أحمد عطاهل تظن أن موسم الأندية قد انتهى؟ حسناً قد يبدو هذا الأمر صحيحاً رقمياً، لكنه أبدًا لن ينتهي إلا بعد انتهاء كأس العالم.. هناك ستبدأ المناقشات والمقارنات بعد أن باتت كرة قدم الأندية المُسيطر الأكبر على القلوب والعواطف وبات كثيرون من المشجعين يدعمون المنتخبات التي تضم لاعب أنديتهم.بات نادراً جداً أن تشاهد مشجعاً لريال مدريد يشجع الأرجنتيني أو مشجعاً لبرشلونة يشجع البرتغال.. هذا الأمر يكاد يكون من المحرمات في أيامنا هذه، فكيف يمكن لمشجع الميرينجي أن يتمنى التوفيق لليونيل ميسي وكيف يمكن لمشجع البرسا أن يسعد بنجاحات رونالدو؟ هذا ليس كلامي بل هو نقل لخواطر أغلب المشجعين أو هكذا نتصور.***حيرة سامباوليومع النجومية والشعبية الجارفية للنجمين المذكورين آنفًا، باتت الأضواء مسلطة على منتخبي البرتغال والأرجنتين بشكل كبير سواء من قبل المحبين أو من قبل من يتمنون سقوطهما.والحقيقة أن مسألة سقوط الاثنين تبدو واردة جداً قياساً لما حدث في المباريات الودية.. البرتغال تفوز بالكاد على مصر ثم تخسر بثلاثية أمام هولندا غير المتأهلة لكأس العالم قبل أن تعجز عن هزيمة تونس وتتعادل مع بلجيكا دون أهداف.أما الأرجنتين فحدث ولا حرج.. فوز جيد على إيطاليا قبل سقوط حر أمام إسبانيا بسداسية كاملة ثم اختيارات غريبة لمباريات ودية أغرب أمام منتخبات يعاني كثيرون في إيجادها على الخريطة الجغرافية قبل الخريطة الكروية.الأرجنتيني سامباولي مازال حائراً في اختياره للتشكيلة الأساسية على ما يبدو.. الكثير من التبديلات دون استقرار على شكل واضح للفريق، لكنه بدا أكثر عقلانية أمام هايتي عندما تخلى عن أحلام اللعب بثلاثي خلفي والسعي وراء فوضى خلّاقة صنعها مع تشيلي وإشبيلية لكنها فشلت فشلاً ذريعاً مع الأرجنتين.الأصلع القصير ارتكب خطأ تاريخياً عندما استمر في تصريحاته يمحور المنتخب حول ليونيل ميسي كما ذكر أنه يسعى لخلق أنسب شكل تكتيكي لليونيل ميسي غير مبالٍ بوقع هذا الأمر على باقي اللاعبين الذين يعانون بوضوح من غياب الثقة والإحساس بعدم الأهمية.يُضاف إلى ذلك التلعثم الواضح من سامباولي منذ بداية توليه تدريب الفريق بعد أن جرّب طنًا من الخطط واخترع أماكن غريبة لبعض اللاعبين، إلا أنه ربما بدأ في إعادة حساباته بالعودة إلى شكل تكتيكي واضح لكن ربما بعد فوات الأوان.***البرتغال أكثر استقراراًأما البرتغالي سانتوس فإنه يبدو أكثر استقراراً على شكل الفريق باللعب بطريقة 4/3/3 أو 4/2/3/1 حسب التشكيلة المتواجدة في الملعب.دفاعياً تبدو البرتغال في حالة معقولة لكن الفريق ليس قادراً على أن يكون خطيراً على المستوى الهجومي دون التخلي عن تحفظه الدفاعي، وفي كل مرة يحاول فيها الفريق أن يسيطر على اللعب بزيادة عدد المهاجمين يتحول ذلك إلى ما يشبه المصيدة لبرازيل أوروبا ويصير دفاعه هشاً خاصة إن أخذنا في الاعتبار الأعمار المتقدمة لقلوب دفاعه.***الصراع النظريوبنظرة سريعة على مسار المنتخبين في البطولة فإنه إن تأهلت البرتغال عن مجموعتها التي تضم إسبانيا، المغرب وإيران فعلى الأرجح سيكون ذلك من مقعد الوصافة خلف الماتادور ليقابلوا أحد منتخبات المجموعة الأولى التي تضم أوروغواي، وروسيا، ومصر والسعودية وكلها منتخبات لدى البرتغال فرصة للفوز عليها والمرور لدور الثمانية وحينها سيكون على البرتغاليين مواجهة فرنسا على الأرجح في تكرار لنهائي يورو 2016، ولا نظن أن الحظ سيكون محالفاً لفريق سانتوس هذه المرة أمام الديوك الفرنسية، أي أنه نظرياً لا نعتقد أن فريق كريستيانو رونالدو سيتخطى دور الثمانية في أفضل الظروف.***مواجهات مرتقبةأمام بالنسبة للأرجنتين فإنها رغم كل المصاعب قادرة على تصدر مجموعتها التي تضم كرواتيا، آيسلندا ونيجيريا رغم صعوبة المواجهة ضد المنتخبين الأوروبيين بالذات، وفي حالة حدوث ذلك فإن منتخب التانجو سيواجه أحد منتخبات مجموعة فرنسا، وأستراليا، وبيرو والدنمارك ومع تصدره لمجموعته فإنه سيتفادى فرنسا على الأرجح وستتبقى له المنتخبات الأخرى التي لديه فرصة واضحة في تخطيها رغم جودة ما تقدمه بيرو والدنمارك بالذات.وفي حالة تأهل الأرجنتين إلى دور الثمانية فإنها نظرياً ستصطدم بمنتخب إسبانيا القادمة من مسار متصدر المجموعة الثانية، وصحيح أن نتيجة السداسية من جديد غير واردة بنسبة كبيرة لكن كل التوقعات تقول إن لاروخا قادر على تكرار انتصاره على فريق ليونيل ميسي والمرور لنصف النهائي، أي أن الأرجنتينيين على الورق كذلك لا نعتقد أنهم قادرون على تخطي دور الثمانية في أفضل الظروف.إذًا في أحسن الظروف فإننا نرى أن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لن يتجاوزا دور الثمانية فما رأيكم أنتم؟