : "تعليقاته لن تغير أسلوب عملي. إنه أمر مؤكد... المدرب يجب ألا يخشى تغيير العديد من الأشياء إذا كانت لديه رؤية واضحة".
وأثبت العقدان اللذان قضاهما مارتينيز مع الكرة البريطانية هذا الأمر حيث بلغ أفضل مستوياته كلاعب مع فريق ويجان الإنجليزي الذي انتقل إليه في 1995 عندما كان في الحادية والعشرين من عمره.
ولعب مارتينيز في فريق ويجان إلى جانب اثنين من زملائه السابقين في قطاع الشباب بنادي ريال سرقسطة الإسباني. ووصفتهم وسائل الإعلام البريطانية بلقب "الأصدقاء الثلاثة".
ولكن مهارته كلاعب وسط لم تكن هي المؤهل الأساسي وراء توليه تدريب أحد أبرز المنتخبات الأوروبية الموهوبة والواعدة حيث كانت إنجازاته خلال مسيرته التدريبية هي التي منحته هذا الحق.
ويتسم مارتينيز بأنه رجل منهجي يحلل بعناية أي شيء يتعلق بفريقه. وترك مارتينيز بصمته في كل مكان عمل به مثل سوانسي "الإسباني" نظرا لأنه صبغ فريق سوانسي سيتي الإنجليزي بصبغة إسبانية من خلال التعاقد مع ستة لاعبين إسبان ، إلى عودته المظفرة إلى ويجان كمدرب ليقود الفريق إلى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في 2013 إضافة لعمله في ناد كبير مثل إيفرتون الإنجليزي.
وسرد مارتينيز إنجازاته ، في المقابلة مع "إل بايس" ، قائلا : "التعاقد مع سوانسي ، وتغيير أسلوب اللعب والإيمان بفلسفة النادي. الانتقال إلى ويجان ، وتغيير العقلية ، والتنافس مع الأربعة الكبار والفوز بلقب (كأس الاتحاد) ؛ وتحقيق عدد قياسي من النقاط في أول موسم لي في ايفرتون".
وأصبح أفضل لاعبي بلجيكا مثل روميلو لوكاكو وإيدن هازارد ودي بروين نجوما بارزين في إنجلترا.
ولهذا ، لم تكن مصادفة أن يتجه مسؤولو الاتحاد البلجيكي للعبة إلى الدوري الإنجليزي خلال عملية البحث عن مدرب لمنتخب "الشياطين الحمر".
وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن مارتينيز ينعزل في مكتبه ويدرس مباراتين على الأقل يوميا وأنه يراقب عن كثب أداء 55 لاعبا بلجيكيا.
كما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن مارتينيز يقضي أربع ساعات أسبوعية في تعلم اللغتين الفرنسية والفلمنكية.
والآن ، سيكون التحدي الذي ينتظر مارتينيز ثاني مدرب أجنبي يتولى تدريب المنتخب البلجيكي في آخر 60 عاما هو بلوغ دور الثمانية في بطولة كبيرة من خلال قيادة هذا الفريق الذي يسمى "الجيل الذهبي" للكرة البلجيكية.
وحذر مارتينيز المنافسين قائلا : "متوسط أعمار اللاعبين يتراوح بين 27 و28 عاما وهو أفضل سن".