منشن - محمد خالد

في أبريل 2006 وفي مؤتمر صحافي مفاجئ أعلن النجم الفرنسي زين الدين زيدان اعتزاله كرة القدم بعد نهاية كأس العالم في ألمانيا رغم بقاء عام في عقده مع النادي الملكي وهو في قمة عطائه.

بعد 12 عاماً يتكرر المشهد مرة أخرى عندما أعلن زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد رحيله عن قيادة الفريق قبل شهرين ونصف تقريبا من بداية الموسم المقبل رغم تحقيقه للقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي، هناك عامل مشترك في المناسبتين وهو فن اختيار زيدان للوقت المناسب للرحيل فعندما كان لاعبا رحل وهو في أفضل حالاته وأحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم، ينجح زيدان دائماً في الرحيل وهو مرحب به وليس وداعاً عن طريق الإجبار فنجح النجم الفرنسي في تحويل كأس عالم 2006 إلى مهرجان اعتزال كبير وساعده في ذلك تألقه والصعود إلى نهائي المسابقة بعيدا عن اللقطة الوداعية التي حصل فيها على الكارت الأحمر للتعدي على ماركو ماتيرازي، فبدل من الهجوم على نجم الفريق كما يحدث في أي نادي عند التعثر كانت الهتافات تنادي باستمرار زيدان ابن الـ33 عاماً وقتها.

التوقيت الرائع بعد تحقيق إنجاز سيخلد اسمه في تاريخ الفريق المدريدي ودوري أبطال أوروبا هو درس يجب أن يدرس في جميع الدورات التدريبية للمدربين المحترفين فما فعله زيدان مع الميرينغي، في ظروف سيئة من تولي المسؤولية خلف بينتيز والفريق في وضع سيء جداً وظروف الإيقاف من التعاقدات، وبعدها رحيل عدة نجوم عن الفريق وتقدم عمر نجومه، خاصة وأنها التجربة الأولى الاحترافية في مسيرته، أي شخص آخر في مكانه كان سيشعر بالفخر بتحقيق الثلاثية الإعجازية، والاستمرار في موقعه بقوة دفعاً عن هذا الإنجاز، ولكن عقل الأسطورة تجعله يخرج من الباب الكبير في توقيته المثالي عكس أساطير كبيرة عجزت عن ملامسة الباب الكبير، وأجبروا على الخروج من الباب الصغير!