(د.ب.أ)
لا يمتلك فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي لكرة القدم الكاريزما والشخصية المسيطرة التي يتسم بها مواطنه المدرب الشهير جوزيه مورينيو كما لا يمتلك سيرة ذاتية مبهرة كتلك التي يحظى بها مورينيو ، ولكن سانتوس هو من قا المنتخب البرتغالي لأول لقب له في البطولات الكبيرة عندما فاز معه بلقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا.
وقاد سانتوس المنتخب البرتغالي إلى المجد الأوروبي معتمدا على إخلاص وولاء اللاعبين للفريق ومن بينهم كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في تاريخ البرتغال حيث يتفوق على الأسطورة إيزيبيو نفسه.
ويدرك سانتوس صاحب الــ64 عاماً مدى أهمية رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني بالنسبة للمنتخب البرتغالي.
وقال سانتوس : "رونالدو هو أفضل لاعب في العالم".
ورغم هذا ، لا يفوت سانتوس أي فرصة لتقليص مكانة رونالدو في صفوف الفريق.
وقال سانتوس ، قبل شهور قليلة ، : "المنتخب البرتغالي يلعب بعشرة لاعبين ، وكريستيانو جزء من الفريق... هذه ستكون بطولة كأس عالم للمنتخب البرتغالي وليست بطولة كريستيانو رونالدو".
ويبدو أن هذا كان نتيجة لضيقه من تكرار سؤال الصحفيين إليه بشأن اعتماد الفريق على رونالدو.
وبعيدا عن رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد ، يرى سانتوس أن الفوز بالألقاب لا يأتي إلا من خلال فريق متماسك.
ولهذا ، حرص المنتخب البرتغالي على الانتظام في معسكر على مدار 51 يوما خلال فترة يورو 2016 وهو ما يفوق مدة معسكر أي فريق آخر.
ويتميز سانتوس بأنه خبير في الحصول على أفضل أداء ممكن من لاعبيه حيث نجح هذا في كل فريق دربه في الماضي.
ولم يترك سانتوس ، الذي درس هندسة الكهرباء والاتصالات ، بصمة كبيرة خلال مسيرته كلاعب ولكنه صنع شهرته من خلال مسيرته التدريبية خاصة بعدما فاز بخمسة ألقاب مع بورتو البرتغالي في موسم 1998 / 1999 والذي تولى مسؤوليته بعد تولي تدريب فريقين أقل بريقا وهما إستريلا أمادورا واشتوريل.
ومنذ ذلك الحين ، أطلقت وسائل الإعلام البرتغالية على سانتوس لقب "مهندس البطولات الخمس".
وكانت هذه الألقاب الخمسة بمثابة خطوة في مسيرة تدريبية ناجحة لسانتوس توجت بلقب يورو 2016 .
وقال سانتوس : "لا تحتاج إلى أن تكون لاعبا عظيما لتصبح مدربا عظيما".
وقبل توليه تدريب المنتخب البرتغالي ، لجأ سانتوس لتجربة حظه مع الكرة اليونانية حيث حقق النجاح مع آيك أثينا وباناثينايكوس.
كما تولى سانتوس تدريب فريقي بنفيكا وسبورتنج لشبونة البرتغاليين ولكن توليه تدريب المنتخب اليوناني كان الوسيلة التي مهدت طريقه إلى تدريب المنتخب البرتغالي.
وتولى سانتوس تدريب المنتخب اليوناني في 2010 وقاد الفريق إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) وكذلك إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل والتي بلغ فيها المنتخب اليوناني الدور الثاني (دور الستة عشر) للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة العالمية.
وفي المقابل ، قدم المنتخب البرتغالي مسيرة متواضعة للغاية في هذه البطولة بدأها بهزيمة ثقيلة صفر / 4 أمام المنتخب الألماني قبل خروجه صفر اليدين من الدور الأول للبطولة.
واستهل المنتخب البرتغالي مسيرته في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بالهزيمة صفر / 1 أمام المنتخب الألباني والتي وصفتها وسائل الإعلام البرتغالية بأنها "مخزية" ليتعاقد الاتحاد البرتغالي للعبة مع سانتوس من أجل قيادة الفريق.
وبدأ سانتوس مسيرته مع الفريق بالهزيمة أمام نظيره الفرنسي وديا في سان دوني فيما حقق الفوز الثمين 1 / صفر على مضيفه الدنماركي في المباراة التالية بتصفيات يورو 2016 .
وبعد أقل من عامين على توليه المسؤولية ، قاد سانتوس الفريق للفوز على المنتخب الفرنسي في سان دوني أيضا ولكن هذا كان في المباراة النهائية ليورو 2016 .
ويتسم سانتوس بالواقعية والبراجماتية ولا ينفي أن كثيرين يرون فريقه مرشحا للفوز بلقب المونديال الروسي.
وقال سانتوس : "في كأس العالم ، لدينا هدف وليس حلما".
ويتعرض سانتوس دائما للاتهام بأنه يعتمد على خطط تميل بشكل أكبر للنواحي الدفاعية.
ويؤكد سانتوس أنه حصل على عدد من التهاني من المشجعين في اليونان أكثر مما نال من مشجعي البرتغال خلال مسيرته الناجحة مع المنتخب البرتغالي في يورو 2016 .
وصرح سانتوس ، إلى صحيفة "إل بايس" الإسبانية قائلا : "الاستحواذ على الكرة مبالغ فيه. الهجوم المباشر والهجوم المرتد السريع لا يبدوان أسلحة كروية ولكنهما هكذا".
وفي نفس المقابلة ، قال سانتوس إن الأعمدة الأربعة التي يحتاجها أي فريق للفوز هي "التنظيم الجيد والتركيز والحماس والثقة".