قبل عامين فقط ، بدت مسيرة المدافع المغربي الشهير المهدي بنعطية في النفق المظلم بعد عامين غير موفقين في صفوف بايرن ميونخ الألماني ، ولكن المدافع العملاق استعاد اتزانه وجزءا من بريقه مع عودته إلى الدوري الإيطالي من بوابة السيدة العجوز.
وخلال العامين الماضيين ، رد بنعطية على كافة الانتقادات التي حاصرته مع بايرن وأصبح من اللاعبين المتميزين في صفوف يوفنتوس الإيطالي كما أصبح من الأوراق الرابحة التي يراهن عليها المدرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب المغربي (أسود الأطلسي) في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وكان بنعطية /31 عاما/ انتقل في صيف 2014 إلى بايرن ميونخ بعد أربع سنوات من التألق في الدوري الإيطالي مع فريقي أودينيزي وروما.
ولكن الإصابات حاصرت اللاعب في العديد من الأحيان وأفسدت مسيرته مع بايرن فيما أشار بعض المراقبين إلى أن أسلوب أداء بنعطية لا يتناسب مع الدوري الألماني.
ولهذا ، لم يتردد بنعطية في قبول عرض يوفنتوس للانتقال إليه في صيف 2016 على سبيل الإعارة.
وقال بنعطية خلال المؤتمر الصحفي للإعلان الرسمي عن انتقاله ليوفنتوس "عانيت من سوء حظ بالغ خلال تجربتي مع بايرن لكثرة الإصابات. حاولت في 2015 العودة لإيطاليا عبر بوابة يوفنتوس ولكن مسؤولي بايرن رفضوا".
وأشار بنعطية إلى أنه يرى نفسه أقرب لطريقة اللعب الإيطالية عن الطريقة الألمانية.
وبالفعل ، ساهم بنعطية في مواصلة يوفنتوس لهيمنته على الدوري الإيطالي ليحرص نادي "السيدة العجوز" على ضم اللاعب بشكل نهائي في صيف 2017 من خلال تفعيل بند الشراء في عقد اللاعب.
وإلى جانب تألقه مع يوفنتوس وإثبات جدارته باللعب لأحد الأندية الكبيرة في أوروبا ، لعب بنعطية دورا بارزا في عودة المنتخب المغربي إلى الظهور في بطولات كأس العالم بعد غياب دام 20 عاما منذ مشاركة الفريق الرابعة في المونديال خلال نسخة 1998 بفرنسا.
ورغم الكم الهائل من النجوم في خطي الوسط والهجوم بمنتخب أسوط الأطلسي ، كان لخط الدفاع دور بارز في عبور الفريق إلى المونديال الروسي خاصة مع خوض الفريق للتصفيات ضمن مجموعة قوية وصعبة في التصفيات الأفريقية ضمت مع الفريق منتخبات كوت ديفوار ومالي والجابون.
وخلال مسيرة الفريق بالتصفيات ، لم تهتز شباك المنتخب المغربي في أي من المباريات الستة التي خاضها في هذه المجموعة بالتصفيات.
وكان لبنعطية وزملائه في الدفاع الصلد هذا الدور الكبير في العبور إلى المونديال الروسي.
والآن ، سيكون بنعطية على موعد مع التحدي الكبير حيث يعول عليه رينار في قيادة زملائه بمجموعة (الموت) في المونديال والتي تضم معه منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران.
وكان بنعطية لعب في عام 2005 لمنتخب فرنسا للناشئين (تحت 18 عاما) ولكنه خاض مع الفريق مباراة واحدة فيما انضم في العام التالي لمنتخب المغرب للشباب (تحت 20 عاما) .
وفي 2008 ، استهل بنعطية مسيرته الدولية مع المنتخب المغربي الأول في المبارة الودية التي فاز فيها على المنتخب الزامبي 3 / صفر.
ورغم كونه مدافعا واقتصار رصيده من الأهداف الدولية على هدفين فقط مع المنتخب المغربي ، كان أحد الهدفين في واحدة من أهم المباريات حيث قاد الفريق للفوز 2 / صفر على المنتخب الإيفواري في عقر داره بالجولة الأخيرة من تصفيات المونديال الروسي.
ووصف بنعطية هذه المباراة بأنها أجمل لحظة في حياته ومسيرته الكروية.
ومع اعتماد هيرفي رينار على مجموعة كبيرة من النجوم الشبان والوجوه الجدية ، سيكون لبنعطية دور بارز مع الفريق في المونديال الروسي حيث يمثل بداية انطلاقة أسود الأطلسي فيبناء الهجمات إضافة لكونه صمام الأمان في دفاع الفريق.
ويعتبر بنعطية وزميله لاعب الوسط مبارك بوصوفة نجم خط وسط الجزيرة الإماراتي أكثر لاعبي المنتخب المغربي خبرة حيث خاض كل منهما أكثر من 50 مباراة دولية مع أسود الأطلسي.