(د ب أ)
قليل من البلدان يتسم بنفس الحماس الذي تتسم به إنجلترا تجاه كرة القدم ، ولكن العديد من أجيال مشجعي كرة القدم الإنجليزية اعتادت الشعور بخيبة الأمل بسبب إخفاقات منتخب بلادهم المعروف بلقب "الأسود الثلاثة" .
وتوج المنتخب الإنجليزي لكرة القدم بلقب بطولة كأس العالم في النسخة التي استضافتها بلاده عام 1966 علما بأن مسيرته نحو اللقب أثارت كثيرا من الجدل.
ولكن الفريق لم يستطع الوصول لأبعد من دور الثمانية في جميع النسخ التي خاضها بعد هذا اللقب باستثناء نسخة 1990 بإيطاليا والتي بلغ فيها المربع الذهبي للبطولة.
بل والأكثر من هذا ، كانت مشاركة الفريق مؤلمة في آخر نسختين من البطولة حيث ودع نسخة 2010 بجنوب أفريقيا من دور الستة عشر ثم ودع البطولة من دور المجموعات في نسخة 2014 بالبرازيل.
ولهذا ، لا يتواجد المنتخب الإنجليزي ضمن الفرق المرشحة بقوة لإحراز لقب كأس العالم في نسخته الجديدة التي تستضيفها روسيا.
ولكن مسيرة الفريق في التصفيات كانت رائعة بالشكل الذي يجب معه وضع المنتخب الإنجليزي وقدرته على المنافسة في الحسبان.
وحصد منتخب "الأسود الثلاثة" 26 من 30 نقطة متاحة في المباريات العشر التي خاضها في مجموعته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا ليتصدر الفريق المجموعة بفارق ثماني نقاط أمام نظيره السلوفاكي.
ولكن الفريق سجل 18 هدفا فقط في المباريات العشر بالتصفيات وهو رصيد متواضع بالنسبة لخط هجوم يضم هاري كين وديلي آلي ورحيم ستيرلنج.
واعتزل النجم الشهير واين روني مهاجم إيفرتون الإنجليزي اللعب الدولي ليعلق المنتخب الإنجليزي معظم آماله على كين /24 عاما/ مهاجم توتنهام والذي حجز لنفسه مكانا بين صفوة مهاجمي الكرة الإنجليزية على مدار التاريخ بسبب سجله التهديفي الرائع وموهبته في قنص الأهداف.
ويبدو كين قادرا على هز الشباك من أي تمريرة تصل إليه ومن أي مكان وأي زاوية أمام مرمى المنافسين.
ورغم هذا ، يعتمد كين أيضا على زملائه بالفريق علما بأن جميع نجوم المنتخب الإنجليزي يتعرضون دائما للانتقادات.
والحقيقة أن المونديال الروسي يبدو وكأنه جاء في وقت مبكر للغاية بالنسية للمنتخب الإنجليزي حيث تشهد الكرة الإنجليزية حاليا بزوغ جيل مبهر للغاية يتمتع بمهارات فريدة.
وفازت إنجلترا في العام الماضي بلقبي كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) والشباب (تحت 20 عاما) من خلال فريقين منظمين للغاية ويضمان لاعبين واعدين ومتميزين.
وحتى يحين الوقت لتصعيد هذه المواهب الشابة والناشئة إلى المنتخب الأول ، يحتاج الفريق إلى التأكيد على تغيير طريقته في التفكير.
ويتعين على الفريق أن يثبت هذا بقيادة مديره الفني الحالي جاريث ساوثجيت الذي تولى المسؤولية مؤقتا بعد استقالة سام ألارديس الذي شغل منصب المدير الفني للفريق 67 يوما فقط.
واستقال ألارديس بسبب تورطه في فضيحة تتعلق بانتقال أحد اللاعبين ثم تولى ساوثجيت المسؤولية بشكل مؤقت قبل أن يؤكد جدارته بالاستمرار مع الفريق ليوقع عقدا لتدريب الفريق.
نجم الفريق : يبرز هاري كين كأحد أفضل الهدافين في العالم بعدما تحسن مستواه تدريجيا على مدار أربع سنوات. وخلال هذه الفترة ، لم يقل رصيد كين عن 20 هدفا في الموسم الواحد بفعاليات الدوري الإنجليزي وتوج هدافا للمسابقة في موسمي 2015 /2016 و2016 / 2017 فيما حل ثانيا في قائمة هدافي المسابقة في موسمي 2014 / 2015 و2017 / 2018 .
ولا يعلم أحد المستوى الذي يستطيع كين الوصول إليه لأن مستواه لا يزال يتطور كما يضيف قدرات جديدة إلى أسلوبه في اللعب في كل عام. ويشعر كين بالسعادة مع فريق توتنهام ولكن العديد من أعظم أندية أوروبا ترغب في التعاقد معه.
المدير الفني : خاض جاريث ساوثجيت 504 مباريات كلاعب في صفوف ثلاثة أندية إنجليزية هي كريستال بالاس وأستون فيلا وميدلسبروه.
وقبل توليه مسؤولية تدريب "الأسود الثلاثة" ، كانت تجربته الوحيدة مع التدريب على مستوى الأندية هي تولي مسؤولية ميدلسبره لثلاث سنوات من 2006 إلى 2009 .
ولكن ساوثجيت قدم مسيرة رائعة في تدريب المنتخب الإنجليزي للشباب (تحت 21 عاما) بين عامي 2013 و2016 وهو ما جعله جديرا بتولي مسؤولية المنتخب الأول بعد استقالة ألارديس.