(د ب أ)

خاميس رودريجيز ، كيلور نافاس ، توماس مولر ، سيرخيو جويكوتشيا ، روجيه ميلا وسالفاتوري سكيلاتشي.. فيما ينتمي هؤلاء اللاعبين لأجيال مختلفة وجنسيات متباينة ، ولكنهم يشتركون جميعا في شيء واحد وهو نيل شهرتهم العالمية من خلال تقديم أداء رائع في بطولات كأس العالم.

ويمكن لبطولة كأس العالم أن تفسد مسيرة اللاعب ، ولكنها أيضا قد تؤدي لقفزة نوعية ممكنة في مسيرته وأن تصبح نقطة انطلاق نحو نخبة كرة القدم وسجلات تاريخ اللعبة.

وقبل بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، كان الكولومبي خاميس رودريجيز لاعبا واعدا. وكان وقتها لاعبا في موناكو الفرنسي كما تألق في صفوف المنتخب الكولومبي لكنه لم يرتق لمستوى النجوم.

وكانت كأس العالم بالبرازيل هي الفرصة المثالية له خاصة مع غياب زميله راداميل فالكاو جارسيا بسبب الإصابة.

وبالفعل ، لعب خاميس دورا كبيرا في بلوغ المنتخب الكولومبي دور الثمانية للبطولة علما بأنه كان في الثانية والعشرين من عمره وقتها. وكان بلوغ دور الثمانية هو أفضل إنجاز للمنتخب الكولومبي في بطولات كأس العالم حتى الآن.

وسجل خاميس ستة أهداف جميلة خلال مباريات الفريق بالبطولة ليتوج بجدارة هدافا لهذه النسخة.

وقال خاميس ، إلى التلفزيون الكولومبي بعدما نال إشادة لاعبي البرازيل عقب مباراة الفريقين في دور الثمانية بالبطولة ، : "قالوا لي إنني كنت لاعبا جيدا. والواقع أن عناق الكثير من النجوم لي أسعدني كثيرا".

وبعد هذا الأداء الراقي للاعب في المونديال البرازيلي ، أنفق ريال مدريد الإسباني 80 مليون يورو للتعاقد معه.

وفاز خاميس مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا لموسمين متتاليين خلال المواسم الثلاثة التي قضاها في النادي الملكي قبل انتقاله إلى بايرن ميونخ الألماني في صيف 2017 على سبيل الإعارة.

وتألق خاميس مع النادي البافاري وأصبح أحد النجوم المنتظمين في التشكيلة الأساسية للفريق بالموسم المنقضي.

ولم يسبق لعدد كبير من اللاعبين أن ارتدوا قميصي الريال وبايرن خلال مسيرتهم ، ولم يكن خاميس لينال هذا إلا من خلال تألقه في المونديال.

وحدث شيء مماثل لحارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس الذي كان حارسا لليفانتي الإسباني قبل خوضه فعاليات المونديال البرازيلي في 2014 .

وفرض نافاس نفسه ضمن أبرز نجوم المنتخب الكوستاريكي في المونديال البرازيلي وقاد الفريق لدور الثمانية ولم يخسر الفريق أي مباراة خاضها في البطولة حتى سقط أمام نظيره الهولندي في دور الثمانية بركلات الترجيح.

وفي دور الستة عشر بالبطولة نفسها ، تصدى نافاس للعديد من الكرات الخطيرة في مواجهة المنتخب اليوناني ومنها إحدى ركلات الترجيح في نهاية المباراة ليقود الفريق إلى دور الثمانية وهو أفضل إنجاز في تاريخ مشاركات المنتخب الكوستاريكي في بطولات كأس العالم.

وقال نافاس : "يجب أن نكون أكثر من فخورين بما حققناه... أشكر للغاية هؤلاء الذين قدروا عملي وشجعوني".

وجذب المستوى المتميز لنافاس في المونديال البرازيلي اهتمام ريال مدريد أيضا ليتعاقد النادي الملكي مع الحارس الذي كان أقل الحراس اهتزازا للشباك في المونديال البرازيلي.

وبعد أربع سنوات ، يواصل البعض التشكيك في جدارة نافاس بأن يكون الحارس الأول للريال ، ولكنه يحظى حتى الآن بثقة الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للفريق.

وبالنسبة لنافاس أيضا ، كانت بطولة كأس العالم نقطة تحول هائلة في مسيرته الكروية.

وقبلها بأربع سنوات ، لم تكن بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا تتويجا لهذا الجيل الخالد من نجوم كرة القدم الإسبانية فقط ، والذي أحرز أيضا لقبي يورو 2008 و2012 ، ولكنها أظهرت أيضا لاعبين من طراز عالمي مثل الألماني توماس مولر.

وكان مولر بدأ مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني (مانشافت) قبلها بشهور قليلة فقط. وتوج مولر بجائزة الحذاء الذهبي لهداف مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

وفي مونديال 1990 بإيطاليا ، بدأ حارس المرمى الأرجنتيني سيرخيو جويكوتشيا البطولة كحارس احتياطي لنيري بومبيدو ولكن بومبيدو تعرض لكسر في الساق خلال المباراة أمام المنتخب السوفيتي في الجولة الثانية للفريق بدور المجموعات ليتولى جويكوتشيا مهمة حراسة مرمى التانجو.

ولعب جويكوتشيا دورا بارزا في بلوغ الفريق المباراة النهائية من خلال الإطاحة بمنتخبي يوغسلافيا السابقة وإيطاليا بركلات الترجيح من دوري الثمانية وقبل النهائي على الترتيب.

كما كان مونديال 1990 فرصة ذهبية للمهاجم الكاميروني الخطير روجيه ميلا. وكان ميلا اعتزل اللعب بالفعل لكنه عاد فجأة إلى الملاعب من أجل قيادة هجوم المنتخب الكاميروني في هذا المونديال وهو في الثامنة والثلاثين من عمره.

وأثار المهاجم المخضرم دهشة كثيرين بأهدافه المهمة علما بأنه كان يشارك بديلا في الشوط الثاني من مباريات الفريق. وبفضل هذه البطولة ، التي أحرز خلالها أربعة أهداف ، لا يزال ميلا في ذاكرة تاريخ كرة القدم.

وحدث نفس الشيء لمهاجم آخر بنفس البطولة وهو سالفاتوري سكيلاتشي ابن مدينة باليرمو الإيطالي والذي كان من المتوقع أن يصبح احتياطيا في المنتخب الإيطالي (الآزوري) ولكنه أنهى البطولة هدافا لهذه النسخة برصيد ستة أهداف.