(د ب أ)

فيما يتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار دا سيلفا قائمة النجوم المشاركين في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، يتواجد خلف هؤلاء النجوم الثلاثة زمرة من اللاعبين البارزين الذين ينتظرون الفرصة لفرض وجودهم بين النخبة حتى ولو كان هذا على مدار شهر واحد خلال بطولة كأس العالم.

وبعدما تقاسم ميسي ورونالدو جائزة أفضل لاعب في العالم على مدار عقد كامل ، ستكون هذه النسخة من المونديال فرصة هائلة أمام كل منهما لإثبات أنه أفضل من الآخر بشرط التتويج مع منتخب بلاده بلقب البطولة العالمية.

في هذه المرحلة من مسيرتهم ، سيكون من المستحيل عمليا لأي منهما المشاركة في نسخة أخرى مستقبلية من البطولة رغم ما يظهرانه كل أسبوع مع نادييهما الإسبانيين بأنهما ما زالا في قمة مستواهما.

ورغم هذا ، يواجه كل من اللاعبين مشكلة حقيقية تتمثل في أن منتخبيهما لا يمكن الوثوق فيهما بشكل تام. ومع هذا ، أثبت كلاهما قدرته على دفع زملائه إلى الأمام بأقصى قدر ممكن حيث قاد ميسي المنتخب الأرجنتيني إلى نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل فيما قاد رونالدو المنتخب البرتغالي إلى لقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا.

وبالنسبة لنيمار ، يبدو الوضع على النقيض تماما حيث فشل اللاعب حتى الآن في إثبات قدرته على قيادة المنتخب البرازيلي بمفرده للفوز بلقب كبير.

ولكن القوة والفعالية التي أظهرها الفريق تحت قيادة مديره الفني الجديد تيتي تضع المنتخب البرازيلي بين أقوى المرشحين للفوز بلقب المونديال الروسي.

ويسمح هذا السياق لنيمار بالتألق بحرية أكبر ، وقد يكون هذا كافيا لرفعه في النهاية حتى يتمكن من تجاوز منافسيه ميسي ورونالدو.

وبعيدا عن النجوم الثلاثة البارزين ، يراود الأمل لاعبون آخرون بارزون في إثارة الإعجاب بروسيا.

ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين المهاجمون الأوروجوياني لويس سواريز والفرنسي أنطوان جريزمان والبولندي روبرت ليفاندوفسكي والإنجليزي هاري كين والأرجنتيني سيرخيو أجويرو والمصري محمد صلاح وصانعو اللعب البلجيكيان إيدن هازارد وكيفن دي بروين والإسباني إيسكو والألماني توني كروس والكولومبي خاميس رودريجيز والبرازيلي فيليب كوتينيو حيث يحظى كل منهم بفرصة جيدة لإظهار موهبته في استادات المونديال الروسي.

ويبدو سواريز ، الذي يلعب إلى حد ما في ظل ميسي بفريق برشلونة الإسباني ، هو القائد بلا منازع في منتخب أوروجواي.

وبعد استبعاده من صفوف الفريق خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب عضه المدافع الإيطالي جورجيو كيليني خلال مباراة الفريقين بالدور الأول ، يحرص سواريز /31 عاما/ على تصحيح وضعه من خلال المشاركة الثالثة له في بطولات كأس العالم.

كما يبرز إدينسون كافاني مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي كرفيق مثالي لسواريز في خط الهجوم الخطير لمنتخب أوروجواي.

ويخوض جريزمان المونديال للمرة الثانية مع منتخب فرنسا ، ويستعد لتحقيق طفرة مع الفريق خاصة وأنه الآن في السن المثالية (27 عاما) .

ويلعب جريزمان في فريق تنافسي للغاية هو أتلتيكو مدريد الإسباني حيث خاض معه أكثر من 200 مباراة كما نضج جريزمان بالشكل الكافي لتحقيق أقصى استفادة من موهبته في المراحل الحاسمة خلال المباراة.

ولا يرجح اختيار أي من ليفاندوفسكي أو كين كأفضل لاعب في البطولة ولكن كلا منهما يمكنه أن يأمل بقوة في الفوز بجائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة.

ويتصدر ليفاندوفسكي قائمة أفضل هدافي المنتخب البولندي على مدار التاريخ وكما أحرز مجددا العديد من الأهداف لفريقه بايرن ميونخ الألماني في الموسم المنقضي على المستويين المحلي والأوروبي.

كما يخوض كين مهاجم توتنهام الإنجليزي فعاليات المونديال الروسي بعدما تصدر قائمة أفضل الهدافين في أوروبا خلال عام 2017 كما توج هدافا في الدوري الإنجليزي بالموسمين السابقين للموسم المنقضي وحل ثانيا خلف المصري محمد صلاح نجم ليفربول في قائمة هدافي المسابقة بالموسم المنقضي.

وهناك نوع آخر من اللاعبين هو أجويرو ، هذا المهاجم الفتاك ، الذي يرغب أيضا في تصحيح الأوضاع مع منتخب التانجو.

وبصفته رفيقا لميسي في الهجوم ، وبعد موسم رائع مع مانشستر سيتي ، سيحاول أجويرو نسخ مستواه الرائع في أوروبا على مدار العقد الماضي إلى مشاركته مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال الروسي.

وإذا كان المنتخب المصري يطمح للوصول إلى دور الستة عشر ، فإن صلاح يجب أيضا أن يظهر سبب كونه نجما بالفعل.

وقدم صلاح مهاجم ليفربول موسم أشبه بالأحلام ، ويأمل في أن يقدم أفضل مستوياته مع منتخب الفراعنة في المونديال الروسي.

وبعيدا بعض الشيء عن مرمى المنافس ، يطمح العديد من لاعبي خط الوسط إلى السطوع وشق طريقهم إلى قائمة أفضل النجوم في المونديال الروسي.

ويأمل المنتخب البلجيكي في أن يكون أخيرا على قدر التوقعات الهائلة التي تحيط به ، ويدرك هازارد أنه من غير المرجح أن يكون في وضع جيد ليؤكد جدارته مثلما هو الآن.

وتسعى الأندية الكبرى في أوروبا جاهدة لضم هازارد /27 عاما/ لاعب خط الوسط المهاجم بفريق تشيلسي والذي يتمتع بخبرة هائلة كما أصبح أكثر نضجا مما كان عليه في المونديال البرازيلي قبل أربع سنوات.

وإلى جوار هازارد ، تستطع جوهرة بلجيكية أخرى بهذا الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي حيث يطمح دي بروين إلى تحقيق شهرة ونجومية عالمية مثلما حقق قدرا هائلا من النجومية مع فريق مانشستر سيتي الذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي.

ويتشابه الأمر مع إيسكو نجم ريال مدريد والمنتخب الإسباني حيث يتميز بنه لاعب صاحب موهبة طبيعية كما سيخو المونديال الروسي وهو في أفضل حالاته.

ويبدو إيسكو /25 عاما/ على استعداد لاستلام الراية من المخضرم أندريس إنييستا في المنتخب الإسباني حيث يرجح أن إنييستا سيعتزل اللعب الدولي في الفترة المقبلة بعد المونديال الروسي.

ويتمتع إيسكو لاعب ريال مدريد بثقة تامة من جولين لوبيتيجي المدير الفني للمنتخب الإسباني الذي يعتبره بوضوح أكثر أهمية بالنسبة للمنتخب مما هو بالنسبة لناديه.

ويعرف الألماني توني كروس زميل إيسكو في الريال بالفعل كيف يكون شعور بطل العالم حيث توج باللقب مع منتخب بلاده عام 2014 بالبرازيل لكنه سيكون مستعدا للعب دور أكثر أهمية مع ألمانيا هذه المرة بعد أن اعتزل نجوم آخرون بالفريق مثل باستيان شفاينشتيجر وفيليب لام.

ويتمتع كروس ، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم ، بالعديد من المهارات والمواهب مثل التمرير الجيد والسرعة والرؤية الواضحة للملعب والتحكم في الكرة فهو لاعب مخضرم رغم أنه لا يزال في الثامنة والعشرين من عمره.

وارتقى الكولومبي خاميس رودريجيز لمرتبة النجوم في بطولة كأس العالم الماضية ويأمل أن يكون مؤثرا بنفس الشكل في المونديال الروسي.

واستعاد روريجيز مستواه العالي من خلال مسيرته مع بايرن ميونخ في الموسم المنقضي ، ويأمل في أن يقدم بالمونديال الروسي نفس المستويات العالية التي قدمها في مونديال 2014 علما بأنه توج هدافا للمونديال البرازيلي برصيد ستة أهداف.

ويحظى كوتينيو نجم برشلونة الإسباني بدعم المنتخب البرازيلي ، والذي قد يساعده على إظهار مهاراته من خلال هيكل الفريق وأسلوب اللعب الذي قدمه المدرب تيتي.

وقد يكون كوتينيو لاعب خط الوسط برشلونة في وضع أفضل ليصبح نجما حقيقيا ويظهر لماذا كلف برشلونة ما لا يقل عن 120 مليون يورو لضمه من ليفربول.

ويأمل ميسي ورونالدو في تعزيز مكانتهما كأفضل لاعبين في العالم. ولكنهما يجب أن يتمتعا بالحذر ، لأن هناك قائمة طويلة من لاعبي كرة القدم الموهوبين الذين يقفون خلفهم ، وكلهم يتوقون إلى أخذ مكانهم بين النخبة.