ثمانية انتصارات و50 هدفا... هكذا كانت حصيلة المنتخبات العربية على مدار 20 نسخة سابقة من بطولات كأس العالم لكرة القدم.
ولكن الجماهير العربية يمكنها أن تطمح الآن إلى مضاعفة هذا الرصيد من خلال النسخة الحادية والعشرين من البطولة والتي تستضيفها روسيا من 14 حزيران/يونيو الحالي وحتى 15 تموز/يوليو المقبل.
ويشهد المونديال الروسي مشاركة عربية قياسية حيث ستكون أول نسخة من بطولات كأس العالم تشهد مشاركة أربعة منتخبات عربية بتأهل منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب إلى النهائيات.
وربما لا تحظى أي من هذه المنتخبات بترشيحات كبيرة في بلوغ الأدوار النهائية للبطولة ولكن مستوى هذه الفرق في السنوات الأخيرة ومسيرتها في التصفيات يثير بعض التفاؤل بشأن قدرتها على تحسين الحصيلة العربية في بطولات كأس العالم على مدار تاريخ لبطولة.
وتتفاوت فرص المنتخبات العربية في الدور الأول للمونديال الروسي وتبدو الفرصة سانحة أمام كل منها للعبور إلى الدور الثاني ولكن بدرجات متباينة.
وأوقعت القرعة المنتخبان المصري والسعودي في مجموعة واحدة هي المجموعة الأولى مع منتخبي أوروجواي الفائز بلقب البطولة مرتين سابقتين في 1930 و1950 وروسيا صاحب الأرض.
وفي المقابل ، أوقعت القرعة المنتخب المغربي في المجموعة الثانية (مجموعة الموت) مع منتخبات إسبانيا بطل العالم في 2010 والبرتغال حامل لقب كأس أمم الأوروبية (يورو 2016) وإيران أول المتأهلين من القارة الأسيوية للمونديال الروسي.
أما المنتخب التونسي فيخوض فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة السابعة مع منتخبات إنجلترا وبلجيكا وبنما.
وربما يكون المنتخب المغربي هو الأكثر جاهزية وتمتعا بأكبر عدد من المحترفين في الأندية الأوروبية من بين المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في المونديال الروسي ، ولكن الواقع يؤكد أنه الفريق المناسب في المجموعة غير المناسبة.
وبشكل عام ، سيكون المنتخب المغربي (أسود الأطلسي) بحاجة إلى تفجير مفاجأة من العيار الثقيل إذا أراد التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) حيث يحتاج أولا إلى الفوز على المنتخب الإيراني في الجولة الأولى من مباريات المجموعة إضافة لتحقيق الفوز على أحد العملاقين الأوروبيين في المباراتين التاليتين له بالمجموعة.
وفي ظل اتجاه معظم الترشيحات للماتادور الإسباني ، سيكون أمل أسوط الأطلسي معلقا بتفجير المفاجأة على حساب المنتخب البرتغالي بطل أوروبا.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب التونسي الذي يحتاج أول للفوز على نظيره البنمي الذي يخوض المونديال للمرة الأولى والذي يبدو هو الفريق الأقل ترشيحا في هذه المجموعة على أن يفجر نسور قرطاج مفاجأة أمام أي من المنتخبين الأوروبيين في المجموعة.
وفي المجموعة الأولى ، تبدو فرص المنتخبين المصري والسعودي أفضل في العبور إلى دور الستة عشر ولكن الترشيحات القوية التي تصب في صالح منتخب أوروجواي لتصدر هذه المجموعة تشير إلى أن عبور أي من الفريقين العربيين إلى الدور الثاني ، في حال سقوط أصحاب الأرض ، سيكون على حساب الآخر.
وبعيدا عن صراع التأهل ، تستطيع المنتخبات العربية الأربعة تحسين الحصيلة العربية من الانتصارات والأهداف بشكل رائع في بطولات كأس العالم من خلال هذه النسخة.
وعلى مدار العشرين نسخة الماضية من كأس العالم ، شهدت البطولة 21 ظهورا عربيا كان أولها من نصيب المنتخب المصري في مونديال 1934 بإيطاليا.
وكان ال21 ظهورا من نصيب ثمانية منتخبات ، ولكن ثلاثة منتخبات فقط نجحت في اجتياز الدور الأول وبلوغ الدور الثاني في البطولة العالمية وهي منتخبات الجزائر في 2014 والمغرب في 1986 والسعودية في 1994 ولكن أيا من المنتخبات الثمانية لم يستطع بلوغ دور الثمانية للبطولة.
وما زالت منتخبات السعودية والمغرب وتونس هي الأكثر تأهلا للمونديال حيث يشارك كل من هذه المنتخبات في المونديال للمرة الخامسة فيما يخوض المنتخب المصري البطولة للمرة الثالثة فقط.
وكانت باقي المشاركات العربية في المونديال من نصيب الجزائر (أربع مشاركات) والكويت والعراق والإمارات برصيد مشاركة واحدة لكل منهم.
وتشير الإحصائيات إلى تفوق المنتخب الجزائري على باقي فرسان الكرة العربية في المشاركات السابقة حيث كان الوحيد الذي حقق ثلاثة انتصارات مقابل انتثارين لكل من المغرب والسعودية وانتصار واحد لتونس فيما لم توفق باقي المنتخبات في تحقيق أي فوز بمشاركاتها السابقة في المونديال.
ومن بين 50 هدفا أحرزتها المنتخبات العربية في تاريخ مشاركاتها بالمونديال ، أحرز المنتخب الجزائري 13 هدفا مقابل 12 هدفا للمغرب وتسعة للسعودية وثمانية لتونس وثلاثة أهداف فقط للمنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) وهدفين لكل من الكويت والإمارات وهدف واحد للعراق.